الصحة تتوقع انخفاضاً كبيراً في نسب الإصابات خلال خمسة أعوام بالعوق الذهني في غضون خمسة اعوام، فيما أطلقت المشروع الوطني للسيطرة على هذا المرض، وذلك خلال ندوة اقامتها أمس الأول في مقر الوزارة تحت شعار (لتتحد جهودنا.. لنحمي اطفالنا من العوق).
الندوة التي حضرها وزير الصحة صالح مهدي الحسناوي والمدراء العامون في الوزارة وعدد من المنظمات والجمعيات المهتمة بشأن المعاقين، قدم فيها عدد من الأبحاث ركزت على عوامل الخطورة التي ما زالت منتشرة في المجتمع العراقي سواء من حيث ضعف الوعي الصحي او عدم الالتزام بالسلوك الصحي وامراض الطفولة والامراض الانتقالية وسوء التغذية، مع نقص في بعض الخدمات الضرورية مثل الفحوص الجينية وطب الاجنة والتشخيص المبكر للاضطرابات الايضية.
وقال الحسناوي في مؤتمر صحفي على هامش الندوة: ان بدايات هذا المشروع الذي اطلق اليوم تعود الى قبل عامين فأكملنا اعداد الدراسات وواقع الخدمات الصحية المقدمة للمعاقين ذهنياً والجانب الوقائي والتوعوي وشكلنا لجنة في اعلى المستويات مكونة من وزير الصحة ورئيس المجلس العلمي لطب الاطفال في وزارة التعليم العالي ورئيس المجلس العلمي لطب النسائية فضلاً عن مسؤولي قسم العوق في وزارة الصحة وعدد اخر من الاختصاصيين واطلقت تلك المبادرة بحضور عدد كبير من المهتمين بهذا الشأن.
واوضح ان المشروع يشتمل على الجانب الوقائي وجانب الاكتشاف المبكر والتوعية والتثقيف والسيطرة على الحالات التي يمكن علاجها لاسيما ان هناك اسباباً كثيرة يمكن تلافيها وعلاجها ومنها قد تكون بسيطة لكنها تحتاج الى توعية كما هو الحال في استخدام الاملاح التي تحوي مادة اليود، حيث يؤدي نقص اليود الى العوق الذهني، وكذلك التدخين بالنسبة للحوامل وتناول الدواء دون استشارة الطبيب وعدم تناول اللقاحات بالنسبة للام الحامل وكلها اسباب مهمة لحصول حالة العوق الذهني.
واضاف قائلاً: نعتقد ان نسبة العوق الذهني ستنخفض خلال خمس سنوات بشكل ملحوظ جداً لكننا نحتاج الى تكاتف كل الجهود الخيرة ومنها وسائل الاعلام التي لها دور كبير في انجاحه. وبشأن التعاون مع المؤسسات الصحية العربية او الاجنبية في هذا المجال اشار وزير الصحة الى ان "المهم في هذا الامر هو تدريب الملاكات العاملة في المشروع ولدينا خطة لتدريب ملاكاتنا في احدى دول الجوار وكذلك بدأنا باستيراد اجهزة طبية متخصصة بالكشف المبكر عن الاضطرابات التي تؤدي الى العوق الذهني ومعظم الحالات التي تكتشف مبكراً هي قابلة للعلاج وممكن علاجها داخل العراق".
وفي ما يخص تداعيات الحروب ومنها ماجرى عام 2003 واثرها على تكاثر الاصابة بالعوق الذهني، قال الحسناوي: اسباب الاصابة اما تكون بيئية او ذهنية ومن الطبيعي ان تكون تداعيات الحروب واحدة من اسباب استخدام الاسلحة التي تحوي اليورانيوم المنضب، ونوه بوجود مشروع مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف لدراسة نسبة العوق الذهني والتشوهات الخلقية في خمس مناطق من العراق وبعدها سيتم التوصل بشكل اكيد الى اضرار المخلفات ونسبة تأثيرها على التشوهات الخلقية والعوق الذهني. وبشأن التعاون مع القطاع الخاص او المنظمات المهتمة بهذا الشأن، أوصى وزير الصحة تلك الجهات بضرورة زيادة جهودها وتعاونها مع الوزارة وفق التعليمات التي تحددها ليكتمل الجهد المطلوب لانقاذ هذه الشريحة وابدى استعداده لدعم الجهات التي تقدم الخدمات للمعاقين ذهنياً. وفي رده على سؤال (الصباح) عن الاحصائيات والدراسات التي كانت تحتاجها الوزارة قبل عام لمعرفة امكانياتها وتخصيص الميزانيات اللازمة للمشروع، قال الحسناوي: نجحنا في اقناع الجهاز المركزي للاحصاء في وضع ثلاثة اسئلة خاصة للمعاقين ضمن استمارة مشروع الاحصاء الوطني الذي سيطلق في شهر تشرين الثاني من هذا العام وستتوفر لدينا معلومات كاملة ونسب دقيقة وصحيحة للمعاقين ومنها نستطيع ان نبني موازنة دقيقة ومحسوبة لكل شخص على حدة وللوزارة على حد سواء.
وفي سؤال آخر ، بشأن معاناة الوزارة في فرض وسائل الاعلام بكل مفاصلها لأسعار اعلانية عالية جداً تمنع الوزارة من تنفيذ برامجها التوعوية، أجاب قائلا: مازلنا نعاني من فرض الاسعار الغالية واعتقد ان الامن الصحي هو جزء مهم من الامن الوطني ومكمل له والمشاريع الصحية مشاريع وطنية ورسائل وطرق التوعية تسهم بالتقليل من الاصابة بعدد كبير من الامراض وتقلل الوفيات وتنعكس اقتصادياً على البلد بتوفير الموارد لكن مع الاسف مازال الكثير من القنوات الفضائية تستوفي اجوراً مكلفة جداً على الاعلانات الصحية واشرت الى ان هذا المشروع هو مشروع وطني لا يمكن ان ينجح الا بتكاتف كل الجهود وما لم يكن لوسائل الاعلام دور في انجاح هذا المشروع. يذكر ان عوق التعلم تعرفه الجهات الطبية بتوقف نمو العقل او عدم اكمال نموه، ويتصف بضعف الملكات والذكاء العام في مجالات الادراك واللغة والحركة والقدرات الاجتماعية، اما الشلل الدماغي فيعرف بمجموعة من الاضطرابات التي تظهر خلال السنوات القليلة الاولى في عمر المصاب وتؤثر في قابلية الطفل الحركية والتوافقية وهو ناتج عن اعتلال أو اصابة ثابتة في الدماغ.
https://telegram.me/buratha

