الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم (قدس) . وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي . امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها قدم سماحته احر التهاني والتبريكات لجميع المؤمنين ولجميع الحفاة والمظلومين في العالم والمستضعفين بذكرى ولادة حجة الله على ارضه ونصير المظلومين والضعفاء ومنقذ البشرية الامام المهدي المنتظر (عج) .
مشيداً بالجموع الزاحفة التي اتجهت صوب كربلاء المقدسة لاحياء هذه المناسبة وهذا العيد الكبير . والحضور الكبير الذي اعطى صورة جميلة يدخل من خلالها السرور والفرحة على قلوب المؤمنين . كما تحدث سماحته نبذة عن الامام (عج). واسباب غيبته وحلم الانبياء الذي سوف يتحقق على ايدي هذا الامام وتطبيق الحكم الالهي والعدل الالهي فان الله سبحانه وتعالى قد ادخر هذا الامام ليتحقق على يديه حلم الانبياء والاوصياء والاولياء وتطهير المجتمع من المنافقين والدجالين والكفرة . فعلى يديه سوف يحقق العدل والمساواة وتفتح ابواب الرحمة ليتزل البركة من عند الله سبحانه وتعالى وعلي يد هذا المصلح . فكل شيء يتحقق على يد الحاكم العاد وحينها سوف نجد العدل يسود الارض . فهذا وعد اوعد الله سبحانه وتعالى به . ولكنه يحتاج الى مقدمات . فهذا يحتاج ان نعرف ماذا يراد منا هذه الفترة ومن اولى الامور هو معرفة الامام المهدي (عج) . واسباب غيبته والاعتقاد بهذا الامر وثقافة الانتظار وثقافة الولاء وثقافة الانتماء يجب ان نعرفها جميعاً لنكون من المنتظرين والممهدين الحقيقيين والا فان الاعداء سوف يبقون يضللون ويوهمون ويمارسون هذه العملية ما دمنا لمنسلح انفسنا بالثقافة والمعرفة . محملاً المصلحين مسؤولية تثقيف الامة وتعريفها وتوعيتها على قضية الغيبة والظهور والانتظار .
اما في خطبته الثانية : قدم في بدايتها الشكر للاجهزة الامنية لما بذبته خلال الزيارة الشعبانية كما شكر كل من ساهم في احياء هذه الزيارة والعتبتين الحسينية والعباسية . اما عن الموضوع السياسي فقد بين سماحته ان الحديث السياسي هو حديث ذو شجون لما تمر به العملية السياسية من مخاطر كبيرة . وقد تعصف بكامل المشروع الذي تبنيناه . فاليوم اكتشفنا ان كرسي الرئاسة يصل بصاحبه ان يكون مستعداً ليدمر ويخرب من اجل ان يبقى على كرسيه . فاليوم العراق على حافة الهاوية وهو في واد سحيق بسبب هذا التعصب والتمسك والاصرار . وان المصر على السلطة والكرسي يجعلنا نعيد النظر فيه لان الكرسي او المنصب هو من يطلب صاحبه والكتل السياسية هي التي تطلب . ونحن نجد اليوم ان هناك رفض من الجميع . فالاحداث اليوم تنبئ عن كارثة حقيقية في العراق . بوجود الانفلات في مؤسسات الدولة وما حصل في قضية المفتش العام لوزارة الزراعة يعني ان هناك فساد في جميع الوزارات . هذا وعن قضية المياه وشحته فتن هناك خطر حقيقي يحدق بالبلاد وعلى السياسيين ان يلتفتوا لذلك .
كما اشار الى المافيات الموجودة والتي تخطط للتلاعب بمقدرات الشعب والصفقات التي حصلت في عمليات تهريب السجناء المتكررة تدعوالى القلق الحقيقي . اما بالنسبة لقضية الخدمات فقد بين سماحته ان الشعب العراقي صبر الكثير وعانى الكثير وله اليوم الذي يصرخ فيه صرخته التي سوف تهز عروش السياسيين الين ضنوا انهم سوف يجلسون على كراسيهم لبقية حياتهم . وما يشهده العراق اليوم لم يشهده اي بلد في العالم ولم يمر بالعراق خلال تاريخه مثل ما يمر به اليوم . فهناك فساد كبير وانفلات كبير وقلة خدمات من الكهرباء التي لحد الان لم يعرف السبب او السر المهول لها . وكذا البطاقة التموينية التي انعدمت بالكامل . هذا فضلاً عما يعانيه ابناء البلد جراء الفساد المستشري في جميع دوائر الدولة . فعلى السياسيون ان يعيدوا حساباتهم لان ابناء العراق يشخصون جيداً من هو المدمر ومن هو المفسد ومن هو الراعي للفساد ومن هو المدافع عن حقوقهم
اما عن الملف الامني فقد انتقد سماحته ما يحصل من تراجع بوجود خلايا نشطة من القاعدة واعداء العراق . فاليوم الاجهزة الامنية عاجزة للدفاع عن نفسها فنجد العمليات النوعية التي تستهدف الحكومة في عقر دارها وتستهدف الاجهزة الامنية ماهي الا مؤشر حقيقي لوجود فوضى وانفلات وفساد في الدولة وهذا كله يتحمله من تمسك واصر على الكرسي متناسياً التداول السلمي للسلطة . فعلى الكتل السياسية ان تنظر الى مصلحة العراق وشعبه وان تترك التمسك والاصرار على الحكم وبالتالي سوف تدول القضية العراقية وتضيع جميع التضحيات ودماء الشهداء وسنوات الغربة التي قضاها المجاهدون في الاهوار وفي الجبال من اجل هذه القضية .
وما يجري اليوم سوف يجعل العراق لقمة سهلة للاعداء والمتربصين ويحاول من يحاول ان يتدخل بشؤوننا الداخلية وهذا كله بسبب الاصرار والتمسك والتزمت . فعلى هؤلاء ان يجعلوا المصلحة العليا قبل كل شيء . لان الشعب العراقي والمرجعية الدينية يراقبون ويتابعون ويترقبون بقلق فلا تخيبوا آمال الضعفاء والفقراء والمسحوقين الذين ضحوا ليوصلوكم الى كراسيكم .
وفي نهاية خطبته ناشد سماحته وزير التجارة بان يلتفت الى ابناء هذا الشعب المظلوم ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك وان يوفروا لهم لقمة عيشهم من خلال الاهتمام بمفردات البطاقة التموينية .
https://telegram.me/buratha

