من جانبه، قال صالح بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني «نفهم أن ذلك ليس التزاما ممتدا بلا نهاية من قبل المجتمع الدولي»، بيد أنه أكد على أنه ليس بوسع الأسرة الدولية ترك «العراقيين يواجهون هذه التحديات الصعبة بمفردهم». من ناحية ثانية، قال صالح إن العراق يأمل في ان يتمكن من تولي الاشراف الامني على نصف محافظاته بنهاية العام الحالي. وأضاف ان العراقيين سيتولون المسؤولية بدعم من المجتمع الدولي، مضيفا «بحلول نهاية العام الحالي ستصبح سبع او ثمان من محافظات العراق الـ18 تحت السيطرة الامنية العراقية المباشرة»، حسبما افادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وحذر صالح من روح الانهزامية والذعر مع تعرض الولايات المتحدة وبريطانيا المتحالفتين مع بلاده لضغوط متصاعدة لتغيير استراتيجيتهما في العراق مع تواصل العنف وإراقة الدماء. وأعرب عن قلقه من تغير نغمة الحديث في لندن وواشنطن، حيث شككت شخصيات بارزة في جدوى الاستراتيجية الحالية في العراق، حسبما افادت وكالة رويترز. وقال في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية «أنا قلق بالطبع من النقاش الدائر في الولايات المتحدة وأوروبا. علي ان أقول هذا بسبب النغمة المتشائمة في هذا النقاش، بل يمكن ان أقول انها نغمة انهزامية في بعض الدوائر. علينا ان نكون واقعيين لا انهزاميين. علينا ان نفهم ان هناك حاجة ملحة للغاية للتعامل مع الكثير من المشاكل في العراق، لكن يجب الا نستسلم للخوف». وأضاف ان العراق مهم لمستقبل العالم وان الغرب لا يستطيع التخلي عن موقعه رغم تزايد القلق بشأن استمرار العنف بلا كلل هناك.
وأكد على أن القوات العراقية تتولى المهام الامنية بالتدريج، لكنه قال ان العراق يحتاج الى «دعم ثابت» من المجتمع الدولي لمحاربة ما وصفه بـ«هجوم ضار يشنه الارهابيون». وعندما سئل عن تعهد المعارضة الاسترالية بسحب قواتها من العراق اذا فازت في الانتخابات المقبلة، أجاب «أعتقد حتما أن المجتمع الدولي لا يملك خيار التخلي عن موقعه».
وبلغ عدد قتلى القوات الاميركية في العراق هذا الشهر 85 على الأقل مما يجعله أكثر الشهور دموية للقوات الاميركية هذا العام، ومما يزيد الضغط على ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر (تشرين الثاني) التي قد يخسر فيها حزب بوش الجمهوري الاغلبية في كل من مجلسي النواب والشيوخ. وأقر مسؤولون عسكريون أميركيون في العراق، بأن الخطة التي بدأت قبل شهرين لفرض الأمن في العاصمة العراقية بغداد فشلت في الحد من العنف. وفي بريطانيا فجر الجنرال ريتشارد دانات قائد الجيش عاصفة سياسية هذا الشهر حين طالب بسحب القوات البريطانية من العراق في أقرب وقت ممكن، لأن وجودها يزيد الموقف الأمني هناك سوءا وفي العالم أيضا.
https://telegram.me/buratha