سوريا - لبنان - فلسطين

تحركات أمريكية مريبة في دير الزور..إلام تهدف؟


متابعة ـتبارك الراضي ||

 

تشهد منطقة شمال محافظة دير الزور في سوريا حركة عسكرية مكثفة من قبل القوات الأمريكية، حيث يتم تعزيز القواعد الأمريكية ونقل المعدات العسكرية إلى الضواحي الشمالية للمحافظة،

وقد نشر الجنود الأمريكيون معداتهم في القواعد الموجودة حول حقل غاز كونيكو وحقل عمر النفطي، وتأتي هذه التحركات العسكرية للاحتلال الأمريكي في ظل التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة والحكومة السورية، ويتزامن ذلك مع تصاعد الضغط الأمريكي والغربي على دمشق للرضوخ لإملاءاتهم حول السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التابعة للمعارضة، ومحاولتهم عرقلة "مرحلة إعادة الإعمار"، ومنعهم من تحسين الأوضاع الإنسانية في البلاد، التي تعيش وضعا إنسانيا صعبا للغاية، وفي هذا السياق، أعلنت قبائل محافظات دير الزور والرقة والحسكة دعمها للجيش السوري ضد قوات الاحتلال الأمريكي ووجودها بالقرب من نهر الفرات، وأكدت استعدادها للقتال إلى جانب الجيش السوري ضد الغزاة الأمريكيين.

·        تحركات مريبة

"تحركات عسكرية أمريكية مشبوهة في شرق سوريا"، هكذا يمكن وصف ما يجري في سوريا حاليّا، حيث أفادت بعض المصادر المحلية في محافظة دير الزور السورية، عن قيام المليشيات الأمريكية والكردية التابعة لها بنقل عتاد عسكري بشكل سريع، وتمركزت في مناطق متقابلة للجيش السوري، وإن التحركات العسكرية الأمريكية في شرق سوريا وبالأخص في محافظة دير الزور، التي شهدت تحركات مريبة للغاية تشبه إلى حد كبير الاستنفار العسكري والأمني ​​على المعابر بين المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري والمناطق التي تحتلها القوات الأمريكية والمليشيات الكردية التابعة للبيت الأبيض.

وفي ظل مصادر محلية متواجدة في دير الزور (شرق سوريا) إن هذا التأهب والتوتر العسكري ناتج عن المعدات العسكرية الثقيلة للجيش الأمريكي والتي تم نقلها إلى مناطق حول نهر الفرات، وهي مناطق وجود الجيش السوري والقوات المساندة له في نقاط المواجهة، نقل الاحتلال الأمريكي، خلال الأيام الماضية، الكثير من المعدات العسكرية واللوجستية إلى قواعدهم غير الشرعية في ريف دير الزور ، وآخرها الرتل العسكري الذي دخل منطقة "كونيكو"، فيما نقلت الميليشيات الكردية أكثر من 500 آلية عسكرية بينها مصفحة أمريكية الصنع من مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة إلى بلدات العكيدات والبصيرة والشهيل والعزب وميدان النفتي، وفي هذا الميدان تقع القاعدة الأمريكية غير الشرعية شرق المحافظة.

وحسب هذه المصادر، فإن المقاتلات الأمريكية والمروحيات والطائرات المسيرة تحلق بكثافة في هذه المنطقة، كما تقوم قوات ما يسمى التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" بدوريات في حقل غاز "كونيكو"، وهذه الساحة الواقعة شمال دير الزور تضم قاعدة أمريكية أخرى غير شرعية، وأجرى الأمريكيون، بالتعاون والتنسيق مع المرتزقة الأكراد –وهنا بالطبع نقصد بالكامل السياسيين الأكراد ومن يعمل تحت أيديهم-، مناورات عسكرية في قواعدهم بدير الزور خلال الأيام الماضية، وتقول بعض المصادر المحلية إن الميليشيات الكردية جهزت قواتها لمهاجمة القرى التي يسيطر عليها الجيش السوري، وهذه القرى هي: حطلاتة، والجنينة، ومرات، ومظلوم، والحسينية، والطبية، وخشم، ولم يرد الجيش السوري ومصادر رسمية على هذا الخبر، وأكدت دمشق مرارًا أن وجود مرتزقة انفصاليين أمريكيين وأكراد في شرق وشمال شرق سوريا غير قانوني واحتلال، مؤكدة أن هذا الوجود سينتهي.

·        توقيت خطير

تتزامن التحركات العسكرية الأمريكية مع تصاعد الضغوط الدولية على سوريا ووضع العصي في عجلات محاولات إعادة الاستقرار إلى البلاد، وعدم الرغبة بتحسين الأوضاع الإنسانية في كل المناطق السورية على حد سواء، وتؤكد هذه التحركات العسكرية من جانب الولايات المتحدة على استمرار التوتر في المنطقة، وتشير إلى أن التحالف الدولي لا يزال يحتفظ بقواته ومعداته في البلاد، ومن جهة أخرى، يعبر دعم القبائل للجيش السوري عن الحاجة الملحة لإعادة الاستقرار إلى المناطق المتضررة في سوريا، وتحسين الأوضاع الإنسانية في البلاد، وتؤكد هذه الدعوة على أهمية العمل المشترك بين الحكومة السورية والمجتمع المدني في إعادة بناء البلاد وتحقيق السلام والاستقرار فيها.

وإنّ الشيء الذي لا تفهمه الدول الغربية والولايات المتحدة هو أن الحل للأزمة السورية يجب أن يكون على أساس حل سياسي يتم الاتفاق عليه بين جميع الأطراف المعنية، ويشمل حلولاً للقضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية، ويجب أن يتم العمل على تحقيق الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، والتركيز على إعادة بناء البلاد وتحسين الأوضاع الإنسانية فيها، وذلك يتطلب جهوداً دولية مشتركة ودعماً للحكومة السورية للتعاون مع المجتمع المدني في إعادة بناء البلاد وتقديم الدعم اللازم للمناطق المتضررة، وفي الوقت الحالي، يجب على الولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى تقديم الدعم اللازم لتحقيق الاستقرار والسلام في سوريا وليس العكس، وتحسين الأوضاع الإنسانية في المناطق المحاصرة، وبالتالي تستطيع الحكومة السورية العمل على تحقيق الحوار والتفاهم مع المجتمع المدني والأطراف المختلفة في البلاد، وإعادة بناء البلاد على أسس قوية ومستدامة، وكل ذلك لا يمكن تحقيقه إلا بالتعاون والتضامن بين الأطراف المختلفة، ودون وجود أي تدخل أو احتلال خارجي يؤثر على سيادة البلاد واستقلالها.

·        احتلال مقيت

تعد الحرب السورية واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تسببت في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وشردت الملايين من السوريين، وفي هذا السياق، تشهد سوريا تدخلًا أجنبيًا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، حيث يعتبر الاحتلال الأمريكي لسوريا من أهم التحركات العسكرية في المنطقة، وتعود البداية إلى عام 2011، حينما بدأت أحداث ما يسمى "الربيع العربي"، وتحولت الاحتجاجات في سوريا إلى صراع مسلح بين دول اقليمية، ومع تصاعد الصراع، بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها تدخلًا عسكريًا في سوريا، بحجة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والتدخل في النزاع السوري.

ومنذ ذلك الحين، تمكنت القوات الأمريكية من السيطرة على عدد من المناطق في شمال سوريا، ونشرت قواتها ومعداتها العسكرية في تلك المناطق، وتشمل تلك المناطق مناطق في محافظات الرقة وحلب ودير الزور، وتعتبر هذه المناطق أهم الأراضي الزراعية والنفطية في سوريا، ويعتبر الاحتلال الأمريكي لسوريا انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية، وتدخلًا غير شرعي في الشؤون الداخلية لدولة سيادية، وتعتبر هذه الحركات العسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها تأجيجًا للصراع في سوريا، وتعرقل الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

ويشكل الاحتلال الأمريكي لسوريا تحديًا كبيرًا للحكومة السورية والمجتمع الدولي، حيث تعتبر هذه الحركات العسكرية تعقيدًا للجهود المبذولة لإنهاء النزاع السوري وإعادة الاستقرار إلى البلاد، ويجب على المجتمع الدولي التعاون والتنسيق لإيجاد حلول سلمية للأزمة السورية، وإيقاف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويجب على الولايات المتحدة وحلفائها الانسحاب من سوريا، وإعطاء الفرصة للشعب السوري لتحديد مستقبله بحرية وسيادة.

·        سرقة الثروات السورية

يعتبر النفط أحد الموارد الحيوية في سوريا، وتحتوي بعض المناطق في البلاد على كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، ومن خلال الاحتلال الأمريكي لبعض تلك المناطق النفطية في سوريا، فإنه يمكن أن يحدث تأثير اقتصادي واسع النطاق على البلاد، فيما يلي بعض الآثار الاقتصادية المحتملة للاحتلال الأمريكي للمناطق النفطية في سوريا:

- تدمير البنية التحتية والمرافق النفطية: قد يؤدي الاحتلال الأمريكي إلى تدمير المرافق النفطية والبنية التحتية المرتبطة بها، ما يؤدي إلى تعطل إنتاج النفط والغاز وتدمير البنية التحتية والمؤسسات المرتبطة بها.

- تعطيل الصادرات والإنتاج: قد يؤدي الاحتلال الأمريكي إلى تعطيل صادرات النفط والغاز من سوريا وتدمير الإنتاج، وهذا بدوره يؤثر على الاقتصاد السوري ويزيد من الضغوط الاقتصادية على البلاد.

- تهديد الأمن الغذائي: يمكن أن يؤدي الاحتلال الأمريكي إلى قطع الطرق الرئيسية والتدخل في النقل والتجارة، ما يؤدي إلى تعطيل إمدادات الغذاء والمواد الأساسية، ويزيد من الضغوط الاقتصادية على البلاد والشعب السوري.

- تغيیر في الأسعار: قد يؤدي الاحتلال الأمريكي إلى تغيير في أسعار النفط والغاز على المستوى العالمي، وهذا يؤثر على الاقتصاد العالمي ويزيد من الضغوط الاقتصادية على البلاد.

وبالتالي، يجب أن يتم إيجاد حلول سلمية للأزمة السورية وإنهاء الاحتلال الأمريكي للمناطق النفطية في سوريا، وذلك من أجل الحفاظ على السيادة الوطنية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في سوريا، كما يجب على المجتمع الدولي دعم جهود الحكومة السورية لإعادة إعمار البنية التحتية وتنمية الاقتصاد، وتقديم المساعدة اللازمة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد.

 

مصدر : موقع الوقت

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك