تمكنت قوات الأمن اللبنانية الثلاثاء 1 أيلول/سبتمبر من إخلاء مبنى وزارة البيئة في بيروت من جميع المعتصمين، في حين اتهمت الداخلية اللبنانية جهات خارجية بالتحريض على الفوضى في لبنان.
وقال مراسلنا بلبنان إن المواجهات التي جرت بين قوات الأمن اللبنانية والمحتجين في محيط وزارة البيئة أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى.
وقد جرت هذه المواجهات إثر انتهاء المهلة التي حددتها حملة "طلعت ريحتكم" لوزير البيئة اللبناني محمد المشنوق من أجل تقديم استقالته على خلفية أزمة النفايات.
من جانبه، نفى وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق استخدام القوة ضد المعتصمين أثناء إخلاء مبنى وزارة البيئة، مشيرا إلى أنه أعطى الأوامر بالتفاوض مع المتظاهرين وعدم التعرض لهم.
وأكد المشنوق أن وزارة الداخلية لن تسمح بأي اعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة، كما اتهم جهات خارجية ودولة عربية بالتحريض على إثارة الفوضى في لبنان بحسب تعبيره. وفي سياق متصل حدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري التاسع من أيلول الحالي، موعدا لإطلاق حوار وطني بين مختلف الأطياف السياسية بهدف احتواء أزمة البلاد.
وكان عدد من المحتجين من حملة "طلعت ريحتكم" ومعهم شبان من حملة "حلوا عنا" اقتحموا مكاتب وزارة البيئة في مبانى العازارية في وسط بيروت، وحاصروا الوزير المشنوق في مكتبه رافضين الخروج قبل تقديم استقالته، ما دفع الأمن اللبناني لاستخدام القوة لإخراج المعتصمين من المبنى.
من جانبه دعا وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق القائمين على حملة "طلعت ريحتكم" إلى الحوار، إلا أن المحتجين رفضوا ذلك.
وكانت حملة "طلعت ريحتكم" توعدت في 29 أغسطس/آب الحكومة بالتصعيد إذا لم تتوصل إلى حل جذري لمشكلة النفايات في لبنان في غضون 72 ساعة.
وكان منظمو الحملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي قد توعدوا الأحد 30 أغسطس/ آب بتصعيد التحرك إذا تجاهل المسؤولون مطالبهم بحلول مساء الثلاثاء، مع موعد انتهاء المهلة التي أعلنت السبت، حيث تمكنت الحملة من جمع عشرات الآلاف من الأشخاص في ساحة الشهداء وسط بيروت.
وبدأ المتظاهرون بالاحتجاج والاعتصام بعد أن فشلت الحكومة في حل أزمة التخلص من النفايات، الأمر الذي تسبب في تراكمها في الشوارع وتعفنها بفعل ارتفاع درجات الحرارة، في حين يؤكد المحتجون أن "الأزمة ترمز إلى العفن داخل النظام السياسي في لبنان وليست القمامة بحد ذاتها".
وتعتبر الحملة أكبر حركة احتجاج سياسي في تاريخ لبنان الحديث تنظم بمعزل عن الأحزاب. وخرج المتظاهرون، ومعظمهم مدنيون ومن جميع الأعمار، وهم يعزفون الموسيقى ويرددون الأغاني في المناطق المحيطة بساحة الشهداء التي شهدت مظاهرات حاشدة عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
https://telegram.me/buratha