أفاد مراسلنا في لبنان بأن القوى الأمنية أخلت ساحة رياض الصلح وسط بيروت من المحتجين. وبسطت سيطرتها في العاصمة والطرق المؤدية إليها.
وتجددت مساء اليوم المواجهات بين عناصر الأمن اللبناني ومتظاهرين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت على خلفية أزمة النفايات.
وذكرت مصادر إعلامية لبنانية أن بعض "المشاغبين" في صفوف المحتجين ألقوا الزجاجات الحارقة والحجارة على عناصر الشرطة، ما دفع قوات الأمن بالرد عليهم.
من جهة أخرى ألغت الحكومة اللبنانية مناقصة النفايات، فيما انسحب وزراء "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" و"الطاشناق" من جلستها الاستثنائية احتجاجاً على ما أسموه تجاوز مبدأ الشراكة.
وأعلن وزير الصناعة حسين الحاج حسن بعد خروجه من الجلسة: "أننا خرجنا من الجلسة بسبب الإصرار على تجاوز مبادئ الشراكة، وآلية عمل الحكومة، ودرس التفاهمات"، موضحا "أننا أصرينا خلال مداخلتنا على موضوع الشراكة والآلية ولكن تبين أن 70 مرسوما وقعوا من دوننا وهناك اتجاه لنشرهم، ولذلك، أمام إصرارهم على قصة الشراكة كان لنا هذا الموقف".
وأكد "أننا نريد حلول لكل القضايا وللأسف الشديد، الكثير من الفرقاء مصرين على عدم الاستماع الى مطلب الشراكة الحقيقية وسلوك طريق الإلغاء والتهميش والتفرد، وعندما وصل الأمر الى حد عدم الاستماع انسحبنا".
من جانبه، لفت وزير الخارجية جبران باسيل الى أنه انسحب من جلسة مجلس الوزراء لأن "هناك مسرحية بملف النفايات"، مشيرا الى أنه سيتحدث اليوم بعد اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" عن الموضوع.
فيما قال وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج بعد انتهاء الجلسة: "موضوع النفايات لا يتعلق بفئة وإنما بجميع اللبنانيين، وقد خصص رئيس الحكومة تمام سلام محافظة عكار بمبلغ قيمته 100 مليون دولار تقدم على مدى 3 سنوات بهدف إجراء مشاريع إنمائية فيها".
وبين أن "المجلس قرر إعطاء الهيئة العليا للإغاثة 100 مليون دولار لتنفيذ بعض المشاريع التنموية والخدمات العامة في محافظة عكار، وأكد وزير البيئة أن الأسعار مرتفعة في موضوع المناقصات".
ولفت إلى أن "مجلس الوزراء قرر عدم الموافقة على هذه المناقصات وكلف اللجنة الوزارية إعادة بحث الملف لإيجاد البدائل".
بينما اعتبر رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني، النائب طلال أرسلان في بيان أن "ما حصل في جلسة مجلس الوزراء اليوم هو تحصيل حاصل ونتيجة حتمية لغياب التفاهم على كل المستويات، وإسقاط المناقصات هو أقل الإيمان المتبقي لدينا، إذ إن هذه الأسعار (...) مؤامرة جديدة على الخزينة اللبنانية وعلى الشعب اللبناني، ما يعني الضرورة القصوى لإعادة النظر فيها كليا".
وعبر أرسلان عن أمله بأن "يعود مبدأ الشراكة الأساسية ليتكرس في مجلس الوزراء على قاعدة آلية تؤمن الحد الأدنى من الحضور الحكومي لملاقاة الاستحقاقات الإنسانية الطارئة، في انتظار أن يقضي الله أمرا كان مفعولا".
وقد تصب نتائج جلسة الحكومة اليوم الزيت على نار أزمة النفايات الملتهبة في البلاد وتصعد الاحتجاجات في الشارع اللبناني.
يذكر أن العاصمة اللبنانية بيروت ومناطق أخرى شهدت خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات شعبية على خلفية أزمة النفايات، تطورت إلى مواجهات بين عدد من المحتجين وعناصر الشرطة اللبنانية أسفرت عن إصابة العشرات من الجانبين.
وقد أعلنت حملة "طلعت ريحتكم" المنظمة للاحتجاجات الشعبية في لبنان على خلفية أزمة النفايات تحديد السبت المقبل موعدا جديدا للتظاهر عند الساعة السادسة مساء من دون تحديد مكان التجمع.
وفي وقت سابق أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام الأحد أن السلطات ستحاسب جميع المسؤولين عن أعمال العنف واستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين في بيروت يوم السبت.
هذا وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته الاثنين عن قلق موسكو البالغ من تفاقم الوضع السياسي الداخلي في لبنان.
وجاء في البيان "من الواضح أنه في ظروف غياب وفاق وطني بشأن مرشح لمنصب رئيس البلاد وفي ظل تحديات الإرهاب الدولي، فمن المهم جدا الحفاظ على الاستقرار في البلاد (لبنان) ومنع تعميق الخلافات الاجتماعية والسياسية".
https://telegram.me/buratha