كتب المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل مقالاً عن التصريحات "الإسرائيلية" التي كثرت في الآونة الاخيرة حول الحرب المقبلة مع حزب الله، قائلاً" في الجيش "الإسرائيلي" يوضحون أن كلام الضابط الرفيع، إلى جانب المعلومات التي نُقلت إلى صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الاسبوع، خُصص لتدعيم الرسائل "الإسرائيلية" الثابتة إلى حزب الله وإلى المجتمع الدولي. هذه الرسائل، في الخلاصة، تضم الثوابت التالية: حزب الله يستمر بخرق القرار 1701 لمجلس الأمن، بتهريب المزيد من السلاح إلى المناطق اللبنانية ونشر قواته من جنوب الليطاني، التشكيل العسكري لحزب الله مكشوف للإستخبارات "الإسرائيلية"، وبمقدور الجيش "الإسرائيلي" ضربه بشكل قاس عند الضرورة، ولأن حزب الله يفضّل الاختفاء وسط المدنيين، فإنّ ضرب أهدافه العسكرية سيكون مرفقاً أيضاً بقتل غير مقصود للأبرياء" حسب تعبيره.
وأضاف هرئيل "انه يمكن تفسير تأكيد هذا الكلام للصحيفة الأميركية، على طريقة الأوامر التي يُمليها رئيس هيئة الأركان العامة، غادي آيزنكوت، الى الجيش "الإسرائيلي". آيزنكوت يعتبر مهمة الجيش، بقيادته "إبعاد الحرب"، وهي القيام بإعداد معمّق إلى أبعد حد للجيش "الإسرائيلي" للمواجهة القادمة، إلى جانب جهد فعال، حتى على المستوى الإعلامي، وفي مدى معين المستوى السياسي أيضا، لمنع حرب كهذه. على هذه الخلفية أتى القرار الفوري بالتدريبات كأولوية للجيش "الإسرائيلي"" حسب تعبيره.
وتابع هرئيل" بعد فترة مستمرة من التراخي والتقليصات. في الأسابيع الأخيرة جرت سلسلة واسعة نسبياً من التدريبات للقوات البرية وهناك توجه بالإستمرار بذلك في الأسابيع القادمة. إدارة سليمة للمخاطر اليومية لإسرائيل، الناتجة بمعظمها من تداعيات جانبية لعدم الاستقرار المزمن في المنطقة كلها، قد تخفف خطر الحرب الشاملة. إلى جانب ذلك، المستوى العالي جدا للكفاءة والاستعداد اللذين يظهرهما الجيش "الإسرائيلي"، قد يساعدا في ردع حزب الله، العدو الأكثر خطرا اليوم والأكثر تدريبا الذي يواجه "إسرائيل،" عن تدهور يؤدي إلى حرب" حسب تعبيره.
ولفت هرئيل ايضا الى ان" وزير الحرب موشيه يعالون، أشار إلى ذلك يوم الثلاثاء الماضي، في محاضرة في مؤتمر المجالس الإقليمية، إذ حذر من أن " "إسرائيل" قد توحد كل القوات في المنطقة ضدها إن لم تعمل بشكل سليم"، يعالون وصف موقف "إسرائيل" بـ"تصرف فعال يعتمد على خطوط حمراء، من يتجاوزها يعلم أننا سنعمل، خرق السيادة في الجولان، نقل سلاح من نوع محدد".
وبحسب يعالون، "تبدو "إسرائيل" قلقة بالأخص من مسعى حزب الله لتحسين مستوى دقة الصواريخ التي بحوزته، التنظيم يمتلك منذ سنوات قليلة كميات هائلة من الصواريخ والقذائف الصاروخية- حوالي 130 ألف، وفق آخر التقديرات، لكن تحسين القدرة مرتبط بتحسين الدقة، بشكل سيسمح لحزب الله بضرب شديد وفعال لأهداف موضعية، من مسارات الإقلاع في قواعد سلاح الجو وحتى محطات الكهرباء" حسب زعمه.
وتابع هرئيل "يعلون أوضح أنّ هناك بعض الأمور التي نتحمل مسؤوليتها وهناك أمور لا نتحمل مسؤوليتها، لكننا لن نتدخل في الصراعات الداخلية، إلا في حال تم تجاوز خطوطنا الحمراء، بعبارة أخرى، "إسرائيل" قلقة من عمليات تهريب السلاح التي يقوم بها نظام الرئيس بشار الأسد إلى حزب الله، لكنها تدرك أنّ سلسلة طويلة وممنهجة من الهجمات قد تخل بكفة الميزان في الشمال، وتؤدي إلى مواجهة بينها وبين حزب الله وتملي أيضا تغييراً في الحرب الأهلية في سوريا. تغيير كهذا غير مرغوب بالنسبة لـ"إسرائيل"، التي تفضل استمرار الوضع القائم هناك" حسب زعمه.
26/5/150517
https://telegram.me/buratha