زعم رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان": " إن البعض يريد من تركيا أن تصمت حيال ما ترتكبه إسرائيل من جرائم، ويريدونها حارسة لها، لكن ليعلموا جميعاً أننا لسنا حراساً لدولة إرهابية، وأود أن ألفت انتباهكم أيضا أن تركيا تُرغم الآخر على الاعتذار، وليست هي من يعتذر ".
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة التركية - المرشح الرسمي للانتخابات الرئاسية المقبلة - في ولاية "آضنة" جنوب البلاد، والتي تأتي في إطار حملته التي يجريها استعداداً للانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد في الـ10 من الشهر المقبل.
واستهل أردوغان كلمته بالدعاء لكل المظلومين في فلسطين ومصر وسوريا والعراق وليبيا وميانمار، وفي كافة أنحاء المعمورة، ثم أوضح أن بلاده أكثر من صرخ من أجل القضية الفلسطينية، ومظلومي غزة، وأكثر من أظهر موقفاً محقا لأجل ذلك، على حد قوله.
وتعجب "أردوغان" من الصمت الدولي حيال ما ترتكبه إسرائيل بحق قطاع غزة، وتساءل قائلاً: " أين الديمقراطيون والحقوقيون مما ترتكبه دولة إسرائيل الإرهابية منذ 16 يوماً من هجمات وحشية همجية على قطاع غزة ؟! "
وتابع أردوغان قائلاً: " أسفرت تلك الهجمات عن سقوط 650 شهيداً حتى الآن، فضلاً عن إصابة نحو 4 ألاف شخص "، مضيفاً "هذا كله ومازال المجتمع الدولي، وبلدان العالم الإسلامي قابعون على مقاعد المتفرجين لا يبرحونها ".
وأوضح أن " الأمم المتحدة حينما تترك مكانها بين المتفرجين، تخرج فقط لتتهم حركة حماس، والأبرياء من الشهداء، وتقدم كافة أشكال الدعم لإسرائيل "، مشيراً إلى " أنه في الوقت الذي يصمت فيه القادة والزعماء تخرج الاحتجاجات الحاشدة في كل مكان في لندن وباريس وبرلين وعمان وبلغراد ونيويورك، وغيرها من المدن الأخرى ".
واستغرب أردوغان من منع بعض الدول التي تصف نفسها بالدول الديمقراطية التي بها حريات، المتظاهرين من الخروج في تظاهرات احتجاجية لرفض العدوان الإسرائيلي، مضيفاً " أين تلك الحريات والديمقراطيات التي تتشدقون بها ليل نهار؟! ولماذا ترتكب قوات الأمن لديكم العنف ضدهم؟! "
وعن السبب في مواقفهم التضامنية مع فلسطين وشعبها قال "أردوغان": " لأن هناك مسؤولية ودين تاريخيين واجبين علينا تجاه فلسطين وشعبها، فهم كانوا بجانبنا في حرب الاستقلال التي تخلصنا فيها من الاستعمار، حتى إنكم لو زرتم مقابر الشهداء في (جناق قلعه) ستجدون أسمائهم مدونة هناك بجانب الأتراك، لقد حاربوا معنا، ولذلك نحن معهم اليوم ".
وأفاد " لو صمت العالم بأسره، فنحن لن نصمت على الإطلاق، وذلك لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ونحن لن نكون من حزب الشيطان مهما حدث "، مؤكداً استمرارهم في دعم مقاومة الفلسطينيين حتى النهاية.
وذكر "أردوغان": " أن إسرائيل ارتكبت في العام 2002 مجزرة في جنين الفلسطينية، راح ضحيتها 500 شهيد، وحينها كان الموقف الدولي كمثل الذي باديا أمامنا الآن، صمت مطبق، وأغمض العالم عينيه عن جرائم إسرائيل، وحينها خرج رئيس الوزراء في ذلك الوقت (بولنت أجاويد) ووصف ما ترتكبه إسرائيل بالمجزرة، لتقوم الدنيا ولم تقعد لتستنكر الموقف التركي حيال تلك المجزرة ".
وأوضح أنه أجرى مقابلة مع محطة "سي إن إن"، اليوم، وأكد لهم أن ما تقوم به إسرائيل حالياً مجزرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأنه سيظل على مواقفه الرافضة لذلك حتى الموت، ولن يحيد عن مواقفه قيد أنملة، بحسب قوله.
22/5/140727
https://telegram.me/buratha