إعلان المسلحين إطلاق معركة دمشق من درعا، لا يبدو حتى الساعة جدياً في الميدان بقدر جدية بيانات قياداتهم، وتسجيلاتهم على «اليوتيوب»، فالوقائع الميدانية في المحافظة الجنوبية تشير الى امساك الجيش السوري بزمام المبادرة على الأرض، واختياره مكان الهجوم والدفاع بحسب أولوياته، فيما كان المسلحون في موقع ردة الفعل التي جاءت بأغلبها انسحابات تكتيكية كما حصل أمس في تلة اليرزن الاستراتيجية بريف القنيطرة.
فقد أحكم الجيش السوري سيطرته على تلة اليرزن الاستراتيجية في ريف القنيطرة، في ظل استمرار العمليات القتالية على محاور عدة في المحافظات الأخرى، خاصة في حلب التي ثبتت فيها وحدات الجيش السوري مواقع متقدمة داخل الفئة الأولى للمدينة الصناعية، بعد سيطرتها على قرية الشيخ زيات، فيما سجل اليوم دخول وفد من الإعلاميين الى مطار كويرس المحاصر منذ فترة طويلة، زيارة بدا خلالها المطار في حالة جيدة ومعنويات حاميته عالية ودفاعاتهم متينة.
عمليات في درعا وريف القنيطرة
مصادر عسكرية أفادت إنّ المسلحين كانوا يتخذون من منطقة تلة اليرزن مقراً لعملياتهم، مضيفة أنّ المعارك فيها أسفرت عن مقتل عدد كبير من المسلحين.
كما أشارت قناة “روسيا اليوم” إلى أنّ اشتباكات جرت أيضاً بين الجيش ومسلحين في أطراف بلدة الصمدانية بريف القنيطرة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمسلحين في قرى زبيدة – برزة بريف القنيطرة الجنوبي، بالتزامن مع قصف مدفعي لمحاور الاشتباكات.
وكالة «سانا» نقلت عن مصدر عسكري «أن وحدة من الجيش قضت على 6 مسلحين في بلدة المزيريب بريف درعا ودمرت أحد تجمعاتهم في محيط معمل الكونسروة وعددت من بين القتلى كل من منذر محمد الحشيش وصلاح الدين الحشيش.
وأضاف المصدر إن وحدة من الجيش السوري أحبطت محاولة مسلحين تفجير عبوة ناسفة زرعوها قرب مدخل بلدة محجة على طريق درعا دمشق، فيما تصدت وحدة عسكرية أخرى لمجموعة مسلحة شمال شرق بلدة محجة بريف درعا كانت تحاول التسلل إلى الطريق الدولي بين درعا ودمشق وكبدت عناصرها خسائر في الأرواح والمعدات.
أيضاً في محافظة درعا تصدت وحدات الجيش السوري لمجموعة مسلحة حاولت الاعتداء على إحدى النقاط العسكرية بين بلدتي انخل وقيطة ودمرت سيارتين مزودتين برشاشات، كما استطاعت استهداف وتدمير راجمة صواريخ في محيط الجمرك القديم بدرعا البلد.
إلى ذلك، نفذ سلاح الجو السوري غارتين جويتين استهدف من خلالهما تجمعات للمسلحين في بلدة الهجّة.
تقدم في حلب
أما في حلب فقد واصل الجيش السوري عملياته على جبهة المدينة الصناعية، حيث تقدمت الوحدات العسكرية على محور فضاء «الفئة الأولى» داخل المدينة الصناعية، لجهة قرية الشيخ نجار، كما أحكمت سيطرتها على قرية الشيخ زيات وبذلك تكون قد أطبقت على المدينة الصناعية من المحور الجنوبي الشرقي أيضاً، مع استمرار السيطرة بنيران الدبابات والمدفعية الثقيلة على خطوط امداد المسلحين بين المدينة الصناعية ومحيطها.
الجيش واصل أيضاً عملياته على محور بلدة بلاط شمال السفيرة، حيث تتقدم القوات بشكل مدروس من عدة محاور، في سلسلة عمليات تهدف لربط المحطة الحرارية بخط الإمداد الممتد بين السفيرة ومطار حلب، كما تسعى لفتح المزيد من الطرق والبلدات وصولاً الى مطار كويرس العسكري شمال السفيرة.
جولة اعلامية داخل مطار كويرس
مطار كويرس كان من جهته أمس، محطة لمجموعة من الإعلاميين، الذين وصلوا برفقة الجيش السوري لمعاينة وضع المطار المحاصر منذ فترة طويلة، حيث كان واضحاً من المعلومات التي نقلها الزملاء أن معنويات حامية المطار عالية جداً، ودفاعاته جيدة، وبات باستطاعة الحامية التجول في أماكن عدة منه دون التعرض لاستهداف المسلحين، خاصة بعدما استطاعت وحدات الحماية فيه، توسيع دائرة الأمان في محيطه والسيطرة على كتل ومساحات كانت خاضعة لسيطرة المسلحين ويتم استخدامها لشن الهجمات باتجاهه.
الاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة لم تتوقف أيضاً في ريف دمشق، وبالتحديد عند مفرق عربين وبالقرب من مشفى حرستا في ريف دمشق، بينما شنّ الجيش السوري غارات جوية على المنطقة الجنوبية الشرقية من داريا، وقصف معاقل “الجبهة الإسلامية” في دوما ومواقع أخرى للمعارضة المسلحة.
وفي ريف حمص، استهدف قصف مدفعي للجيش السوري تجمعات المسلحين في قرى خطاب وسلام شرقي والخالدية والغاصبية، بينما قصف الجيش أيضاً حيي مساكن هنانو والانذارات بحلب حيث توجد معاقل للمسلحين.
23/5/140220
https://telegram.me/buratha
