سوريا - لبنان - فلسطين

ماجد الماجد: وقائع 8 أيام تتحوّل أسئلة برسم الجــيش

1050 00:47:00 2014-01-07

فارق ماجد الماجد، رجل الأسرار، الحياة، كما قضاها، بغموض. تُوفي أم قُتل؟ لم يعد الأمر مهمّاً، طالما أنّ أسراره ستُدفن معه. لكن على المسؤولين المعنيين الإجابة عن جملة أسئلة توضح حقيقة ما حدث في الأيام الثمانية الأخيرة في حياة أحد أبرز «أمراء الجهاد العالمي».

 

فارَق أمير «كتائب عبد الله عزام» الحياة. ماجد الماجد توفي نتيجة تدهور حالته الصحيّة. الخبر كان متوقّعاً بعد التسريبات التي مهّدت بالقول إنه قد يلفظ أنفاسه الأخيرة بين لحظة وأُخرى على سرير المرض في المستشفى العسكري. وبعد ثمانية أيام على توقيفه، سُرِّب خبر وفاته بهدوء.

 

وسط أجواء التشكيك، خرج مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ليؤكد الخبر، معلناً تكليف طبيب شرعي للكشف على جثّة الماجد. هكذا كانت نهاية المطلوب السعودي، الذي تنقل المصادر أنّه «كان فاقداً للوعي في أيامه الأخيرة. وأنّه عندما يستيقظ يكون في حالة هلوسة ويبصق دماً».

 

المصادر الطبية تؤكد أن العمر الطبي لماجد الماجد يناهز السبعين عاماً، نتيجة ما عاناه من سوء رعاية طبية. لكن جملة تساؤلات تحتاج إلى إجابات. كيف أُخرج الماجد من المستشفى إن ثبت أنّ وضعه الصحي لم يكن يسمح بذلك؟ من هو الطبيب الذي أعطى الإذن بنقله؟

 

قيل إن «الماجد وقّع على ورقة تعهّد بأن يُنقل على مسؤوليته». وإذا صحّ ذلك؟ كيف يُعقل أن يكون الرجل في كامل وعيه في سيارة الإسعاف، ويفقده ما إن توقفه استخبارات الجيش. بل أكثر من ذلك، يدخل في غيبوبة لأيام؟ ماذا حصل مع الماجد خلال الدقائق الأخيرة التي فصلت بين خروجه من المستشفى ورحلة توقيفه؟

 

تروي مصادر لـ«الأخبار» تفاصيل الرحلة. في ذلك اليوم، ورد اتصالٌ هاتفي من مستشفى المقاصد إلى غرفة عمليات الصليب الأحمر يطلب نقل مريض سوري الجنسية إلى البقاع.

 

وتشير المعلومات إلى أن «أمر المهمّة» الذي أوكل إلى ثلاثة شبّان من الصليب الأحمر، تضمّن إيصال المريض الذي يعاني من فشل كلوي إلى البقاع، حيث كان يُفترض أن تتسلمه منهم سيارة إسعاف أخرى لنقله لتلقي العلاج. وتضيف المصادر، «لم يكن الشباب الثلاثة على علم بهوية المريض. لم تكن هناك سوى معلومتين مفادهما أنه سوري الجنسية ويُغسّل الكلى»، مشيرة إلى أن مرافقاً مدنياً كان يفترض أن يرافق المريض، لكنه لم يحضر لسبب مجهول. على هذا الأساس، انطلقت سيارة الإسعاف من مستشفى المقاصد في اتجاه البقاع.

 

لم تكد السيارة تتجاوز المديرية العامة للأمن العام في فرن الشبّاك عبر الطريق السريع باتجاه مستديرة الصيّاد حتى قطعت الطريق عليهم سيارات عسكرية تابعة للجيش اللبناني.

 

تضيف الرواية إن عناصر «القوة الضاربة» في استخبارات الجيش انقضّوا على سيارة الإسعاف في عملية خاطفة. فوجئ المسعفون بما يجري. ورغم تعريفهم عن أنفسهم، تعرّضوا للضرب قبل تقييدهم ظنّاً من القوة العسكرية أنّهم متواطئون مع المشتبه فيه. خلع عناصر «القوة الضاربة» النقالة التي كان الماجد ممدّداً فوقها وأخذوه معهم، فيما صعد أحد العسكريين وقاد سيارة الإسعاف في اتجاه اليرزة.

 

تؤكد المصادر أن الماجد كان في كامل وعيه في تلك الأثناء، لكن ما الذي حصل حتى فقده؟ هل يُعقل أن يكون الماجد قد تعرّض للضرب أثناء نقله من مكان توقيفه، وصولاً إلى المستشفى، علماً بأن ذلك أمرٌ معتاد لدى توقيف مطلوبين؟ وبالتالي، هل تسبب ذلك بتدهور حالته الصحية؟

 

هذا إن كان الرجل غائباً عن الوعي منذ توقيفه، لكن لو تبيّن أنه كان في حالة جيدة في الأيام الأولى لتوقيفه، فمن هم الأشخاص الذين قابلوه؟ ما سرّ هذه الانتكاسة التي أودت بحياة أهم «صيد» أمني منذ سنوات طويلة؟

 

وإذا كان التكتّم مبرراً على توقيف مطلوب بهذه الخطورة، فما الذي يُبرّر تأخّر الجيش في إصدار بيان يشرح الملابسات التفصيلية لما حصل؟ من هم الأشخاص الذين كانوا يتولّون مساعدة الماجد في المستشفى؟ من هم الذين أدخلوه ودفعوا تكاليف العلاج؟

 

ما هو ردّ الدولة اللبنانية على ما أثاره أمس مسؤولون إيرانيون، بينهم وزير الأمن محمود علوي، لناحية تشكيكهم في ظروف وفاة الرجل ومطالبتهم بتشريح جثته والتحقيق في أسباب وفاته، وصولاً إلى حديث رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي عن أن «السعودية، بصفتها الممول الرئيسي للماجد، غير مهتمة بالكشف عن دوره في هجمات بيروت الإرهابية؟» هل ستكتفي بردّ السفير السعودي علي عواض عسيري الذي اتهم إيران، من دون أن يسميها، بإيواء الماجد واحتضانه؟

أسماء فقط للموت أو القتل!أسئلة لا يقصد منها اتهام الجيش وقيادته بالتورط عن قصد في القتل. لكن وزن الرجل نفسه يفرض طرح أسئلة كهذه، ولا سيما بعدما ترددت معلومات عن أن الماجد كان ضابطاً في الجيش السعودي قبل أن يتركه أو يُسرّح منه. كذلك هناك المسارعة السعودية في طلب استرداده لمحاكمته، وبروز «كباش» مع إيران التي طلبت المشاركة في التحقيقات معه. كل ذلك، وضع الجيش أمام عبء ثقيل.

 

من جهة أخرى، كشف السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري أن عائلة ماجد الماجد تقدمت إلى وزارة الخارجية السعودية بطلب استرداد جثته، مشيراً إلى أن المملكة لم تطلب تشريح الجثة.

 

رضوان مرتضى

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك