بدأت محادثات الأمير سعود مع فابيوس بجلسة ثنائية محدودة الحضور، وتوّسعت إلى مدراء الخارجية وكبار الموظفين من الجانبين.
وأوضح مصدر فرنسي رفيع لـ «الحياة» أن باريس تريد التنسيق مع السعودية وتحديد المتطلبات والإستراتيجية التي يجب انتهاجها قبل «جنيف- 2» ومناقشة وتحديد الشروط التي ينبغي أن تتوافر لنجاح المفاوضات.
وتطالب باريس بأسس للمفاوضات تكون واضحة مع منظور انتقالي سياسي حقيقي. لكن المشكلة الآن هي في أن الإدارة الأميركية تبقى غامضة حول ما تقوم به مع الجانب الروسي في شأن «جنيف- 2»، إذ تقول لحلفائها إنها تريد «مساراً انتقالياً» في سورية، لكن لا أحد من هؤلاء الحلفاء يعرف تحديداً ماذا تفعل هذه الإدارة مع الجانب الروسي في شأن طبيعة هذا المسار الانتقالي.وأعرب المصدر عن أمله في أن تبقى الإدارة الأميركية «صامدة» على هذا الأساس، وهو «التمسك بنص جنيف- 1 وشروطه»، مع إقراره بأن الحلفاء ليسوا كما يبدو في صورة ما يجري بين الجانبين الروسي والأميركي.
وأضاف المصدر أن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض والمجموعات السورية المعارضة "المعتدلة" بحاجة إلى الدعم والتأييد لأنه إذا لم يأت هذا الدعم «فموقعهم سيزداد تراجعاً»، خصوصاً أن الرئيس بشار الأسد «يشعر بأنه أقوى يوماً بعد يوم مع تزايد المجموعات المتطرفة على الأرض وزيادة الإنقسامات والجبهات الجديدة التي تُفتح بين مختلف المجموعات». ولفت إلى أنه لم يعد هناك فقط الجيش النظامي يقاتل «الجيش الحر»، بل باتت هناك مجموعات عدة تتقاتل في ما بينها، و «الأمور تزداد تعقيداً». وقال المصدر إنه لهذه الأسباب، فإن باريس تحتاج إلى البحث مع أصدقائها الإقليميين، بينهم السعودية، في وضع أي آلية فعالة لدعم المعارضة الديموقراطية المعتدلة. وأضاف المصدر أنه بالنسبة إلى باريس، من الواضح أنه لا يمكن أن يكون هناك حلّ سياسي مع (الرئيس) الأسد في الحكم، فإمّا أن يسمح للذين يمكنهم أن يفاوضوا بالوجود، أو أن الحرب ستستمر لمدة طويلة.
وقال المصدر إن الإدارة الأميركية أكدّت بعد تصريحات وزير الخارجية جون كيري حول سرعة تدمير النظام السوري السلاح الكيمياوي، أن الديبلوماسية الأميركية لم تتغير، وأن تصريحات كيري هي حصيلة بند في قرار مجلس الأمن يتطلب تعاون السلطات السورية، وأن مصلحة الأميركيين، كما مصلحة الجميع، أن يتم تطبيق القرار من الجانب السوري في شكلٍ جيد. لكن المصدر أضاف أن الإدارة الأميركية قد تكون مستعدة للذهاب بعيداً مع الجانب الروسي للتوصل إلى نهاية المسار لتدمير الكيماوي السوري، لأن هناك صعوبات كبرى تعترض تنفيذ هذا المسار الذي نص عليه قرار مجلس الأمن.
5/5/131013
https://telegram.me/buratha