المد العارض للسكون: هو ما جاء فيه بعد حرف المد سكون عارض بسبب حالة الوقف، نحو: "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ" (الرحمن 5). "الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ" (المؤمنون 2). "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" (الفاتحة 5). وسمي هذا المد عارضاً لعروض المد بعروض السكون، وحكمهُ الجواز لجواز قصره ومده، أي بمقدار حركتين، أو أربع، أو ست حركات، وأغلب ما يأتي في أواخر الآيات، ويمد كالطبيعي عند الوصل. قال الله تعالى في سورة آل عمران عند مواضع المد العارض للسكون "مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)" (آل عمران 79)، "وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)" (آل عمران 80)، "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (آل عمران 81)، "فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)" (آل عمران 82)، "أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)" (آل عمران 83).
جاء في موقع الدكتور السيد حسين علي الحسيني عن أحكام التلاوة: المد وهمز الوصل: المد العارض للسكون: - المد العارض للسكون: وهو من أنواع المد الجائز، وهو:"أن يقع سكون عارض للوقف بعد حرف المدّ واللين أو بعد حرف اللين وحده". ولذا يتحقق هذا المد إذا وقف القارئ على كلمة كان الحرف قبل الأخير بها حرف مد أو لين، فسبب المدّ هنا هو السكون العارض على الكلمة الموقوف عليها، نحو الوقوف على (تعلمون)، و(نستعين)، و(عباد)، ومثال العارض بعد اللين، نحو (شيء)، و(خوف). وأما في حالة وصل هذه الكلمات فيبقى المد طبيعيا، لزوال العارض بالنسبة لحروف المد واللين، وأما بالنسبة لحرفي اللين في الوصل، فيمدان مدًّا يسيرا دون المد الطبيعي، لأن فيهما بعض ما في حروف المد، ويجوز في المد العارض أوجه ثلاثة: القصر(حركتان)، والتوسط (أربع حركات)، والطول (ست حركات).
قال الله سبحانه في سورة آل عمران عند مواضع المد العارض للسكون "قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)" (آل عمران 84)، "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (آل عمران 85)، "كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (آل عمران 86)، "أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (آل عمران 87)، "خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)" (آل عمران 88).
جاء في الالوكة الشرعية: ينقسم العارض للسكون إلى ستة أقسام، وهي: 1- المد العارض للسكون الكَلِمي نحو الْعَالَمِينَ و الرَّحِيمِ و نَسْتَعِينُ. 2- اللين العارض للسكون نحو مِنْ خَوْفٍ و وَذَلِكَ الْفَوْزُ. 3- المتصل العارض للسكون نحو جَاءَ و مِنَ السَّمَاءِ و أَوْلِيَاؤُهُ. 4- البدل العارض للسكون نحو مَآَبٍ و رَءُوفٌ. 5- المد العارض للسكون وهو هاء تأنيث نحو الصَّلَاة و وَالتَّوْرَاةَ. 6- المد العارض للسكون وهو هاء ضمير نحو عَلَيْه و عَقَلُوهُ. قال الله عز شأنه في سورة آل عمران عند مواضع المد العارض للسكون "إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (آل عمران 89)، "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)" (آل عمران 90)، "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (آل عمران 91)، "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (آل عمران 92)، "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (آل عمران 93).
جاء في جامع الكتب الاسلامية: فضل قراءة القرآن الكريم وحفظه: قال الله تعالى: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ لصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً" (الإسراء 9). وقال سبحانه: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً" (الإسراء 82). وقال سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ" (فاطر 29). عن أَبي أُمامَةَ رضي اللَّه عنهُ قال: سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ: (اقْرَؤُا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ). وعَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال: سمِعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ: (يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا). وعنِ البُراء بنِ عَازِبٍ رضيَ اللَّه عَنهما قال: كَانَ رَجلٌ يَقْرَأُ سورةَ الكَهْفِ، وَعِنْدَه فَرسٌ مَربوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّته سَحَابَةٌ فَجَعَلَت تَدنو، وجعلَ فَرسُه ينْفِر مِنها . فَلَمَّا أَصبح أَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . فَذَكَرَ له ذلكَ فقال: (تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلتْ للقُرآنِ). الشَّطَنُ بفتحِ الشينِ المعجمةِ والطاء المهملة: الْحَبْلُ. وعن ابن مسعودٍ رضيَ اللَّه عنهُ قالَ: قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (منْ قرأَ حرْفاً مِنْ كتاب اللَّهِ فلَهُ حسنَةٌ، والحسنَةُ بِعشرِ أَمثَالِهَا لا أَقول: الم حَرفٌ، وَلكِن: أَلِفٌ حرْفٌ، ولامٌ حرْفٌ، ومِيَمٌ حرْفٌ) وعنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللَّه عنهما قال: قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (إنَّ الَّذي لَيس في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ كالبيتِ الخَرِبِ).
جاء في منتديات شيعة الحسين العالمية عن دروس في تجويد القران: المد الفرعي: المد الفرعي يتوقف على الهمز أو السكون، وينقسم إلى قسمين: أـ مد بسبب الهمز (هو أن يأتي بعد حرف المد همز) ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي 1- المد المتصل. 2- المد المنفصل. 3- مد البدل. ب ـ مد بسبب السكون (هو أن يأتي بعد حرف المد سكون) وينقسم إلى ثلاثة أقسام أيضاً هي: 1- المد اللازم. 2- المد العارض للسكون. 3- مد اللّين. قال الله جل ثناؤه في سورة آل عمران عند مواضع المد العارض للسكون "فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)" (آل عمران 94)، "قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (آل عمران 95)، "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (آل عمران 9)، "فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (آل عمران 97)، "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)" (آل عمران 98).
https://telegram.me/buratha
