الصفحة الإسلامية

اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة القلم (ح 101)


الدكتور فاضل حسن شريف

عندما نلاحظ ما أثير حوله من مشاكل وشبهات قد تؤدي إلى الشبهة في القرآن الكريم نفسه. وسوف يعالج هذا البحث تفسير هذه الظاهرة في القرآن الكريم، ومن خلال ذلك نعرف الجواب الاجمالي على الشبهات التي أثيرت حول هذا الموضوع، ونترك معالجة الشبهات حولها تفصيلا إلى بحث قرآني آخر. وقد جاءت هذه الحروف المقطعة في سور متعددة من القرآن وعلى أشكال مختلفة: منها ما هو ذو حرف واحد مثل: "ن والقلم وما يسطرون" (القلم 1). وحين نأتي لمعالجة هذه الظاهرة في القرآن الكريم لا نجد العرب قد عرفوا الأسلوب عند افتتاح كلامهم، كما اننا لا نجد لهذه الحروف معنى بإزائها غير مسمياتها من الحروف الهجائية. ولم يؤثر عن الرسول صلى الله عليه وآله شئ صحيح في تفسير هذه الحروف بل يكاد لا يؤثر عنه شئ في ذلك مطلقا إلا النزر القليل ليكون هو القول الفصل فيها، ولعل هذا هو السبب في تعدد آراء العلماء واختلاف وجهات النظر فيما بينهم بصدد تفسير هذه الحروف الامر الذي زاد من غموض هذه الظاهرة. وهناك اتجاهان رئيسان في تفسير هذه الحروف: الاتجاه الأول: هو الذي يرى أن هذه الحروف من الأشياء التي استأثر الله سبحانه بعلمها، ولذا فليس من الممكن لاحد أن يصل إلى معرفة المراد منها، ويؤيد هذا الاتجاه ما روي عن عدد من الصحابة والتابعين من أن الفواتح سر القرآن وأنها سر الله فلا تطلبوه، وذهب إليه كثير من العلماء والمحققين، كما جاء ذلك أيضا في بعض الروايات عن طريق أهل البيت عليهم السلام. والاتجاه الثاني: هو الذي يرى أنه ليس في القرآن الكريم شئ غير مفهوم لنا أو غير معروف لدى العلماء والمحققين، وذلك انطلاقا من حقيقة أن الله سبحانه وتعالى وصف القرآن الكريم بصفات متعددة لا تتفق مع هذا الخفاء والاستتار، وحين يكون القرآن بهذه الصفة لا يمكن إلا أن يكون مفهوما للناس وواضحا لهم. وقد نسب هذا الاتجاه إلى المتكلمين من علماء الاسلام. وعلى أساس هذا الاتجاه نجد كثيرا من العلماء يحاولون تفسير هذه الحروف المقطعة، الامر الذي استلزم تعدد مذاهبهم في ذلك، وقد ذكر الشيخ الطوسي مذاهب مختلفة في تفسير هذه الحروف، وعد منها الفخر الرازي واحدا وعشرين تفسيرا، وسوف نقتصر على ذكر المهم منها، إضافة إلى أن بعضها يمكن إرجاعه إلى بعض الاخر.

 

جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: انها أسماء للسور التي جاءت فيها، ف‌ (ألم) (البقرة 1) اسم لسورة البقرة و (كهيعص) (مريم 1) اسم لسورة مريم و (ن) " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" (القلم 1) اسم لسورة القلم وهكذا... وقد أختار هذا الرأي أكثر المتكلمين وجماعة من اللغويين واستحسنه الشيخ الطوسي كما رجحه الطبرسي ودافعا عنه بعد أن أوردا عليه بعض الشبهات كما اختاره أيضا الشيخ محمد عبده. وانما هما من الرجم بالغيب فلا مناسبات الظروف الموضوعية، ولا مناسبات الكلام اللغوية هي التي تشير إلى هذا المعنى، وحالهما حال كل تفسير أو فرضية أخرى يمكن أن تذكر في هذا المجال، شريطة أن لا تتنافى مع بديهيات العقيدة القرآنية. الثالث: أن هذه الحروف مقتطعة من أسماء لها دلالة معينة بحسب الواقع، وهي مجهولة لنا معلومة للنبي صلى الله عليه وآله، ويؤيد ذلك أن هذه الطريقة كانت معروفة لدى بعض العرب في مخاطباتهم وأحاديثهم، وقد روي ذلك عن ابن عباس وابن مسعود وجماعة من الصحابة. كما أن ما ذهب إليه الطبري وروي عن ابن أنس يكاد يتفق مع هذا المذهب أيضا، وهذا المذهب قريب إلى المذهب الأول الذي روي عن ابن عباس أيضا. ويمكن ان يناقش هذا المذهب بنفس مناقشتنا للمذهبين السابقين. الرابع: انها أسماء للسور التي جاءت فيها، (ن) (القلم 1) اسم لسورة القلم وهكذا. وقد أختار هذا الرأي أكثر المتكلمين وجماعة من اللغويين واستحسنه الشيخ الطوسي كما رجحه الطبرسي ودافعا عنه بعد أن أوردا عليه بعض الشبهات كما اختاره أيضا الشيخ محمد عبده. وتحمس الفخر الرازي في تأييده وأطنب في بيان الشبهات التي أوردوها عليه ونقضها وأهم ما اورد عليه الشبهتان التاليتان: الشبهة الأولى: أن الاسم انما يوضع للتمييز بين المسميات، وهذا لا يتفق مع تسمية عدة سور باسم واحد كما حدث في البقرة وآل عمران، وحدث في السجدة وغافر وفصلت. الشبهة الثانية: أن الاسم لا بد ان يكون غير المسمى في الوقت الذي قام الاجماع على أن هذه الحروف جزء من السور التي جاءت فيها. وقد أجاب الشيخ الطوسي عن الشبهة الأولى: بأنه لا مانع من تسمية عدة أشياء باسم واحد مع التمييز بينهما بعلامة مميزة، وقد وقع هذا في الاعلام الشخصية كثيرا. كما أجاب عن الشبهة الثانية بأنه لا مانع من تسمية الشئ ببعض ما فيه، كما حدث في تسمية سورة البقرة وآل عمران والأعراف من السور.

 

جاء في كتاب المفسرون حياتهم ومنهجهم للسيد محمد علي ايازي: آثاره وتأليفاته: وقد صدرت من الشهيد حتى الآن الكتب والدراسات والأبحاث نشير الى بعض منها: 1 . علوم القرآن (مجموعة محاضراته التي ألقاها على تلامذته في كلية أصول الدين تقريراً لبحث الشهيد الصدر واضافات منه وأعيد طبعه في أواخر عام 1417هـ من مجمع الفكر الإسلامي . 2 . القصص القرآني . 3 . الهدف من نزول القرآن على منهجه في التغيير . 4 . مقدمة التفسير وتفسير سورة الحمد . 5 . منهج التزكية في القرآن . 6 . تفسير أجزاء الثلاثون الى السابع والعشرون منها سورة القلم . 7 . المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن . 8 . الظاهرة الطاغوتية في القرآن . 9 . أهل البيت ودورهم في الدفاع عن الإسلام . 10 . دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة . تعريف عام: تفسير غير شامل لجميع القرآن ، قد نهج مؤلفه النهج الاجتماعي العصري ، حدّد بمنتهى الدقة والوضوح رسالة القرآن الأصلية خالصة من جميع الشوائب التي تتنافى مع روح القرآن وبيانه وتوضيح ما هو مجمل وقد يعرض في فهمه اشكال أو غموض بمقارنة الآية القرآنية وقد ابتدأ قبل التفسير بمقدمة تشمل فيه مباحث منها في تعريف التفسير والتأويل وتأويل المتشابهات وشروط التفسير وشروط المفسر والهدف من نزول القرآن ومناهج التفسير والاهتمامات التفسيرية وفي كلمة المؤلف التي كتبها في مقدمة التفسير قال: (وقد قمت بتدريس هذه المادة في وقت لم تكن الحوزة العلمية العربية في قم مع الأسف ملتزمة بتدريس هذه المادة العلمية في منهجها الدراسي العام ، فكانت هذه المبادرة المحدودة الأولية مساهمة في تشجيع وحثّ الاخوة الدراسين من ناحية ، والمهتمين بتطوير الحوزة العلمية ومناهجها من ناحية أخرى على الاهتمام بهذا الموضوع الرئيس في مناهجها العلمية). اهتم المفسر ببيان الآية ، ولم يذهب الى التعرض للمباحث الكلامية والخوض فيها ، بل كانت مهمته مهمة القرآن الهدائية الواقعية الجديدة في حياة المسلمين ومن هذا لا يعتبر تفسير الحكيم تفسيراً أدبياً أكاديمياً ، بل يُعد بيانياً للمعالجة الميدانية للحالات الروحية والاجتماعية والسياسية في ضمن منهجه التجزيئي وقال وفي هذا المنهج دور في عملية التغيير التي يواجهها المجتمع الإنساني بشكل عام والإسلامي بشكل خاص من خلال تربية الانسان المسلم تربية قرآنية ومن خلاله يمكن أن تتحرك وتتعامل مع الناس في قضاياهم اليومية. منهجه: كان منهج السيد الحكيم ، القاء تفسير تربوي وتغييري للقرآن الكريم (على أساس تعبير المفسر) مستنبط من نظرية أهل البيت في تفسير القرآن الكريم بمعنى أن يكون التفسير مهتماً بالحاجات الفعلية التي تحتاج الناس اليه في عصرنا الحاضر وبالصورة التي تنطبق على حياتهم والاستنطاق بالطريقة التي يخاطب بها الناس في هذا العصر ويواكب قضاياهم ومشاكلهم ، كما يعبّر عنه أهل البيت ، بأن القرآن الكريم هو حيّ ويجري مجرى الشمس والقمر ، كما كان يخاطب الناس في عصر نزوله وتمكن من أن يحدث فيهم ذلك التغير العظيم ويخرجهم من الظلمات الى النور باذن ربّهم . ان منهج الحكيم في شروع التفسير ، ذكر قطعة من الآيات ثم بيان المفردات ، ثم بيان الجو العام من السورة والملابسات التاريخية لنزولها ، أو الحقائق التي تعمها والأهداف التي تحققها السورة أو الآية ، التي تعقب فيها وقليلاً ما يذكر بيان فضلها وسبب نزولها وتناسبها لما قبلها وذكر خصوصيات أخرى للسورة والآية ويؤكد أن القرآن كان من أهدافه الاهتمام بالمصاديق في عصر نزوله لمعالجة وتغيير الأوضاع السائدة ولم ينزل بشكل تجريدي ولكن هذا الاهتمام بالمصداق في أساب النزول لا يعني تقييد المعنى القرآني بذلك المصداق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك