الصفحة الإسلامية

صبي واقعة الطف القاسم بن الحسن والقرآن الكريم


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في معاني القرآن الكريم: قاسم اسم علم مذكر عربي، معناه: الموزِّع، المعطي، الحسن الوجه، من الفعل قَسُمَ بمعنى حَسُنَ. وقاسم بن محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبه كان يُكنى. وكانوا يسمون به الإناث أحياناً، فقاسم شاعرة معاصرة للعباس بن الأحنف.

واصحاب الحسين كانوا قارئين للقران مستمعين له منصتين متبعين قوله تعالى "إِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الاعراف 204) ودويهم كدوي النحل "وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ" ﴿النحل 68﴾ ايحاءا من الله تعالى، الذي يخرج منه العسل المصفى ومنهم الشاب القاسم بن الحسن الذي قال لعمه الحسين (ان الموت معك احلى من العسل) "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ" (الجمعة 8) وما أحلى اللقاء مع سيد شباب أهل الجنة كما جاء في الحديث الشريف (الحسَنُ والحُسَيْنُ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّةِ) ليدخل جنات من نعيم فيها عسل حلو مصفى كما قال الله تعالى "وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى" (محمد 15).

كان القاسم بن الحسن فتى يتميز بالذكاء ففهمهم رباني "فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا" (الانبياء 79) والشجاعة فهم يفهمون معنى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ" (الانفال 65)، و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ" (الانفال 45) حتى طلب منه عمه يوم الطف بالرحيل لصغر سنه وهو ابن الثالثة عشرة لكنه رفض الا أن يبذل مهجه مع عمه الحسين عليه السلام فأذن له عندما رأى أبناء عمومته أبناء الحسين وجعفر الطيار ومسلم بن عقيل قد أستشهدوا فما أعظم هذه المصيبة "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا أنا لله وأنا إليه راجعون" (البقرة 156). ودخل ساحة المعركة وهو يقول (كما جاء عن الحسين قتيل العبرة: 103 ، ناسخ التواريخ: 2/326 ، مقتل الحسين لبحر العلوم: 356 ، بحار الانوار: 45/34 ، مناقب ال ابي طالب: 4/106 ، معالي السبطين: 1/458 ، المنتخب: 374 ، الفتوح: 5/205 ، مقتل الحسين للخوارزمي: 2/27.) إن تنكروني فأنا نجل الحسـن سبط النبي المصطفى والمؤتمـن * هذا حسين كالأسيـر المرتهـن بين أناس لا سقوا صوب المزن. كيف لا وهم الذين يطعمون الطعام للاسير أصبحوا اسراء "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا" ﴿الانسان 8﴾. جاء في معاني القرآن الكريم: مَزَنَ مُزُونًا: مضى مُسرعًا في طلب الحاجة، مَزَنَ من العدو ونحوه: فَرّ. جاء في المصادر: في بعض المصادر: المؤتمن: الامين. المرتهن: هو الرهين اي ما يحتبس به شيء. صاب المطر: انصب ونزل، والصوب: النزول والاراقة، والعطاء على التشبيه بصوب المطر. المزن: السحاب او ذو المطر منه.

قدم القاسم بن الحسن الى عمر بن سعد وقال: (يا عمر أما تخاف الله، أما تراقب الله يا أعمى القلب، أما تراعي رسول الله؟) فقال عمر بن سعد: أما كفاكم التجبر، أما تطيعون يزيد؟ فقال القاسم: (لا جزاك الله خيرا، تدعي الإسلام وآل رسول الله عطاشى ظماء، قد اسودت الدنيا بأعينهم؟). قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن مخافة الله تعالى (رأس الحكمة مخافة الله). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من خاف الله تعالى خافه كل شيء، ومن خاف غير الله خوفه الله من كل شيء). ولا يعلم عمر بن سعد أن الحسين عليه السلام وآله مبدأهم الآية القرآنية "بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" ﴿البقرة 112﴾. ولا يعلم عمر بن سعد أن الله تعالى عليه رقيبا "إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" ﴿النساء 1﴾ لكن أتباع بنو أمية عميت قلوبهم "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" ﴿الحج 46﴾ فلم يراعوا رسول الله وآله "فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا" (الحديد 27). وهؤلاء المنفقون أصحاب يزيد يدعون رعايتهم للاسلام فلا جزاهم الله خيرا ومثواهم جهنم "وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" (الملك 6) كونهم منافقون يدعون الاسلام زورا كما قال الله تعالى "وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ" ﴿التوبة 101﴾ فقد جعلوا آل محمد عطاشى في بيداء كربلاء ومنعوهم من الماء الذي هو شريان الحياة "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ " (الانبياء 30) ولا يعلم عمر بن سعد أن آل محمد سيدخلون جنة لا ظمأ فيها "وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ" ﴿طه 119﴾.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك