الصفحة الإسلامية

كلمات مترابطة في القرآن الكريم (اصبروا و صابروا) (ح 2)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في المعاجم: صابَرَ: (فعل)، صابرَ يصابر، مُصابَرةً وصِبارًا، فهو مُصابِر، والمفعول مُصابَر، صابر أخاه: غالبه في الصَّبر والتحمُّل، صابَرَهُ: ماطَلَه صابَر المُدِينُ دائنَه في إعطائه ماله، صابِر: (اسم)، صابِر: فاعل من صَبَرَ، صابِر: (اسم)، الصَابِرٌ: الْمُتَجَلِّدُ الَّذِي يَتَحَمَّلُ بِصَبْرٍ الْمَصَائِبَ وَمَا شَابَهَ ذَلِكَ. صَبر: (اسم) مصدر صَبَرَ، يَتَحَلَّى بِالصَّبْرِ: يَتَحَلَّى بِالْجَلَدِ، أَيْ لاَ يُظْهِرُ شَكْوىً مِنْ أَلَمٍ أَوْ بَلْوىً، الصَّبْرُ: التجلُّد وحسن الاحتمال "رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا" ﴿البقرة 250﴾، شَهْرُ الصَّبْرِ: شَهْرُ الصِّيَامِ، الصَّبْرُ عن المحبوب: حَبْسُ النفس عنه، الصَّبْرُ على المكروه: احتماله دون جزع، قَتَلَهُ صَبْرًا: حبسه حتى مات، صَبْر أيُّوب: شدّة الاحتمال، صَبْرٌ جميلٌ: اللّهمَّ ألهمنا الصَّبْر، "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ" ﴿يوسف 18﴾، اصطبر للأمر: صبَر عليه، احتمله دون شكوى، صَبُورٌ: شَدِيدُ التَّحَمُّلِ وَالصَّبْرِ وَالتَّجَلُّدِ، الصَّبُورُ: المعتادُ الصَّبْر القادِرُ عليه، هُوَ اللَّهُ الصَّبُورُ: مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى، أَيِ القَادِرُ عَلَى الصَّبْرِ، وَلاَ أَقْدَرَ مِنْهُ تَعَالَى عَلَيْهِ، رَجُل/ حاكم صبُور: حليم، استصبر المَريضَ: أَصْبره، طلب منه أن يصبر ويتحمَّل، صابر أخاه: 1 - غالبه في الصَّبر والتحمُّل "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا" (ال عمران 200)، 2 - ماطَلَه: صابَر المُدِينُ دائنَه في إعطائه ماله، صَابِرٌ عَلَى مَا حَلَّ بِهِ مِنْ مَصَائِبَ وَكَوَارِثَ: الْمُتَجَلِّدُ الَّذِي يَتَحَمَّلُ بِصَبْرٍ الْمَصَائِبَ وَمَا شَابَهَ ذَلِكَ، صَبْرُ: نقِيضُ الجَزَعِ، اصطبر على الأمر/ اصطبر للأمر: صبَر عليه، احتمله دون شكوى: "فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ" (مريم 65)، و "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا" (طه 132)، صبَرَ / صبَرَ على / صبَرَ عن يَصبِر، صَبْرًا، فهو صابِر، والمفعول مَصْبور (للمتعدِّي)، "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة 155)، و "فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ" (الانسان 24)، التَّصْبِيرةُ: ما يتناولُه الجائع يستعين به على الصبر حتى ينضج الطعام، أو يحين وقتُ تناوله، و الصَّبُورُ اسمٌ من أسمائه تعالَى، ومعناهُ أنَّه لا يُعاجِلُ العصاة بالانتِقَامِ مع القدرة عليه، الصَّبَّارُ الشديد الصبر، وفي التنزيل العزيز: إبراهيم آية 5 "إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور" (ابراهيم 5)، صابَرَهُ، مُصابَرَةً، وصِبَارًا: غالَبَهُ في الصبر، وفي التنزيل العزيز: آل عمران آية 200 "اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا" (ال عمران 200)، و صَبَرَ نَفْسَه: حبسها وضبطها، وفي التنزيل العزيز: الكهف آية 28 "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ والْعَشِيّ" (الكهف 28)، صَبْرٌ جَمِيلٌ: عِبَارَةٌ تُقَالُ لِمَنْ فَقَدَ عَزِيزاً لِلتَّجَلُّدِ وَتَحَمُّلِ الْمُصَابِ، حُسْنُ الاحْتِمَالِ. النحل آية 127 "اِصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ" (النحل 127)، اصْـطبـِـرْ: اصبرْ على أذاهمْ و لا تعجَلْ سورة :القمر، آية رقم :27، تـَـواصَوْا بالصّبر عَن المَعاصي و على الطّـاعات و البلاء سورة :العصر، آية رقم :3، صَبْرًَا جميلا لا شكوى فيه لغيْره تعالى سورة :المعارج، آية رقم :5، صابروا غالبوا الأعداء في الصبر سورة :آل عمران، آية رقم :200، أفرغ الله الصّبر عليه: أنزله وأسبغه عليه "رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا" (الاعراف 126).

جاء في معاني القرآن الكريم: صبر الصبر: الإمساك في ضيق، يقال: صبرت الدابة: حبستها بلا علف، وصبرت فلانا: خلفته خلفة لا خروج له منها، والصبر: حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، أو عما يقتضيان حبسها عنه، فالصبر لفظ عام، وربما خولف بين أسمائه بحسب اختلاف مواقعه، فإن كان حبس النفس لمصيبة سمي صبرا لا غير، ويضاده الجزع، وإن كان في محاربة سمي شجاعة، ويضاده الجبن، وإن كان في نائبة مضجرة سمي رحب الصدر، ويضاده الضجر، وإن كان في إمساك الكلام سمي كتمانا، ويضاده المذل، وقد سمى الله تعالى كل ذلك صبرا، ونبه عليه بقوله: "والصابرين في البأساء والضراء" (البقرة 177)، "والصابرين على ما أصابهم" (الحج 35)، "والصابرين والصابرات" (الاحزاب 35)، وسمي الصوم صبرا لكونه كالنوع له، وقال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (صيام شهر الصبر وثلاثة أيام في كل شهر يذهب وحر الصدر). وتفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: قال تعالى: "اصبروا وصابروا" (ال عمران 200) أي احبسوا أنفسكم مع الله بنفي الجزع وغالبوا على عدوكم بالصبر، واصبرهم، وصبرهم واحد، و "فما أصبرهم على النار" (البقرة 175) أي ما أجراهم على النار، ويقال: ما أبقاهم على النار كما يقول: ما أصبره على الحبس يريد التعجب.

ورد أن العرب كانوا لا يصبرون على ثأر. ولكن الاسلام جاء وأمر بالصبر على الشدائد والنكبات. وأن اصبروا على النعماء، وصابروا على البأساء والضراء. قال الامام علي عليه السلام لعماله عن صبرهم على حوائج الناس (انصفوا الناس من أنفسكم و اصبروا لحوائجهم و لا تبيعن للناس في الخراج كسوة شتاء أو صيف، و لا دابة يعملون عليها، و لا تضربن أحدا سوطا لمكان درهم). وروي عن أبي جعفر عليه السلام انه قال (اصبروا على المصائب، وصابروا على عدوكم، ورابطوا عدوكم). قال أبو فراس الحمداني: أَرَاكَ عَصِيَّ الدَّمْعِ شِيمَتُكَ الصَّبْرُ * أَمَا لِلْهَوَى نَهْيٌ عَلَيْكَ وَلاَ أَمْرُ.

عن تفسير النور للشيخ محسن قراءتي: قال تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (ال عمران 200). اشارات: الآية الکريمة تطرح موضوع الصبر علی المکاره والمصائب علی أربع مراحل؛ المرحلة الأولی، الصبر في وجه الحوادث والأهواء الشخصية. "اصْبِرُوا" (ال عمران 200)، المرحلة الثانية الصمود والثبات بوجه مضايقات الکفّار وضغوطهم. "وصَابِرُوا" (ال عمران 200)، المرحلة الثالثة، حفظ الحدود الجغرافية والثغور من حملات الأعداء، وأخيراً صيانة ثغور العقيدة والفکر، وذلک عبر طرح البحوث العلمية وتحصين أسوار القلب بوجه الوساوس، "ورَابِطُوا" (ال عمران 200) مشتقّة من مادّة رباط وتعني ربط الشيء في مکان، ولهذا السبب يقال للمضائف: رُباط لتوقّف القوافل فيها للاستراحة وإيداع أموالها من التجارة وخيولها وإبلها هناک. کما يقال: رُباط للقلب رابط الجأش، وهو المطمئن الذي شدّت نياطه إلی لطف الله. هذا وتعود الکلمات ارتباط، مربوط و"رباط إلی أصل واحد. وقد ورد في الروايات أنّ "رابطوا" (ال عمران 200) تأتي بمعنی انتظار الصلاة بعد الصلاة. وکأنّ المسلم يحکم من رباط قلبه وروحه في الصلاة. کما نقل عن رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم قوله: (اصبروا علی الصَّلَوات الخمس وصابروا علی قتال عدوّكم بالسيف ورابطوا فی سبيل‌ اللّه‌ لعلّكم تفلحون). التعاليم: 1ـ في ظلّ الإيمان نرتقي إلی الکمال، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصَابِرُوا" (ال عمران 200). ‏2ـ ما لم يصبر الإنسان علی الشدائد، لن يصمد أمام أعداء الدين. في البدء "اصْبِرُوا" ثمّ "وصَابِرُوا" (ال عمران 200). ‏3ـ لا تتخلّفوا عن رکب الآخرين، فإذا کان الکفّار يدافعون عن کفرهم، ويُقتلون، وينفقون الأموال، فأولی بکم أن تدفعوا عنکم العدوّ بالأموال والأنفس، "وصَابِرُوا" (ال عمران 200). ‏4ـ علی المسلمين أن يتحمّلوا مشاکل بعضهم البعض، ويصابر بعضهم بعضاً، "وصَابِرُوا" (ال عمران 200). ‏5 ـ الإسلام دين التواصل، التواصل مع الناس ومع الله ومع الأنبياء، "ورَابِطُوا" (ال عمران 200). ‏6ـ ينبغي أن يکون للصبر والمصابرة والمرابطة وجهة وهدف، وفي طريق تقوی الله ومرضاته، وإلاّ فالکفّار أيضاً يحملون هذه المفاهيم، "وصَابِرُوا ورَابِطُوا واتَّقُوا اللهَ‌" (ال عمران 200). ‏7ـ الإسلام دين شامل وجامع، فهو يطرح الصبر والتقوی إلی جانب حفظ الثغور، "اصْبِرُوا" "ورَابِطُوا" (ال عمران 200). ‏8ـ التقوی أعلی درجة من الإيمان، "آمَنُوا" "واتَّقُوا". ‏9ـ الصبر باب يوصل إلی السعادة والنصر، "لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (ال عمران 200).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك