الصفحة الإسلامية

مقتطفات عن السيدة معصومة بنت موسى الكاظم رضوان الله عليها


الدكتور فاضل حسن شريف

كانت السيدة فاطمة المعصومة رضوان الله عليها محدثة. وبسنده عن بكر بن أحنف قال: حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، قالت: حدّثتني فاطمة وزينب وأمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر عليهم السلام، قلن: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد عليهما السلام، قالت: حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ عليهما السلام، قالت: حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين عليهما السلام، قالت: حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ عليهما السلام، عن أمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام، عن فاطمة بنت رسول الله قالت: (سمعت رسول الله يقول: لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنّة فإذا أنا بقصر من درّة بيضاء مجوّفة، وعليها باب مكلّل بالدرّ والياقوت، وعلى الباب ستر، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عليّ وليّ الله، وإذا مكتوب على الستر: بخٍ بخٍ مَن مثل شيعة عليّ). عن كتاب كشف اللآلي لابن العرندس الحلّي المتوفّى حدود سنة 830 هـ، أنّ جمعاً من الشيعة دخلوا المدينة يحملون بحوزتهم عدّة من الأسئلة المكتوبة قاصدين أحداً من أهل البيت عليهم السلام وصادف أنّ الإمام موسى بن جعفرعليهما السلام كان في سفر والإمام الرضا عليه السلام كان خارج المدينة. وحينما عزموا على الرحيل ومغادرة المدينة تأثّروا وأصابهم الغمّ لعدم ملاقاتهم الإمام عليه السلام وعودتهم إلى وطنهم وأيديهم خالية. ولمّا شاهدت السيّدة المعصومة غمّ هؤلاء وتأثّرهم وهي لم تكن قد وصلت إلى سنّ البلوغ آنذاك قامت بكتابة الأجوبة على أسئلتهم وقدّمتها لهم. وغادر أولئك الشيعة المدينة فرحين مسرورين والتقوا بالإمام الكاظم عليه السلام خارج المدينة، فقصّوا على الإمام عليه السلام ما جرى معهم وأروه ما كتبته السيّدة المعصومة سلام الله عليها فسرّ الإمام عليه السلام بذلك وقال: (فداها أبوها).

نُقل عن المرحوم السيّد محمود المرعشي النجفي صاحب كتاب مُشَجّرات العلويّين أنّه كان يتلهّف لمعرفة موضع القبر الشريف للصدّيقة الزهراء عليها السّلام، فاختار للوصول إلى غايته خَتْماً مُجرَّباً استمرّ على أدائه أربعين يوماً، عسى أن يمنّ الله عليه بمعرفة موضع القبر المجهول. وانتهت الأيّام الأربعون المشحونة بالدعاء والتوسّل، فشاهد في عالم الرؤيا الإمامَ الباقر أو الصادق عليهما السّلام، فقال الإمام له: عليك بكريمة أهل البيت. أجاب السيّد المرعشي ظنّاً منه أنّ الإمام يوصيه بقصد الصدّيقة الزهراء عليها السّلام: نعم جُعلت فِداك فلقد أتممتُ هذا الختم لأعرف موضع قبرها على وجه الدقّة، لأتشرّف بزيارتها. قال الإمام عليه السّلام: أُقصد القبر الشريف للمعصومة في قمّ. وأضاف: لقد شاء الله سبحانه لحكمة أن يظلّ القبر الطاهر للزهراء البتول عليها السّلام مجهولاً إلى الأبد، فجعل قبر المعصومة موضع تجلّ لقبر الصدّيقة، وأفاض عليه من الجلال والجبروت ما كان سيقدّره لقبر الصدّيقة عليها السّلام لو كان ظاهراً ماثلاً. انتبه السيّد المرعشي من النوم، فأمر عائلته بالاستعداد للسفر لزيارة السيّدة المعصومة عليها السّلام.

وعن مركز الاشعاع الاسلامي للشيخ صالح الكرباسي: من هي السيدة فاطمة المعصومة؟ نسب السيدة فاطمة المعصومة: السيدة فاطمة المعصومة هي بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام سابع أئمة أهل البيت عليهم السلام، و هي أخت الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، و هما من أم واحدة و هي السيدة تُكْتَم، و كانت السيدة تُكْتَم من أفضل النساء في عقلها و دينها. و مما يدلّ على شدة حرص السيدة تُكْتَم على عبادتها و انقطاعها إلى ربها، أنها لمّا ولَدَت الإمام الرضا عليه السلام قالت: أعينوني بمُرضعة ، فقيل لها: أنقص الدّرُّ؟ أي نقص لبن الرضاع. قالت: ما أكذب، ما نقص الدّر، و لكن عَلّيَ ورِدٌ من صلاتي و تسبيحي، و قد نقص منذ ولَدْتُ. ولادتها و وفاتها: ولدت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في الأول من ذي القعدة سنة : 183هجرية، و توفيت في العاشر من ربيع الثاني سنة: 201 هجرية، و إنما سميت بالمعصومة لورعها و تقواها. هذا و قد إزدهرت ببركة وجود قبرها مدينة قم المقدسة و التي هي من معاقل شيعة أهل البيت عليهم السلام منذ زمن بعيد، و تأسست فيها حوزة علمية تُعَدُّ اليوم أكبر و أقوى حوزة علمية تشعُّ منها أنوار علوم العترة الطاهرة عليهم السلام.

جاء في شبكة المعارف الاسلامية الثقافية عن السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام نساء خالدات: فضائلها وصفاتها: قال الشاعر: يا بِنْتَ مُوسَى وَابْنَـةَ الأَطْهــارِ * أُخْتَ الرِّضـا وَحَبِيبَةَ الجَبَّــار يـــا دُرَّةً مِنْ بَحْرِ عِلْمٍ قَدْ بَدَت * ْ لِلَّهِ دَرُّكِ وَالعُــلُوِّ السَّــــارِي أَنْتِ الوَدِيعَةُ لِلإمامِ عَلَى الوَرَى * فَخْرِ الكَرِيمِ وَصَاحِبِ الأَسْرارِ لا زِلْتِ يا بِنْتَ الهُدى مَعْصُومَةً * مِنْ كُلِّ ما لا يَرْتَضيــهِ البـــارِي مَنْ زَارَ قَبْرَكِ في الجِنــانِ جَزاؤُهُ * هَذا هُوَ المَنْصُوصُ في الأَخْبارِ. لم يكن في ولد الإمام الكاظم عليه السلام مع كثرتهم بعد الإمام الرضا مثل هذه السيّدة الجليلة وقد قيل في حقّها: إنّها رضعت من ثدي الإمامة والولاية، ونشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة..تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السلام، لأنّ أباها الإمام الكاظم عليه السلام قد سجن بأمر الرشيد لذلك تكفّل أخوها رعايتها ورعاية أخواتها ورعاية كلّ العوائل من العلويّين التي كان الإمام الكاظم سلام الله عليه قائماً برعايتهم. إنّ هذه العقيلة هي من الدوحة العلويّة النقيّة الطاهرة المطهّرة، ومن حفيدات الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وبناتها الطيّبات العالمات المحدّثات المهاجرات اللاتي اختصهنّ الله تعالى بملكة العقل والرشاد والإيمان والثبات، والعزيمة والفداء والتضحية، وأودع فيهنّ العفّة والطهارة، وبواعث القوّة والحقّ والغلبة والكمال مع تجنبهنّ عوامل الذلّ والخذلان، والخوف والاستسلام. تعرف هذه السيّدة بالمحدّثة، والعابدة، والمقدامة، وكريمة أهل البيت عليهم السلام. لقد كانت فاطمة عليها السلام على دين قويم صادق وانقطاع متواصل إلى الله وفي غاية الورع والتقوى والزهد، كيف لا؟ وأبوها الإمام الكبير القدر العظيم الشأن الكبير المجتهد الجادّ في الاجتهاد المشهور بالعبادة والمواظب على الطاعات المشهور بالكرامات يبيت الليل ساجداً وقائماً ويقضي النهار متصدّقاً وصائماً ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعي كاظماً كان يجازي المسيء بإحسانه إليه ويقابل الجاني بعفوه عنه ولكثرة عبادته كان يسمى بالعبد الصالح، ويعرف بباب الحوائج إلى الله. ويظهر من الروايات أنّ فاطمة هذه كانت عابدة مقدّسة مباركة شبيهة جدّتها فاطمة الزهراء عليها السلام، وأنّها على صغر سنّها كانت لها مكانة جليلة عند أهل البيت عليهم السلام. وعند كبار فقهاء قمّ ورواتها، حيت قصدوها إلى ساوة وخرجوا في استقبالها، ثمّ أقاموا على قبرها بناء بسيطاً، ثمّ بنوا عليه قبّة وجعلوه مزاراً، وأوصى العديد منهم أن يدفنوا في جوارها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك