الصفحة الإسلامية

شهر رجب في القرآن الكريم والسنة (ح 1)


الدكتور فاضل حسن شريف

سمي رجب لأن العرب كانت ترجب رماحها أي تنزع النصل من رماحها وتتوقّف عن القتال. وسمي بالاصم لترك العرب الحرب فيه حتى لا تسمع صلصلة حديد. الشهور الأربعة الحرم التي كانت العرب تبدأ هذه الاشهر بذي القعدة، حتى يقعدوا عن القتال على اعتباره بداية فترة الحج والتجارة فتوقف القتال لتبادل التجارة وزيارة آلهتهم الأصنام. اما شهر رجب فكانوا يعظمونه مما جعلهم يتركون القتال فيه. ولم يكن العرب يمتنعون عن الصيد في تلك الأشهر، إلا أن جاء الإسلام وحرم الصيد في مدينتي مكة والمدينة فترة الإحرام بحج أو عمرة.

اختلف المفسرون حول ماهي الاشهر الحرم التي يحرم فيها القتال فمنهم من حدد ثلاثة أشهر متصلة وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ومنهم من أضاف رجب ومنهم من حدد أيام من اشهر مختلفة ولكن حديث متفق عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم حدد الأشهر الحرم المذكورة في القران الكريم بأربعة وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب. واذا انسلخ او خرج الاشهر الحرم فيحل القتال "فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (التوبة 5). في تفسير البيان للسيد الطباطبائي والمراد بالأشهر الحرم هي الأربعة الأشهر: أشهر السياحة التي ذكرها الله سبحانه في قوله: (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) وجعلها أجلا مضروبا للمشركين لا يتعرض فيها لحالهم وأما الأشهر الحرم المعروفة أعني ذا القعدة وذا الحجة والمحرم فإنها لا تنطبق على أذان براءة الواقع في يوم النحر عاشر ذي الحجة بوجه كما تقدمت الإشارة إليه. وعلى هذا فاللام في الأشهر الحرم للعهد الذكرى أي إذا انسلخ هذه الأشهر التي ذكرناها حرمناها للمشركين لا يتعرض لحالهم فيها فاقتلوا المشركين الخ. ويظهر بذلك ان لا وجه لحمل قوله: "فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ" (التوبة 5) على انسلاخ ذي القعدة وذي الحجة والمحرم بأن يكون انسلاخ الأربعة الأشهر بانسلاخ الأشهر الثلاثة منطبقا عليه أو يكون انسلاخ الأشهر الحرم مأخوذا على نحو الإشارة إلى انقضاء الأربعة الأشهر وان لم ينطبق الأشهر على الأشهر فان ذلك كله مما لا سبيل إليه بحسب السياق وان كان لفظ الأشهر الحرم في نفسه ظاهرا في شهور رجب وذي القعدة وذي الحجة والمحرم. ان ذو القعدة وذو الحجة ومحرم شهور متصلة ويأتي منفصلاً شهر رجب. وقوله تعالى "فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ" (التوبة 5) محقق للبراءة منهم ورفع الاحترام.

نزلت آية 217 من سورة البقرة "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" قبل معركة بدر بشهرين بخصوص سرية عبد الله بن جحش حيث استاقت تلك السرية عير قريش وفيها تجارة من الطائف وقتلوا عمرو بن عبد الله الحضرمي وكان ذلك في غرة رجب وهم يظنونه من جمادى فزعمت قريش ان محمدا صلى الله عليه واله وسلم استحل الشهر الحرام فاجابتهم هذه الاية الكريمة على ذلك "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ " (البقرة 217) ,

قال الإمام الشافعي في كتاب الأم (وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان).

انّ أوّل ليلة من ليالي الجمعة من رجب تسمّى "ليلة الرّغائب"، وفيها عمل مأثور عن النّبي صلى الله عليه وآله ذو فضل كثير، ورواه السّيد في الاقبال والعلامة المجلسي رحمه الله في اجازة بني زهرة، ومن فضله أن يغفر لمن صلاّها ذنوب كثيرة، وانّه اذا كان أوّل ليلة نزوله الى قبره بعَث الله اليه ثواب هذه الصّلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق، فيقول: يا حبيبي أبشر، فقد نجوت مِن كلّ شدّة، فيقول: مَنْ أنت؟ فما رأيت أحسن وجهاً منك، ولا سمعت كلاماً أحلى من كلامك، ولا شمت رائحة أطيب من رائحتك! فيقول: يا حبيبي، أنا ثواب تلك الصّلاة التي صلّيتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا، جئتُ اللّيلة لأقضي حقّك، وآنس وحدتك، وأرفع عنك وحشتك، فاذا نفخ في الصّور ظلّلتُ في عرصة القيامة على رأسِك، فافرح فانّك لن تعدم الخير أبداً. وَصِفَة هـذه الصّلاة: أن يصوم أوّل خميس من رجب، ثمّ يصلّي بين صلاتي المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وَانّا أَنْزَلْناهُ ثلاث مرّات وقُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ اثنتي عشرة مرّة، فاذا فرغ من صَلاته قال سبعين مرّة: "اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد النَّبِيِّ الاْمِّيِّ وَعَلى آلِهِ"، ثمّ يسجد ويقول في سجوده سبعين مرّة: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ" ثمّ يسأل حاجته فانّها تقضى ان شاء الله.السابع عشر: من المندوب في شهر رجب زيارة الامام الرّضا عليه السلام، ولها في هذا الشّهر مزيّة كما انّ للعمرة ايضاً في هذا الشّهر فضل، وروي انّها تالية الحجّ في الثّواب، وروى انّ عليّ بن الحسين عليه السلام كان قد اعتمر في رجب، فكان يُصلّي عند الكعبة ويسجد ليله ونهاره، وكان يُسمع منه وهُو في السّجود : "عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ".

وفي شهر رجب مناسبات دينية ففي 1 رجب ولادة الإمام الباقر عليه السلام، وفي 13 منه ولادة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في مكة المكرمة، وفي 25 منه استشهادالامام موسى الكاظم عليه السلام في بغداد. في رواية توفي أبو طالب عن عمر يناهز الثمانين عاما 3 قبل الهجرة في رجب بعد ستة أشهر من خروجهم من الشعب.وقد اجمعت روايات اهل البيت أنّه تُوفي مسلمًا مؤمنًا وكما جاء في رواية ابن إسحاق. ولد الإمام علي الهادي عليه السلام يوم 15 ذي الحجة سنة 212 هـ في المدينة المنورة وتوفي مسموما يوم 3 من رجب سنة 254 هـ في سامراء ودفن فيها وكانت مدة حياته 42 عاماً وفترة إمامته 34 عاما.

جاء في صفحة العتبة الحسينية المقدسة: هي زينب ثاني أعظم سيدة من سيدات اهل البيت المحمدي ، زخرت حياتها بالفضائل والمكرمات وحفلت بموجبات العظمة والحلال ومقومات الرقي والسمو. وهي المتربية على يد من اتصف بقمة الاخلاق والفضايل، وفي بيت وصفه القرآن الكريم بقوله تعالى "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ" (النور 36) فقد عاشت عليها السلام تلك المحطة المؤلمة من حياتها وهي صابرة محتسبة حتى ارتحلت الى الرفيق الاعلى في 15 من رجب عام 16 هجرية . السلام عليها يوم ولدت ويوم توفيت مظلومة مهضومة كأمها ويوم تبعث حيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك