الصفحة الإسلامية

اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة الاسراء (ح 46)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب علوم القرآن عن مفهوم التأويل للسيد محمد باقر الحكيم: وهنا لا بد أن نشير إلى أنه لا يوجد في مدرسة أهل البيت عليهم السلام حديث لا يقبل الدرس والمناقشة والتمحيص إلا النادر من الأحاديث المتواترة، ولذلك فهم يخضعون كل هذه الأحاديث وغيرها مهما كانت الكتب التي دونتها أو الرجال الذين رووها إلى الدرس والتمحيص. نعم يوجد اتجاه بين العلماء من الأخباريين من يحاول أن يضفي صفة الاعتبار والصحة على الكتب الأربعة المعروفة، وهي الكافي للشيخ الكليني، ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، والتهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي، ولكن الاتجاه العام والسائد عند علماء مدرسة أهل البيت لا يقبل مثل ذلك. ومن هذا المنطلق نجد سيدنا الأستاذ الشهيد الصدر قدس سره يرفض الاخبار التي تقول بأن فهم القرآن مختص بأئمة أهل البيت عليهم السلام بعد أن يسلم دلالتها، لأنها مخالفة للقرآن الكريم والسنة النبوية القطعية، ولان رواتها ضعفاء متهمون بالغلو. ولكن العلامة الطباطبائي كما عرفنا يحاول أن يؤول هذه الأخبار بأنها بصدد بيان أن الأئمة لهم دور التعليم والدلالة إلى طريق التفسير، لا ان القرآن لا يفهمه إلا الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ولكننا يمكن أن نحمل هذه الروايات على أنهم عليه السلام بمستوى خاص من التفسير. ان التفسير في نظر أهل البيت له مفهوم واسع يشمل فهم الظهور القرآني، كما يشمل معرفة المصاديق والامثلة والتفاصيل المرتبطة بالقرآن الكريم، سواء كانت في قصص الأنبياء أو الأمثال المضروبة أو الاحكام التفصيلية للشريعة، أو الاحداث التي اقترنت بنزول القرآن الكريم، أو التطبيقات التي يمكن أن تتحقق في مستقبل الأيام، كما أوضحنا ذلك قبل الحديث عن الملاحظات. وهذا الفهم للتفسير يعتمد على عدة منطلقات مثل تعرض القرآن وبيانه لكل شئ كما ورد في الاية المباركة "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا" (الاسراء 12) وغيرها. وكذلك ثبوت تفسير النبي صلى الله عليه وآله للقرآن الكريم بهذا الشكل الواسع وتعليمه للإمام علي عليه السلام بشكل خاص، أو ارتباط بقاء القرآن الكريم حيا ونورا هاديا على مر العصور والأجيال بهذا الفهم الواسع للتفسير. وهذا الفهم لشمولية التفسير لا ينافي أيضا ما عرفناه في بعض الاخبار والنصوص من هداية القرآن وأنه مبين وبيان وهداية ورحمة، وقد حث أئمة أهل البيت على الاخذ به والرجوع إليه والعرض عليه، فإن ذلك لا شك أمر قائم وموجود في القرآن، حيث يمكن للناس في كل عصر وزمان أن يفهموا ظاهره ومحكماته، ويتعرفوا على مصاديقه بالمقدار الذي آتاهم الله من العلم والفهم وما اكتسبوه من التعلم واتصفوا به من الطهارة، ولا يجب أن يعرف كل واحد من الناس جميع الابعاد والوجوه الأخرى.

خصوصا إذا عرفنا انه لا يوجد أي منافاة بين الظاهر والباطن أو المحكم والمتشابه، أو التنزيل والتأويل، بل كل واحد من الظاهر والمحكم والتنزيل يدل على الباطن والمتشابه والتأويل بنحو من الدلالة، غاية الامر أن بعض هذه الدلالة لا يعلمها إلا الله تعالى والراسخون في العلم بعد أن علمهم الله تعالى إياها، أو بما وفقهم إليه من الطهارة والنقاوة والمعرفة. وشأن ذلك شأن الحوادث المستجدة أو المكتشفات العلمية الحديثة أو الموضوعات الشرعية الجديدة الحادثة التي يمكن أن نفهم مضمونها والإشارة إليها أو إلى حكمها من القرآن الكريم مع أنها لم تكن معلومة سابقا، وكانت بالنسبة لانسان عصر النزول من عوالم الغيب وعرفها اللاحقون فكانت من عالم الشهود، فمعرفة كل ذلك يمثل تفسيرا للقرآن الكريم كان يعلمه أهل البيت عليهم السلام. أو شأن ذلك شأن تأويل الأحاديث الذي أشار إليه القرآن الكريم في قصة يوسف عليه السلام، حيث أمكن ليوسف أن يفهم من الرؤيا التي رآها الملك هذا المعنى الخاص الذي يمثل باطنا للصورة الظاهرية التي انعكست في ذهنه عند الرؤيا، فالبقرات العجاف والسنابل اليابسة هي سنين القحط، والبقرات السمان والسنابل الخضراء هي سنين الرخاء، وكذلك الرؤيا التي رآها السجينان في السجن ومداليلها الباطنية.

جاء في موقع مؤوسسة تراث الشهيد الحكيم عن الحرية في فكر الإمام محمد باقر الحكيم قدس سره للباحث حسين سيد نور الاعرجي: نتائج حرمان الأمة من الحرية السياسية: الأولى: الطغيان، والاستبداد، وإشاعة الظلم والفساد، ومن ثم الحرمان من بركات الأرض والسماء كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: "وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً" (الاسراء 17). الثانية: القضاء على روح الإبداع والابتكار والشعور بالمسئولية والدوافع الذاتية في المبادرة، وتحمل المصاعب، وتعطيل طاقات الأمة، بل هدرها وتبديدها، ولاسيما عندما يبدأ الصراع بين الظالم والمظلوم، والطغاة والمستضعفين. الثالثة: القضاء على روح الاستقلال والعزة والكرامة الإنسانية عندما تستسلم الأمة للظلم والطغيان، وتتعود عليه أو تعم الفوضى والاضطراب وروح الغضب والحقد والانتقام والتفرق والاختلاف، وتكون النتيجة الكلية لذلك هو سقوط الأمة تحت هيمنة الكفر والاستكبار والإعداد إما عسكرياً أو ثقافياً وسياسياً، وذلك عندما تشعر بالدونية أو التبعية، وتهتز أمام عينها صورة الإسلام الذي تراه في الطاغية المسلم الذي يحرم الإنسان من كل حقوقه، وتتمثل أمامها صورة الإنسان الكافر الذي يلجاً إليه المسلم ليجد عنده الأمن والسلامة والحرية، كما نشاهده في عصرنا الحاضر كظاهرة سياسية عامة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك