الدكتور فاضل حسن شريف
استمر الشيخ جلال الدين الصغير في سرد آيات قرآنية لها علاقة بمن عند علم الكتاب قائلا: آيات أخرى شاهدة على شاهدية أمير المؤمنين عليه السلام في روايات المعصومين نتعرض هنا ضمن عجالة من الوقت وضيق من الحيز، إلى ما وعدنا من قبل بالحديث عن الآية القرآنية: "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17) وكونها تمثل المصداق التفسيري لآية: "وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ" (الرعد 43)، وكذا الآية الكريمة: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة 143)، وسنقتصر في الحديث على ما ورد في الروايات الصحيحة والموثوقة لأهل البيت عليه السلام في تفسيرها والله نعم المستعان. علي الشاهد الذي يتلو من كان على بينة تقدم الآية القرآنية الكريمة: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " الدليل الدامغ على هوية شاهد آية سورة الرعد، وقد تعاضدت روايات أهل البيت عليهم السلام وكذا روايات غيرهم، على ذكر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعنوانه شخص هذه الآية فقد روى ثقة الإسلام الكليني قدس الله أنواره موثوقة الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عمر الحلال قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عز وجل: "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17) فقال: أمير المؤمنين صلوات الله عليه الشاهد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بينة من ربه. وفي معتبرة محمد بن الحسين بن الحسين، عن عبد الله بن حماد، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لو كسرت لي وسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل الزبور بزبورهم، وأهل الفرقان بفرقانهم بقضاء يصعد إلى الله يزهر، والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار إلا وقد علمت فيمن أنزلت، ولا ممن مر على رأسه المواسي من قريش، إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك؟ قال له: أما سمعت الله يقول: "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17)؟ قال: رسول الله على بينة من ربه، وأنا شاهد له في وأتلوه معه. وقد روى سليم بن قيس في كتابه عن أمير المؤمنين قوله لمن سأله عن الذي قال الله: "وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17) فقال: أنا.
ويستطرد الشيخ الصغير قائلا: وفي معتبرة علي بن إبراهيم في تفسير آية: "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (الاحقاف 10) قال: الشاهد أمير المؤمنين والدليل عليه في سورة هود "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17). وقد ذر الشيخ الصدوق اختصاص الآية بأمير المؤمنين عليه السلام في عقائده، وفي كمال الدين وتمام النعمة. ونقل في الاحتجاج بإسناده إلى سليم بن قيس قوله: سأل رجل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: وأنا أسمع: أخبرني بأفضل منقبة لك؟ قال: ما أنزل الله في كتابه، قال: وما أنزل الله فيك؟ قال: "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17) أنا الشاهد من رسول الله عليه السلام.
ويقول الشيخ جلال الدين الصغير: وفي مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله بإسناده إلى أبي الطفيل قوله لأمير المؤمنين ضمن حديث طويل يا أمير المؤمنين قول الله عز وجل: "وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ" (النمل 82) ما الدابة؟. قال: يا أبا الطفيل إله عن هذا؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أخبرني به جعلت فداك. قال: هي دابة تأكل الطعام وتمشي في الأسواق وتنكح النساء. فقلت: يا أمير المؤمنين من هو؟ قال: هو رب الأرض الذي تسكن الأرض به. قلت: يا أمير المؤمنين من هو؟. قال: الذي قال الله تعالى: وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17) والذي عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ" (الرعد 43) والذي "وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ" (الزمر 33). وقد روى الإمامية وغيرهم من طرق الخاصة والعامة الكثير من الروايات التي تجمع على اختصاص الآية بأمير المؤمنين عليه السلام: فلقد روى الشيخ المفيد أعلى الله مقامه عن أبي الحسن علي بن بلال المهلبي قال: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد الأصفهاني قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا الصباح بن يحيى المزني، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله قال: قدم رجل إلى أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قوله تعالى: "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17) قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان على بينة من ربه، وأنا الشاهد له ومنه. عن عبد الله بن يحيى قال: سمعت عليا عليه السلام وهو يقول: ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية أو آيتان من كتاب الله، فقال له رجل من القوم: فما نزلت فيك يا أمير المؤمنين؟ فقال: أما تقرأ الآية التي في هود: "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17) محمد على بينة من ربه، وأنا الشاهد. ونقل فرات الكوفي عشر روايات على طريقته في الجمع بين رواة العامة والخاصة وبحذف بعض الأسانيد مسندة إلى أمير المؤمنين والإمام الباقر عليهما السلام.
https://telegram.me/buratha
