الصفحة الإسلامية

اشارات عن الحجة المنتظر في القرآن الكريم من سورة البقرة (ح 3)


الدكتور فاضل حسن شريف

روى البرسي، عن عمار بن ياسر، عن أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب الواحدة، قال: قوله تعالى: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ" (البقرة 3) الغيب: يوم الرجعة، ويوم القيامة، ويوم القائم، وهي أيام آل محمد عليهم السلام. روى الحافظ القندوزي الحنفي بإسناده عن المفضل، قال: سألت جعفر الصادق رضي الله عنه عن قوله عز وجل: "وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ" (البقرة 124) قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: (يا رب أسألك بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين إلاّ تبت علي). (فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم). فقلت له: يا بن رسول الله فما يعني بقوله: "فَأَتَمَّهُنَّ" (البقرة 124)؟ قال: (يعني: أتمهن إلى القائم المهدي، اثني عشر إماماً، تسعة من الحسين).

ان ابراهيم اب الانبياء والائمة فخاتم الانبياء الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وخاتم الائمة هو الحجة المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف. وليس من الانبياء والائمة احد ظالم كما قال عز من قائل "قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" (البقرة 124). وتوجد طائفة منقرضة تسمى الكيسانية تدعي بامامة محمد بن الحنفية واخرين انه المهدي المنتظر. واوصى عيسى عليه السلام ان يكون شمعون الصفا وصيا له، وقيل ان شمعون ويسمى سمعان او بطرس هو احد اجداد الامام المهدي لامه. للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره موسوعة الإمام المهدي.

قال الله سبحانه وتعالى "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" (البقرة 2-3) فالاية صريحة بعلاقة التقوى والايمان بالغيب. فالذي لا يعتقد بغيبة الامام المهدي فان ايمانه غير كامل. فلا يكفي بالمؤمن ان يؤمن بالله فقط بدون الايمان بالغيب. غياب الامام المهدي احدى الامور الواجب الايمان بها. الشخص الذي لا يرفض فكرة الامام المهدي يعني انه لا يؤمن بالغيب وبالتالي لا يكون متقيا. قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم (من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني). فلا يكتمل الايمان الا بالايمان بولاية علي عليه السلام. الولاية يعني الهداية. والولاية على نوعين تكوينية وتشريعية. الولاية التشريعية في ولاية الرسل اي طاعتهم. وبالتالي انكار القائم هو انكار للرسول وبالتبعية انكار ولاية الله. وما علينا الا ان ندرس عن حياة وما ورد عن الامام المهدي ونعلم المجتمع عنه حتى تعليم اتباع الديانات الاخرى كالمسيحية عن الامام المهدي حيث يوجد اشتراك بمفاهيم الغيبة والرجعة. قال الامام الصادق عليه السلام (مَن سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق). وجاء ايضا (وأفضلُ العبادَةِ انتظارُ الفرَجِ).

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال الله. فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيبعث الله قوما من أطرافها، يجيئون قزعا كقزع الخريف، والله إني لأعرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم، وهم قوم يحملهم الله كيف يشاء، من القبيلة الرجل والرجلين حتى بلغ تسعة فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر، وهو قول الله: "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا" (البقرة 148) حتى أن الرجل ليحتبي فلا يحل حبوته حتى يبلغه الله ذلك.

روى محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، قال: إن قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين. قلت: ما هي جعلني الله فداك؟ قال: ذلك قول الله عز وجل: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ" (البقرة 155) يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه السلام "بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة 155). قال: يبلوهم "بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ" من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم "وَالْجُوعِ" بغلاء "الثَّمَرَاتِ"، قال: قلة ريع ما يزرع، "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" عند ذلك بتعجيل خروج القائم عليه السلام.

عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا بد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب الله لبين، ثم تلا هذه الآية: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة 155). قوله تعالى: "فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي" (البقرة 249).

وردت في زيارة الامام الحسين عليه السلام اشارات عن الامام المهدي عليه السلام (فأسأل الله الذي أكرم مقامك وأكرمني بك أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم)، و (وأن يرزقني طلب ثاري مع إمام مهدي ظاهر ناطق منكم)، و (اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ اِمام عَدْل، تُعِزُّ بِهِ الاْسْلامَ وَاَهْلَهُ يا رَبَّ الْعالَمينَ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك