د.مسعود ناجي إدريس ||
لقد تمت مناقشة تأثير سور وآيات القرآن على جسد وروح الإنسان وغيره من الكائنات في عنوانين.
العنوان الأول حول أثر القرآن على جسم الإنسان، وشفائه، وشفاء القلب من الصفات الدنيئة، وشفاء الجسد من الأمراض المستعصية المختلفة، الأشخاص الذين شفوا آلامهم بالقرآن والتوسل به والشهادة وشفاعته واستغناء الناس عن أي شيء بسببه.
أما العنوان الثاني فيناقش أثر القرآن في قلوب نفوس وأرواح المؤمنين والكفار والظالمين والفاسقين والحكام والملوك والسلاطين والرجال والنساء.
← شفاء الجسم
يقول الله تعالى: القرآن شفاء لكل الأوجاع. شفاء الخارج والداخل، شفاء الجسد والروح، شفاء الباطن والظاهر.
نذكر أولاً الآيات التي نصت بصراحة على أن في القرآن شفاء، ثم نذكر الروايات التي وردت عن المعصومين (عليهم السلام) في هذا الصدد.
وردت كلمة شفاء في القرآن في الثلاث مرات التالية:
«وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
[الإسراء/سورة ۱۷، الآية ۸۲].»
وقال تعالى: «قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ
[فصلت/سورة ٤١، الآية ٤٤]»
ويقول تعالى في آية اخرى:
«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا
[یونس/سورة ۱۰، الآية ٥٧]»
هذه الآيات الثلاث تتحدث عن القرآن كله.
يقول أمير المؤمنين -عليه السلام- في عدة مواضع من نهج البلاغة: القرآن شفاء. قال عليه السلام:
{ وَاعْلَمُوا أَنَّ هذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لاَ يَغُشُّ، وَالْهَادِي الَّذِي لاَ يُضِلُّ، وَالْمُحَدِّثُ الَّذِي لاَ يَكْذِبُ.
وَمَا جَالَسَ هذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلاَّ قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ: زِيَادَةٍ فِي هُدىً، أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمىً.
وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ ، وَلاَ لِأَحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنىً؛ فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ، وَاسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لَأْوَائِكُمْ ، فَإنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ، وَهُوَ الْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ، وَالْغَيُّ وَالضَّلاَلُ، فَاسْأَلُوا اللهَ بِهِ، وَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ، وَلاَ تَسْأَلُوا بِهِ خَلْقَهُ، إنَّهُ مَا تَوَجَّهَ الْعِبَادُ إلَى اللهِ بِمِثْلِهِ. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَقَائِلٌ مُصَدَّقٌ، وَأَنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُفِّعَ }
[الإمام علي (علیهالسلام)، نهج البلاغة، خطبة ١٧٦. ]
← الشفاء الباطن
قال أمير المؤمنين -عليه السلام- في موضع آخر: وَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَإِنَّهُ الْحَبْلُ الْمَتِينُ، وَالنُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ.
[الإمام علي (علیهالسلام)، نهج البلاغة، خطبة ١٥٦. ]
(وَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَإِنَّهُ الْحَبْلُ الْمَتِينُ، وَالنُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، وَالرِّيُّ النَّاقِعُ، وَالْعِصْمَةُ لِلْمُتَمَسِّكِ، وَالنَّجَاةُ لَلْمُتَعَلِّقِ، لاَ يَعْوَجُّ فَيُقَامَ، وَلاَ يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبَ، وَلاَ تُخْلِقُهُ كَثْرَةُ الرَّدِّ، وَوُلُوجُ السَّمْعِ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ سَبَقَ.).
وقال في موضع آخر: أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَة مِنَ الرُّسُلِ، وَطُولِ هَجْعَة مِنَ الاُْمَمِ وَانْتِقَاض مِنَ الْمُبْرَمِ، فَجَاءَهُمْ بِتَصْدِيقِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالنُّورِ الْمُقْتَدَى بِهِ.
ذلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ، وَلَنْ يَنْطِقَ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ: أَلاَ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأْتي، وَالْحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي، وَدَوَاءَ دَائِكُمْ، وَنَظْمَ مَا بَيْنَكُمْ.
[الإمام علي (علیهالسلام)، نهج البلاغة، خطبة ١٥٧]
(لأنه بوسيلته تُشفى آلامكم الجسدية والروحية).
قال رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلّم) : عليكم بتلاوة القرآن لأنه علاج نافع ودواء مبارك.
[الطبرسي، حسن بن فضل، مکارم الأخلاق، ص ٤١٨]
وردت روايات كثيرة عن المعصومين (عليهم السلام) في فضائل سور القرآن الكريم وتأثيراته على الجسد والنفس والروح، وهي روايات وردت في الكتب المعتبرة وتم إجراء التجارب والاختبارات على العديد من آثاره في القضايا المختلفة.
اللهم نور قلوبنا بنور القرآن واشف صدورنا بالقرآن ...
https://telegram.me/buratha