الصفحة الإسلامية

هدم قبور الاولياء ..


 

عبد الحسين الظالمي ||

 

اغلب الشعوب في المعمورة تهتم اهتمام كبير بالمعالم التاريخية والشخصيات العلمية والقيادية  وخصوصا الشخصيات ذات البعد الروحي واكثر هذه الشعوب  ينصب اهتمامها

على هذه الامور لثلاث اسباب اولها تاريخي  لترسيخ هويتها ووجودها وعمقها التاريخي بين الامم وثانيها بعدا روحيا. لان هذه المشاهد ترتبط ارتباط روحي مع النا س وثالثها اقتصادي اذ تعتمد  هذه الدول على السياحة  وابراز هذه المشاهد لتكون محطات سياحية  تقصدها الشعوب الاخرى  سواء كانت هذه المشاهد طبيعية او صناعية او معابد او شخصيات علميه او قيادية او  روحية  او غير ذلك .

والدولة الوحيدة بالعالم التي تنفرد بموقف يتنافى مع كل هذه الاعتبارات  خصوصا وان هذه المشاهد تعتبر من صميم وجود هذه الدولة

والتي يلقب ملكها بخادم  الحرمين الشرفين

فكيف تكون خادم لهذين الحرمين  تسمح  بهدم   من يتربط بهذين الحرمين  ويعد جزء منهن  وخصوصا المشاهد المقدسة  في المدينة المنورة وهي منوره بوجد الرسول الاكرم وكل ما يرتبط بوجوده  ، وما يتربط بالدعوة الاسلامية  من اثار ومشاهد  ومن هذه المشاهد هي قبور اولياء الله من ائمة معصومين وشهداء ضحوا بكل ما يملكون في سبيل ترسيخ الدولة الاسلامية التي يعيش الشعب السعودي وحكام الدولة السعودية ببركة وجود هذه المشاهد سوى كان ذلك بيت الله  والذي يعد وجوده شاهدا على دحر ما تعتمده الوهابية في فتواها بهدم قبور الصالحين

إذ لوكان مجرد وجود بناء معين يعد شركا فوجود البيت ليس دليل على وجود الله في هذا المكان لان هذا محال وكفر وشرك بالله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا   بل وجودا معنويا تعبديا يمتحن به الله  المسلمين  وحتى وجود قبر الرسول وقبور  اثنين  من الخلفاء الى جواره يعد دليلا على خلاف ما ذهبت اليه الوهابية  وما دعواهم بان زيارتهم شرك  او عباده من دون الله وهي شرك فهذا دليل يعد اوهن من بيت العنكبوت  لان ذلك يعتمد على نية الشخص المتعبد  والذي لم يرى في هذه المشاهد  اله من دون الله بل يعتبرون اولئك شهداء عند الله احياء يرزقون بنص القران الكريم والذي اشار الى شهادة الاولياء الصالحين من الانبياء والاولياء و منهم الائمة المعصومين   والشهداء اذ لم يذكر القران الشهداء قاصدا بذلك من قتل في سبيل الله

بل ذكرهم بمورد الشهود  على الامم و منهم امة الاسلام  والغريب بالموضوع ان السعودين يحرمون انفسهم ويحرمون الامة الاسلامية من مشاهد مقدسه روحية  وتاريخية  يمكن ان تكون مشاهد مكملة لمشاهد المدينة المنورة  وبامكانهم ان يطبقون  فيها ما يطبقون من محددات في مسجد الرسول ص   ولكن البعد السياسي

قد غلب على الموقف العقائدي والتاريخي بحيث غلبة سطوة الوهابية على المواقف قبل ان تتسلط على العقول والقلوب  مما  جعلهم   يتخذون مثل هكذا قرارات تسيىء للامة  الاسلامية  وتزيد في فرقتها وتناحرها

على عكس ما كان يجب ان تكون مصدر وحدة وانسجام وترابط بين الامة الاسلامية وقد ثبت  لكل ذو لب ان اصل الخلاف من اول لحظاته هو خلاف غلب عليه البعد السياسي على البعد الديني منذ السقيفة للاسف الشديد .

هدم قبور الائمة في البقيع جرح سوف يبقى داميا في قلوب كل محب للنبي وال بيته واصحابه. من جميع المذاهب فاذا كان الائمة عليهم السلام  من معتقدات الشيعة فما ذنب شهداء احد وبدر والحمزة  وعشرات من الشهداء الاخرين. وماهو الفرق بين ان تزور  الحمزة سلام الله   علية وهو جبل ومجرد سياج و بين ان تزوره وهو حاضرة اسلامية ومشهد من مشاهد الاسلام مثلما هو في المراقد الاخرى الموجوده في البلاد الاخرى

والمملكة العربية السعودية هي اول متضرر ماديا ومعنويا  من هذه المواقف وبمكانها جعل مقبرة البقيع مشهدا  من اعظم مشاهد الزيارة

في جميع ابعادها  علما انها غير قادرة لحد الان على  منع المسلمين من زيارة هذه المشاهد المقدسة والتبرك  بوجودها  ناهيك عن ما سوف يواجهونه غدا امام الله  عند سؤالهم عن هذه المواقف فماذا سوف يجيبون الرسول والملائكة

وماذا سوف يكون جوابهم للواحد القهار الذي يقول عن شهداء احد وبدر {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} الأحزاب (23) وفي مكان اخر يقول وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ البقرة (154) فهم الشهداء على الامة غدا فبما ذا سوف يشهدون على من هدم قبورهم ومنع زيارتهم والتوسل بهم وهم شهداء على الامة بنص القران الكريم  فالذنب ليس ذنبهم ولكن انتم من لايشعر بوجودهم  وانتم من لا يفقه دورهم  وما عليكم الا ان تحضرون جواب لرب العزه غدا يوم يلتقي الجمعان وينادي المنادي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك