د.مسعود ناجي إدريس ||
قضية الغيبة مسألة إلهية وسر من أسرار الله لا يجوز لآل البيت كشفها. يقول الإمام الصادق (ع) «أمر لَمْ یُؤْذَنْ لَنا فِي کشَفَّهُ».
إن من الحكمة إلا يتم كشفه إلا بعد الظهور. يقول الإمام الصادق (ع) «أن وجه الحكمة في ذلك لاینکشف إلا بعد ظهوره کما لم ینکشف وجه الحكمة فیما آتاه الخضر (ع) من خرق السفینة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى (ع) إلى وقت افتراقهما»
هناك عدد من الأشياء التي تحدث بناءً على كمال العقل. لأنه في عصر الغيبة لا يمكن فهم الحكمة من الغيبة، لذلك لم يتم ذكرها.
بالطبع، قد تكون هناك بعض الحكمة لمناقشة الغيبة، لكنها قد لا تكون الحكمة الرئيسية.
ومن الجوانب الأخرى التي يمكن الاستفادة منها من روايات غيبة امام العصر أن ما حدث في أبعاد مختلفة بين الأمة السابقة سيتحقق في هذه الأمة أيضًا. يجب أن يكون الغيبة لكي يحدث هنا أيضًا ما حدث لأنبياء الماضي وشعوب الماضي.
قال النبي (ص): «یکون في هذا الامة کل ما کان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة».
ما حدث هناك (الدول السابقة) يحدث أيضًا في الإسلام. كما حدث الغيبة بين أنبياء الماضي، ومنهم عيسى وإدريس وموسى ونوح ويوسف وغيرهم في غيبة إمامهم.
قال الإمام الصادق (ع): «لأن الله عز وجل أبی إلا أن تجری فیه سنن الانبیا في غيباتهم، وإنه لابد له یا سدیر من استیفاء مدد غبياتهم، قال الله تعالى: «لترکبن طبقا عن طبق» أی سنن من کأن قبلکم».
لكن الجانب الثالث هو أن المراد من الغيبة الاختبار والامتحان. يعتمد السنن الإلهية وطريقة تخطيط نظام الخلق من قبل حضرة الحق على الاختبارات والامتحانات.
«فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اَللَّه تَبْدیلاً وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اَللَّه تَحْویلاً».
السنن الإلهية لا تتغير، وحتى السنن الإلهية لا يمكن أن تتغير نَوْعِيًّا أو جُزْئِيًّا، ولا تتغير آثارها.
بناءً على هذه المسألة، فإن إحدى سنن نظام الخلق، وهو أمر حتمي، هو الاختبار.
سورة العنكبوت الآية 2 تقول: «أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَکُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا یُفْتَنُونَ؛ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَیَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِینَ صَدَقُوا وَلَیَعْلَمَنَّ الْکَاذِبِینَ»
يقول الإمام الباقر أن الله يمتحن كل شيء في العالم .
في حديث قدسي موجه إلى آدم قال الله تعالى: «وَ خَلَقْتُك وَ خَلَقْتُ ذُرِّیَّتَك مِنْ غَیْرِ فَاقَةٍ بِي إِلَیْك وَالِیَهُمْ وَ إِنَّمَا خَلَقْتُك وَ خَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَك وَ أَبْلُوَهُمْ إِیَّاکُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا فِي دَارِ الدُّنْیَا فِي حَیَاتِکُمْ وَ قَبْلَ مَمَاتِکُمْ وَ لِذَلِك خَلَقْتُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةَ وَ الْحَیَاةَ وَ الْمَوْتَ وَ الطَّاعَةَ وَ الْمَعْصِیَةَ وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ»
ولكن ما الذي يلقي الضوء عليه هذا الامتحان، وثانيًا، يختبر من؟
كل شيء واضح عند الله، لكنه يريد أن يتم هذا الاختبار.
سورة التغابن الآية 15 تقول «إِنَّما أَمْوالُکُمْ وَ أَوْلادُکُمْ فِتْنَةٌ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظیمٌ».
ثم قال أمير المؤمنين (ع) في تفسير هذه الآية فماذا يحدد هذا الاختبار ولمن: «ومعنى ذلك اِنْهَ سبحانه یختبر عباده بالأموال والأولاد لیتبین الساخط لرزقه، والراضي بقسمه، وان کأن سبحانه اعلم بهم من أنفسهم، ولکن لتظهر الأفعال التي بها یستحق الثواب والعقاب»....
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha