د.مسعود ناجي ادريس||
لماذا جعل الله هذه الكتاب معجزة آخرالزمان ؟
· يتقدم القرآن على الإنسان
يقول القرآن الكريم: «الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْانَ» (الرحمن/1و2) بعدها يقول: «خَلَقَ الْانسَنَ» (الرحمن/3) لماذا؟
لأنه دائمًا يجب أن يكون هناك طريق قبل وجود السيارة. يجب وجود الطريق قبل وجود الإنسان. الطريق أولا، ثم الإنسان. في البداية يبنون الطريق ، ثم يأخذون السيارة عليه. المدرسة أولا ، ثم الإنسان. البرنامج أولاً، ثم المقدم.
· غلبة كتاب الخالق على كتاب المخلوق
يتقدم كتاب الخالق على كتاب المخلوق: «فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنینَ» (التوبة/13)
أتساءل لماذا نقرأ كتاب المخلوق ولا نقرأ كتاب الخالق. إن الاهتمام الذي يعطيها لنا كتاب الخالق ليس مثل اهتمام كتاب المخلوق. حتى في الحوزات والجامعات والمراكز العلمية ، نقضي بضع ساعات من وقتنا في قراءة كتاب المخلوق ، لكن نقضي ساعات قليلة من وقتنا في قراءة كتاب الخالق.
· القرآن هو كتاب لهداية الإنسان: «هُدیً لِلنَّاس» (البقرة/185)
يُخرج الإنسان من الضياع والارتباك. الإنسان القرآني لا يضيع ولا يرتبك بسبب «قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُم» (الانعام/91) ما هي الوظائف الشرعية للإنسان ؟ الشخص الذي لا علاقة له بالقرآن يقول: هذا أحب ذلك ، ذلك الشخص منزعج، فهو دائمًا يتطلع إلى إرضاء حزبه ، قبيلته ، تلميذه ، معلمه ، صاحب عمله. وفي النهاية لا يتمكن من إرضائهم. لكن الله واحد أحد «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» (الاخلاص/1) ويرضى بسرعة. «یا سریع الرضا»
هناك الكثير من الناس ، ولا يمكن إرضائهم بسرعة . «أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَیْر» (یوسف/39) قال يوسف للفَتَيين اللذين معه في السجن: أعبادةُ آلهةٍ مخلوقة شتى خير أم عبادة الله الواحد القهار؟ وصية الله ليست وصية إدارية ، إنها وصية محبة: «یُحِبُّ الْمُتَّقین» (آلعمران/76)، «یُحِبُّ الْمُحْسِنین» (البقرة/195)، «یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرین» (البقرة/222)، «یُحِبُّ الصَّابِرینَ» (آلعمران/146)، «یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلینَ» (آلعمران/159) أي أن مناقشة الحب واللاعنف موجودة فيه. مناقشة أوامره ونواهيه مصحوبة بالعاطفة. وهي غير كتب الشريعة التي تحتوي على أوامر ونواهي ولكنها لا تحتوي على عاطفة.
· القرآن هو كتاب الحكم والنضال
في الآية الأولى من رسالة موسى أمره الله «اذْهَبْ إِلی فِرْعَوْن»، «فَأَرْسِلْ مَعَنا بَني إِسْرائیل» إنه كتاب الحرية. كتاب الصراع ضد الظلم.
هو کتاب الفضائل : «وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلینَ» (الاعراف/199) . «فَقُلْ سَلام» (الانعام/54) اذا تجاوز عليك شخص بالكلام انت عامله بأحسان : «مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا کِراماً» (الفرقان/72) «خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً» (الفرقان/63) ومروا مرور الكرام«مَرُّوا کِراماً». لا تحزنوا من كلامهم : «قالُوا سَلاماً» القرآن هو كتاب الفضائل وكتاب الحرية.
كانت مسئولية موسى الأولى أن يقول لفرعون: أطلق سراح الأسرى: «فَأَرْسِلْ مَعَنا بَني إِسْرائیل وَ لا تُعَذِّبْهُمْ» (طه/47)
لماذا استعبدت بني إسرائيل. لماذا قبضت عليهم؟ لماذا يجب أن تكون رئيسنا؟ لماذا يجب أن تكون ملك علينا؟ من قال يجب أن تكون ملك؟ من قال يجب أن تكون رئيس الجمهورية؟ من قال يجب أن تكون القائد؟ ما لم يختارك الناس لن تكون ذلك.
هو كتاب لمحاربة الخرافات :«وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتي کانَتْ عَلَیْهِم» (الاعراف/157) القرآن له آية تقول: أيها النبي ، من مسؤولياتك أن تكسر الأغلال ، والعادات الباطلة التي يفكر بها الناس . في القرآن بصيرة وموعظةً لمن يتعظ وينزجر: «إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ» (النازعات/26)
انه كتاب الأحكام: «تِلْكَ حُدُودُ اللَّه» (البقرة/187)
انه كتاب للتعقل:«ا فَلا یتفکرون»، «أَ فَلا تَعْقِلُونَ» (البقرة/44)
هو كتاب للامثال: «وَ تِلكَ الْأَمْثال» (العنکبوت/43)
· القرآن كتاب الأخلاق والفضيلة
هو کتاب الاخلاق : «خُذِ الْعَفْو» (الاعراف/199) سامحوا بعضكم. نحن في شهر ذي القعدة وهو شهر استجابة الدعاء ، يحسن بنا أن نسامح من أخطأ بحقنا. اغسلوا أطباقكم ليباركها الله. «بِقَلْبٍ سَلیم» (الشعراء/89) «بِقَلْبٍ مُنیبٍ» (ق/33) من يخطأ بحقك ،«خُذِ الْعَفْو» أعفو عنه !
كتاب الصراع:«فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْکُفْر» (التوبة/12) اقتلوا زعماء الكفر. هو كتاب الاستعداد . «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ» (الانفال/60) لكننا نعتقد أن القرآن هو مجرد كتاب للصلاة والصيام.
· القرآن كتاب الطبيعة
القرآن كتاب الطبيعة. تم ذكر الطبيعة في معظم سورها . سورة البقرة النحل ، سورة النمل، سورة العنكبوت ، سورة الدخان ، سورة الطارق أي النجم المضيء ، سورة الشمس ، سورة القمر ، سورة النجم ، أسماء السور والآيات المتمثلة بالطبيعة كثيرة!
في ليلة القدر نقرأ دعاء جوشن كبير : «یَا مَنْ فِي الْأَرْضِ آیَاتُه»، «یا من في السماء عظمته»، «یا من في البحار عجائبه»، «یا من في الجبال خزائنه»، «یَا مَنْ فِي الْحِسَابِ هَیْبَتُه» القرآن هو كتاب عن الطبيعة. انظروا الى الله عن طريق «أَ فَلا یَنْظُرُونَ إِلَی الْإِبِل» (الغاشیة/17) .«وَ إِلیَ السَّمَاءِ کَیْفَ رُفِعَتْ» (الغاشیة/18) «وَ إِلیَ الْأَرْضِ کَیْفَ سُطِحَتْ» (الغاشیة/20) اهتم القرآن بالطبيعة والتأمل في الطبيعة.
القرآن كتاب التاريخ:«تِلْكَ الْقُری نَقُصُّ عَلَیْكَ مِنْ أَنْبائِها» (الاعراف/101)
إنه يروي تاريخًا صحيحًا وبعيدًا عن الأكاذيب والنفاق وما إلى ذلك؛ «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَق» (الکهف/13) قصص القرآن صحيحة. ليست أحلام يقظة. قصص القرآن ليست وهم ولا شعر ولا حلم.
کتاب الحكمة : «ذلِكَ مِمَّا أَوْحی إِلَیْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِکْمَةِ» (الاسراء/39)
كتاب شامل: «وَ ما هُوَ إِلاَّ ذِکْرٌ لِلْعالَمینَ» (القلم/52)
انه ليس كتاب خاص بقبيلة او شعب او المنطقة. القرآن ليس له حدود ، والقرآن ليس له تاريخ انتهاء: «ذِکْرٌ لِلْعالَمینَ» . كتاب الموعظة : «قَدْ جاءَتْکُمْ مَوْعِظَة» (یونس/57) ، «فَذَکِّرْ بِالْقُرْآنِ» (ق/45)
القرآن كتاب طاهر غير مشوه: «صُحُفاً مُطَهَّرَةً» (البينة/2) ، «غَیْرَ ذي عِوَجٍ» (الزمر/28)
القرآن كتاب لا تغيير ولا تنقيح فيه: «غَیْرَ ذي عِوَجٍ»
https://telegram.me/buratha