الصفحة الإسلامية

دروس من كربلاء: بذرة الحرية ومقدمة الخلاص

2203 2020-08-17

أمل هاني الياسري||

 

الظلم نابع من الجهل والانانية، وظاهر الظالم ملبس فخم، لكن واقعه الفكري مجرد خواء صنم، ويخزل تدينه بالظواهر الشكلية فقط، أما باطنه فهو عبارة عن فخ لوساوس الشيطان، والذي جعل منه متغرسطاً، متكبراً، مختالاً، لا يفقه شيئاً عن ثقافة الإصطفاف مع الحق والإنتصار له، والأخير هو الدرس الأول الذي شهدته كربلاء، حيث التماسك والإنطلاق الحقيقي للشهادة، فطبيعة المرحلة تتطلب مساحة للجهاد، وليس مساحة للتجربة، لضمان نتائج المشروع الإصلاحي الحسيني، والتضحيات العظيمة بداية المسيرة نحو الحرية.

يقال أن صاحب الرؤية والتشخيص الدقيق، تكون إنطلاقته كبيرة وعظيمة بعظمة مشروعه، ويحقق النجاح المطلوب بنظرة متفحصة، مدعومة بالاخلاص في القول والفعل، عندها سيؤتي العمل أُكلهُ، ويحظى صاحب المشروع بالسعادة في الدنيا والآخرة، وهو ملخص كربلاء الحسين (عليه السلام)، ونتاج المشروع العظيم ولادة جيل حر، يستطيع إصلاح الواقع، ومحاربة البدع وأهل الضلالة، فالإصلاح ليس أمراً سهلاً، ويحتاج للدماء، لكن إستمرار هذه الدماء يبقى الأصعب، وهذا ما زرعه فينا الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف.

مشروع الإمام الحسين (عليه السلام) ليس مشروعاً مرحلياص، بل هو مشروع بعمر الزمان، لأنه مدخل حقيقي لبناء الأمة، وتحرير طاقاتها من الإستبداد، والوقوف بوجه الظالم، وهي درس صادح لتعرية الطغاة والظالمين، "ومن يتخذ الشيطان ولياُ فقد خسر خسرانا مبيناً" ومعكسر الباطل كان ممَنْ أتبع الشيطان، وقد أعطى رسائل مهمة للأحرار، بأن الشعوب قادوها بمزاجيتهم لا بمبادئهم، لذا خرج الإمام الحسين (عليه السلام) على الطاغية يزيد وأزلامه، لطلب الإصلاح في أمة جده محمد صلواته تعالى عليه.

لقد إستشعر الإمام الحسين (عليه السلام) في زمانه، مقدار التصعيد والخطر الداهم، في السياسة المستبدة لحكم بني أمية، وتعمدوا تحريف المنهج المحمدي الأصيل، ولأن أهل البيت (عليهم السلام) لا يسمحون لهؤلاء الشرذمة الفاسدة، بالتسلط على رقاب الناس ومصادرة حرياتهم، والإعتداء البشع على الحرمات والدماء، فخرج أبو الأحرار برفقة عائلته وأصحابه الميامين، لتكون كربلاء مدينة للإمامة، والحرية، والتضحية، والشهادة، بعد توكيد معادلة الزمان والمكان، وأن الحق لا يلتقي مع الباطل، إلا على قرع السيوف ونداء الحرية.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك