الصفحة الإسلامية

في رحاب القرآن الجزء الرابع....  


د.مسعود ناجي إدريس

 

 

( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )

هناك العديد من الرسائل التي تستحق التأمل في الآية الخامسة والخمسين من سورة المائدة .

1- فقط الله سبحانه و تعالى و النبي الاعظم (ص) والمؤمنون الذين يؤدون الصلاة ويؤتون الزكاة ، لهم حق الولاية و الحكم على المؤمنين. (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) في التفسير أعلاه ، (رَاكِعُونَ )يعني إلغاءه (الخضوع) لغير الله.

2- ان الله سبحانه و تعالى يقدم المؤمن الذي يؤدي الصلاة و يؤتي الزكاة لتولي وصاية و حكم المؤمنين ودليل على ذلك هو (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ... وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) بالنظر الى جملة « وَهُمْ رَاكِعُونَ » فقد توهم بعضهم أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله : (وَيُؤْتُونَ) أي : في حال ركوعهم ، ولو كان كذلك ، لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره .المعنى الاصطلاحي «للرکوع» يعني الركوع اثناء اداء الصلاة، سبب نزول هذه الآية يقصد بها شخص ميعين.

3- دفع الزكاة أثناء الركوع في الصلاة علامة على تعيين شخص من أوائل المسلمين في الإسلام ليحكمهم ويتولى ولايتهم (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) .

4- كان علي بن أبي طالب (ع) قائما يصلي ، فمر سائل وهو راكع ، فأعطاه خاتمه ، فنزلت الآية : (وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ). بالنظر الى الصفات المنزلة في الآية المباركة نستنتج بأن المقصود بها امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

5- انحصرت الولاية و حكم المؤمنين في صدر الاسلام لله تعالى و رسوله (ص) و لأمير المؤمنين (ع) (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).

6- ولاية وقيادة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) والمؤمنين المؤهلين لذلك من اوامر الله سبحانه و تعالى. (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) جاء كلمة «وليّ» بصيغة مفرد على الرغم ان خبرها جاء بصيغة الجمع -، بهذا نصل إلى حقيقة أن ولاية رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وغيرهم من الأشخاص المستحقين للولاية من اوامر الله للمؤمنين.

7- إن الالتزام بأداء الصلاة بشروطها الصحيحة وعدم إهمال ايتاء الزكاة من شروط الجدارة لتولي الحكم والولاية على المؤمنين. (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ... الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) جاء اقامة الصلاة في الآية في زمن المضارع «یقیمون» و «یؤتون»، وهذا يدل على الاستمرارية في ذلك.

8- فقط الله سبحانه و تعالى و النبي الاعظم (ص) والمؤمنون الذين يؤدون الصلاة ويؤتون الزكاة ، لهم حق الولاية و الحكم على المؤمنين. (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ... الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) في التفسير أعلاه ، (رَاكِعُونَ )يعني إلغاءه (الخضوع) لغير الله.

9- أي حكم وولاية على المؤمنين ، باستثناء ولاية الله والنبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم ) والمؤمنين المؤهلين لذلك ، حكومة وولاية غير شرعية وباطلة. (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) في التفسير اعلاه جاءت كلمة «انما» للحصر.

10- عدم توافق ولاية الله واوامره مع قبول المؤمنين لولاية اليهود والمسيحيين والكفار (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فأنهُ منهُم ... إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا).

11- من الأساليب العملية للقرآن الكريم في توجيه الناس هو وضع الخطة الصحيحة لتحذيرهم من السير بالطريق الخطأ ، (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) بعد ما حذر الله الناس من القبول بولاية الكافرين، ذكر جملة (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ..) قدم أهل الولاية الجديرين لتولي امور المؤمنين وأمر الناس بقبول ولايتهم.

12- من علامات الايمان هي اقامة الصلاة و ايتاء الزكاة (وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) « الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ » يوصف « الَّذِينَ آمَنُوا».

13- التواصل المستمر مع الله وقضاء حوائج الفقراء من علامات الإيمان (وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) وعلى هذا الأساس ، بما انه يعتبر أداء الصلوات وسيلة للتواصل الدائم مع الله ، يعتبر ايتاء الزكاة مثالاً على تلبية حوائج الفقراء.

14- الأهمية الخاصة للصلاة والزكاة والصدقة في اداء العبادات والواجبات الدينية (وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ).

15- الاهمية الخاصة للصلاة و تقديمها على الزكاة (يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) أسبقية ذكر الصلاة على الزكاة تدل على أهميتها الخاصة.

16- عند الانفاق و قضاء حوائج الفقراء يجب الاتصاف بالتواضع (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (رَاكِعُونَ )يعني إلغاءه (الخضوع) لغير الله.

17- الحب والصداقة في اختيار ولي الله أمر له دور أساسي وفعال في الإرشاد والتضليل (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) وبالنظر إلى أن الآية السابقة تشير إلى تحريم اتخاذ اليهود و المسيحيين و الكافرين اولياء للمؤمنين، في الآية المعنية امر الله بقبول ولايته وولاية الرسول الاكرم (ص) والمؤمنين المؤهلين لذلك واعتبرها مصدر الهداية لنا.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك