شن خطيب جمعة كربلاء معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق هجوما عنيفا ضد السياسيين العراقيين وقال انهم يجرون وراء مصالحهم فيما العراقيون يقاتلون الارهاب ويقدمون الضحايا وطالب بتشخيص الفاسدين واسترجاع اموال الشعب التي سرقوها.
و قال السيد احمد الصافي خلال الاحتفال بتكريم الطلبة الأوائل على كليات الجامعات العراقية الذي أقامته الأمانةُ العامة للعتبة العباسيّة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ان التحديات الكبيرة التي يشهدها العراق مسؤول عن التصدي لها من بيدهم القرار وعلى نحو التحديد الساسة وكلّ من تصدّى للعمل السياسي. وقال "لا أعتقد أنّ شخصاً أُجبر على أن يكون سياسياً.. وإنّما هو بملء إرادته تصدّى لهذا العمل".
واضاف الصافي: "هذا العراق رغم التحدّيات الكبيرة والكثيرة سواء تحدّيات الداخل أو تحدّيات الخارج التي اصبحت حقيقيّة تحتاج الى حلولٍ حقيقية والى جرأة في الحلّ وتحتاج الى عدم مداهنة وعدم مجاملة هناك دماء عزيزة - ولا أعزّ من الدم – سفكت وهذه الدماء سفكت على أمل أنّ تثمر بعض اهداف الشعب على أمل أن تحصل الناس على شيءٍ من الأمن والاستقرار والبناء وان يُرى هذا البلد منعّماً بشكلٍ حقيقيّ لأنّ فيه أسباب النِّعَم وأن يُرى هذا البلد متآخياً متآلفاً متكاتفاً".
وتساءل الصافي قائلا: "من يتحمّل مسؤولية ما نحن فيه؟.. قطعاً الشعب لا يتحمّل أكثر فالشعب أعطى ما يستطيع والآن لا زالت الدماء تنزف على جبهات القتال". واشار الى ان هناك شخصيّات لو كانت في غير العراق لاحتفل بها المحتفلون أيّاماً وليالي لإخلاصهم ووفائهم ووطنيّتهم ومحبّتهم لهذا البلد لكنهم لم يحصلوا على أيّ شيء.. والآن هناك من الشعب من يقاتل وعمره أكثر من سبعين عاماً وهو لا يملكُ شبراً في هذا البلد، يُعطي دمه من أجلنا". واوضح انه قد استشهد في القتال ضد تنظيم داعش من هو في عمر 83 عاماً وهناك أيضاً فتية لم يبلغوا الحلم أيضاً والآن تركوا كلّ شيء ليقاتلوا الارهاب".
وتساءل الصافي مستنكراً "هؤلاء من أجل ماذا يقاتلون؟ ألا يسأل السياسيُّ النبه الفطن الذكيّ نفسه ويقارن بينه وبين هؤلاء؟".
واجاب ان هؤلاء المضحين هم تراث وذخيرة العراق، نحن نعتزّ بهم، فإنّهم بذلوا ما يستطيعون، منهم من بذل مالاً، وآخر بذل دماً وهناك عوائل أعطت أكثر من شهيد ولم يحصلوا على أيّ شيء".
وشدد بالقول "إنّ هؤلاء الساسة إن كانوا في نومةٍ لابُدّ أن يستيقظوا وإن كانوا في غفلةٍ لابُدّ أن ينتبهوا إن كانوا لم يعلموا لابُدّ أن يعلموا ان رهانُنا هذا الشعب الكريم المعطاء الذي أعطى ما أعطى".
واشار الى ان المرجعية العليا قد تحدثت مع الساسة وقالت لهم "لماذا تحاولون أن تنزلوا بمشاكلكم الى الناس؟ من المسؤول عن تفتيت وحدة العراق؟ من المسؤول عن شحذ هذا الاحتقان بين أبناء البلد الواحد؟".
واضاف ان السياسيين يقيمون الدنيا ولايقعدوها من أجل حفنة أصوات ويروجون لمبادئ هم أصلاً لا يعتقدون بها.. ولكنّها مصالح ضيّقة وتغليب المصالح الخاصّة على مصلحة البلد". وشدد بالقول "ان هؤلاء السياسيين لو ان البلد احتراق امام ناظري بعضهم فلن يكترثوا ابدا لان المهم لديهم هو ماذا يستفيدون من ثروات البلد".
وفي الختام شدد معتمد السيستاني على ان "ان ثروات البلد قد سُرِقَت، وذكرنا مراراً وتكراراً، ولابُدّ من محاسبة هؤلاء ولابُدّ من تشخيصهم وإرجاع هذه الأموال، لأنّها ليست ملكاً لهم بل هي ملكُ العراقيّين جميعاً".
وكان الصافي قد اعلن في الخامس من الشهر الحالي ان المرجع السيستاني قرر ان لا تكون خطبته السياسية اسبوعية في كل يوم جمعة وانما "حسب ما يستجد من الامور وما تقتضيه المناسبات" في اشارة الى احباطه ازاء اداء الحكومة والاصلاحات التي وعد بها رئيسها حيدر العبادي.
وقال خلال خطبة الجمعة من الصحن الحسيني في كربلاء "كان دأبنا في كل جمعة أن نقرا في الخطبة الثانية نصا مكتوبا يمثل رؤى و أنظار المرجعية الدينية العليا في الشأن العراقي". واضاف "لكن قد تقرر ان لا يكون ذلك أسبوعيا في الوقت الحاضر بل حسب ما يستجد من الأمور وتقتضيه المناسبات ونكتفي اليوم بالدعاء لاخواننا المقاتلين في جبهات المنازلة مع الارهابيين".
https://telegram.me/buratha