تشهد أعمال الشبّاك الجديد لأبي الفضل العباس (عليه السلام) تقدّماً واضحاً وملموساً وبشقّيه التصنيعيّ، حيث تمّ تصنيع أغلب قطعه وأجزائه، والتركيبي الذي يمشي بالتوازي مع الشقّ الأوّل ويشمل تركيب القطع والأجزاء التي تصنّع على الهيكل الخشبيّ للشبّاك الجديد الذي تمّ نصبه داخل مكانٍ خاصّ في مصنع شبابيك الأضرحة والمزارات المقدّسة التابع للعتبة العباسيّة المقدّسة وذلك وفقاً لخطّة عملٍ وضعتها الجهة المشرفةُ عليه.
فأيّ قطعةٍ أو جزءٍ يتمّ الانتهاءُ منه يُركّب مباشرةً على الهيكل الخشبي، وممّا تمّ تركيبه عليه مؤخّراً هو المقطع الأوّل لسطح الشبّاك (السقف) المصنّع من النحاس، على أن يتمّ طلاؤه بالذهب قبيل المباشرة بتركيبه النهائيّ واعتُمِدَت في تصنيعه وتشكيله الطريقةُ اليدويةُ على يد خَدَمَة أبي الفضل العباس (عليه السلام) من العاملين في المصنع، وهم كوادر عراقية خالصة آلت على نفسها إلّا أن تنجز هذا المشروع وفقاً للقياسات والمعايير المتّبعة في صناعة الشبابيك التي كانت في الأمس القريب حكراً على بعض الدول.
ومثلما مرّت هذه القطع بعدّة عمليات تصنيعية محبوكة فنيّاً من ناحية النقوش النباتية وطريقة استخلاصها وزخرفتها فإنّها كذلك مرّت بأعمال تركيبية بذات الحرفية نفسها، واعتُمِدَت فيها الطريقةُ المخفيّة بتركيب كلّ قطعة مع الهيكل الخشبيّ التي جعلت مقاطع السطح البالغ عددها (14) كأنّها قطعةٌ واحدة.
يُذكر أنّ المقطع الأوّل لسطح الشبّاك الجديد (السقف) لضريح أبي الفضل العباس (عليه السلام) وهو من الأجزاء العلوية له يتكوّن من ثلاثة مقاطع تأخذ شكل ربع دائرة، ويتألّف من (14) قطعة طول كلّ قطعة (128سم) وعرضها (54سم) ويبلغ وزنها نحو (4كغم)، واعتُمِدَ في تصنيعها وتشكيلها على الطريقة اليدوية (100%) وبأنامل أمهر الصاغة والفنيّين من الكوادر العراقيّة العاملة في مصنع شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة التابع للعتبة العباسيّة المقدّسة، حيث صنعت من النحاس ليتمّ طلاؤها بعد ذلك بالذهب وباستخدام طرقٍ طلائية حديثة أكسبتها رونقاً وجمالاً.