هو السيد أبو يوسف محسن بن السيّد مهدي بن السيد صالح بن السيد أحمد الطباطبائي الحكيم النجفي ، وكان أحد أجداده – وهو السيّد علي – طبيباً مشهوراً ، ومنذ ذلك الزمان اكتسبت العائلة لقب (الحكيم) بمعنى الطبيب ، وأصبح لقباً مشهوراً لها . ولادته:
وُلِد السيد قدس سره بمدينة النجف الأشرف في غرة شهر شوال من عام 1306هـ . حياته وأحواله:
فَقَدَ السيد قدس سره والده وعمره سبع سنين فتولى تربيته العلمية أخوه الأكبر السيد محمود الحكيم . تلقى علومه الدينية من مقدمات وسطوح في النجف الأشرف وحضر فيها أبحاث الخارج لدى كبار علماء عصره كالشيخ محمّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند ، والسيّد أبو الحسن الأصفهاني وغيرهم . شارك السيد في الجهاد ضد الاحتلال البريطاني للعراق بقيادة الشيخ محمد سعيد الحبوبي أعلى الله مقامه في عام 1332هـ . توجه قدس سره للتدريس منذ عام 1333هـ فحضر درسه المئات من الطلبة وكان منهم: سبطه السيّد محمّد سعيد الطباطبائي الحكيم ، والسيّد علي السيستاني ، والشيخ ناصر مكارم الشيرازي . وقد رجع إليه المؤمنون في التقليد بعد رحيل السيد أبو الحسن الأصفهاني أعلى الله مقامه ، وتوسعت مرجعيته بعد وفاة السيد حسين البروجردي أعلى الله مقامه . أسس السيد قدس سره المكتبات العامة في أنحاء العراق لنشر الثقافة الإسلامية وتوعية الشباب وحمايته من الانجراف وراء الأفكار الهدَّامة التي كانت ناشطة آنذاك وقد بلغ عدد تلك المكتبات أكثر من سبعين مكتبة أكبرها مكتبة الإمام الحكيم العامّة في النجف الأشرف ، كما قام ببناء المساجد والحسينيات في العراق ولبنان وسورية وباكستان وأفغانستان والمدينة المنوّرة ، وقام بتأسيس المدارس العلمية في النجف وكربلاء والحلة ، كما قام بمناهضة الأفكار المنحرفة في عصره فعندما قام بعض الحكَّام بترويج أفكار القومية العربية في العراق قام السيّد بالتصدِّي لتلك الأفكار وقاوم كل أشكال التعصّب والتمييز الطائفي والعرقي في العراق ومن ذلك إصداره الفتوى المعروفة : حرمة مقاتلة الأكراد في شمال العراق لأنّهم مسلمون ، تجمعهم مع العرب روابط الأُخوَّة والدين . وعندما روَّج الشيوعيون في العراق لأفكارهم الإلحادية أصدر السيّد الحكيم فتواه المشهورة : ( الشيوعية كفر وإلحاد ) ، ممّا اضطرَّ عبد الكريم قاسم إلى إبعادهم عن الساحة السياسية . ومن مواقفه أيضاً دعمه لحركات التحرّر في العالم الإسلامي .. وفاته:
توفي السيّد الحكيم قدس سره في اليوم السابع والعشرين من شهر ربيع الأوّل في عام 1390هـ ، وكان عمره عند وفاته 84 عاماً ، وقد استغرق تشييعه من بغداد إلى مدينة النجف الأشرف مدّة يومين بموكب مهيب. ودفن بمكتبته في مدينة النجف الأشرف التي تبعد عن مرقد أمير المؤمنين عليه السلام حوالي 100 متر.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha