سعيد البدري
حين يكون للصبر معنى وتنطلق الكلمات مدوية في تهز عروش الطواغيت ويكون للمواقف وقعها تبرز شخصية عقيلة الطالبيين معلنة انها شموخ ذلك الصبر وقوة الحق التي لا تقهر لم تكن زينب بنت علي عليها السلام بوصفها المرأة المنتسبة للبيت النبوي المطهر والتي يصفها الامام زين العابدين علي ابن الحسين عليه السلام بالعالمة غير المعلمة وحسب بل بوصفها تلك المرأة التي قارعت بذلك الصبر اعتى قوة في زمانها وعايشت كل تلك المحن والصعوبات ابتداءا من رزية الخميس مرورا باغتصاب الحق الالهي ومؤامرة السقيفة وصولا لواقعة الاعتداء على امها البضعة الطاهرة واحراق دارها وحروب الانقلاب الاموي على دولة علي عليه السلام حتى قتل الامام الحسن عليه بالسلام بالسم ومصيبة كربلاء وفجيعتها بالبقية الباقية من رجالات البيت الهاشمي
وما بين تلك الوقائع والحوادث من تفاصيل لا يطيق اقوى الاقوياء تحملها و مواجهتها سيما مع وجود قضية كالتي تحملها زينب وراية انتصار لحق يكاد يضيع وتمحى كل دلائله واسبابه التي جعلت منه حقا لذلك كانت زينب ولهذا خلقت ومن اجله تربت وتحملت وعاشت لتبقى وتخلد ويصمد ذكرها كل هذه العصور وتتداول الاجيال قصة سبيها وتدور في فلك تضحياتها الجلية كل الرموز التي عرفناها والتي لم تجرؤ على ان تصف نفسها بوصف ينافس او يقترب من مقام هذه السيدة العجيبة في اصرارها لسبب بسيط جدا وهو عظم الهدف وعظم المصائب وعظم الخطوب وعظم التضحية وعظيم الصبر الذي ابدته في تلك المواقف والمشاهد التي احاطت بحياتها الشريفة وربما يتضح المشهد قليلا مع استعراض تفصيل صغير يمكننا عبره التعرف على مكنونات هذا الصبر واستصغار تلك المصيبة العظيمة في الليلة التي تلت يوم الطف المحزن حيث تقوم سيدتنا زينب الليل وتناجي ربها الذي ارتضت جميل صنعه باخوتها وبني عمومتها وعيالات الهاشميين ومن تبعهم وما اعظمه من مقام وابرزه من موقف يكشف جليا ويختصر ما نريد قوله عن صبر اسطوري تعدى وتحدى الخيال واعجز درجات الوصف التي تقف متصاغرة للايفاء بمعنى الحقيقة التام !!
فهل يمكن لغيرها ان تكون بمستواها وتقرن بها من باب المنافسة وعظم الشأن كلا والف كلا وان اراد بعضنا قول ذلك جهلا وسفها وحمقا وليت من قالوا بذلك ويقولون ويطلقون التشبيهات يريدون استثمار الطاقة المعنوية التي ندخرها كاتباع لمدرسة اهل البيت عليهم السلام واستهلاكها في سبيل اشاعة مفهوم وراثة الصفات التي لا يرقى من يرونهم اهلا لها لان يكونوا على هامش من هوامش هذه المدرسة العظيمة ممثلة بالمعصومين والمحيطين بهم من اتباعهم الخلص المجردين من الغرضية والذين لا يبتغون منصبا او كرسيا او ملكا وكان جل همهم استحصال مرضاة الله ... في المقابل لن تسبى زينب مرتين شعار يراه البعض بأنه سياسي مع انه عقائدي وقد رفعه بعضنا واعجب به البعض الاخر وانطلقت في سبيله قوافل الشهداء من شبابنا دفاعا عن مرقد هذا الطود الشامخ زينب ولعل اعدائنا من حثالات المشرق والمغرب ارادوا ان يهدموا تلك الجدران الصامدة وينكؤا جراحانا بعملية هدم اخرى لاثبات عدوانيتهم ونهجهم الاموي الحاقد لكن بفضل الله وبفضل تلك الدماء التي نقف عندها مستذكرين في ليلة ومناسبة كهذه المناسبة وهي وفاة السيدة زينب لابد لنا من لملمة خيوط الولاء والحب والعشق للنبي والمودة في القربى الا ان نكرمهم بتكريمنا زينب طامعين في قربها وشفاعتها ربما لا يمتلك بعضنا غير الكلمات وهي قطعا غير كافية مع ذلك فاصحاب الدماء من الموالين المدافعين من اهلنا في العراق ولبنان وايران وافغانستان والبحرين مع حشد من شيعة سوريا كلهم يستحقون منا ان نلحقهم بسيدة الصبر ونبارك لهم هذه التضحية ونجدد معها معهم العهد مرددين ذلك الشعار المدوي لم ولن تسبى زينب مرتين متحدين التاريخ وعوامل الجغرافية وتوازنات السياسة وقوة الردع الغربي ونظرية الرعب الصهيوني نعم فزينب لن توضع بهذا الموقف مرتين مع انها سيدة الصبر فهي من ادت الامانة وحفظت مع من عاصرها من الاتباع الخلص الدين ونحن لازلنا في طور الاختبار وسننجح باذن الله ما دامت سيرتها سلام الله عليها ماثلة حية فاعلة مؤثرة وللشهداء المدافعين عن حرمها نزف التهنئة لانهم اوفوا بالعهد وهاهي جحافل الزائرين المتحدين تمضي وتعود بسلام الى مرقدها تحيي ذكرىرحيلها فهنيئا لكم من شهداء حق ورسل نصرة افرحتمونا بنصركم وافرحتم قبل ذلك قلب زينب وال بيت النبي بمنازلتكم اعدائهم من شياطين الارض وستتكرر هذه الانتصارات حتما بظهور صاحب الامر ليعلن بداية قطاف ذلك الصبر الذي اثمر عن حفظ الدين ونهاية الطواغيت بكل مسمياتهم وعناوينهم وجبروتهم ...
https://telegram.me/buratha