المؤرخ حبيب الصالحي يقول عنها ان في "سنة 1305 للهجرة 1884 ميلادي قام الوزير الإيراني أمين الملك أحد رجال السلطان ناصر الدين شاه القاجاري بأرسال ماكينة الساعة انكليزية الصنع الى النجف الاشرف، وهي مستطيلة الشكل طولها حوالي مترين، مثبتة على ارض الغرفة بشكل أفقي، يرتفع منها قضيب عمودي يرتبط بأربعة قضبان أفقية تنقل الحركة من الماكنة إلى الوجوه الأربعة الخارجية للساعة، كما يرتبط بالماكنة رقّاص ضخم يتدلّى منها إلى الغرفة السفلى التي تلي غرفة الماكنة، وفي الغرفة السفلية هذه توجد السلالم التي توصل إلى قلب الساعة".
ويتابع الصالحي " تعلو الساعة قبة مذهبة، حيث كسيت الساعة بصفائح ذهبية وضعها محسن من مدينة تبريز سنة 1323هجري 1902 ملادي، وكانت تكلفة تذهيبها في ذلك الوقت عشرين ألف دينار، وهي الان تعلو باب الصحن المقابل للسوق الكبير (سوق الذهب) وهي ليست الساعة الاولى في العتبة العلوية حيث كانت هناك ساعة تعلو باب القبلة (باب شارع الرسول (ص)) إلا انها رفعت في ذلك الوقت".
فيما يصف مدير اعلام العتبة العلوية فائق الشمري الساعة بشكل أدق فيقول ان " الساعة تحتوي في باطنها على أجراس ضخمة عددها ثلاثة تسمع دقّاتها كل ربع ساعة، وتعلو الساعة القبة الذهبية التي تقوم على أعمدة مذهّبة تشكل فيما بينها ما يشبه الاواوين المقوسة وعددها ثمانية، تستند هذه الأعمدة على مساحة مربعة تمثل سقف الغرفة الرئيسية للساعة التي تحتوي على ماكنتها".ويوضح الشمري " يبلغ ارتفاع برج الساعة الكلي من سطح الطابق الثاني للسور الطابوقي إلى لفظ الجلالة الموضوع على قمة القبة الذهبية للساعة 14،75م والبرج مصنوع أساسا من الخشب، وقد تم تدعيمه بواسطة الحديد الصلب بشكل محكم ضمن مشروع تأهيل وصيانة ساعة العتبة، كما تم اكساء جدران البرج بالكاشي المعرق المزخرف بعدد كبير من النقوش والكتابات المميزة، حيث كتب على وجهه الشمالي (اشهد أن عليا حجة الله) كما كتبت المقولة النبوية (علي مع القران والقران مع علي) وكتب أيضا (يا عز من لا عز له)، أما على الوجه الشرقي فقد كتب (اشهد أن عليا ولي الله) كما كتبت المقولة النبوية (علي وشيعته هم الفائزون) وكتب أيضا (يا عماد من لا عماد له)، أما على الوجه الغربي فقد كتب (اشهد أن عليا ولي الله) وكتبت المقولة النبوية (علي مع الحق والحق مع علي) وكتب أيضا: (يا ذخر من لا ذخر له)، أما على الوجه الجنوبي فقد كتب (اشهد أن عليا حجة الله) وكتبت المقولة النبوية (علي راية الإيمان ومنارة الهدى) وكتب أيضا (يا غوث من لا غوث له)".
فيما يرى الحاج حسين القزويني (65 عام صاحب محل للعطور في المدينة القديمة) ان اهالي المدينة القديمة كان اعتمادهم الاول والاخير منذ عشرات السنين على دقات ساعة الصحن الشريف، ويضيف في حديثه لم " تكن هناك ساعات وموبايلات ومنبهات مثل ما توجد الان فكان كل اعتماد الناس على ساعة الصحن في اعمالهم اليومية ومواعيد وحتى السوق كان يفتح ويغلق معتمدا على ساعة الصحن".
فيما يقول أحمد الغزالي (مصور في محيط العتبة العلوية) ان " الساعة الان اصبحت معلم اثري يطلب اغلب الزائرين ان يلتقطوا صورا امامها لتكون تذكار لهم فتجد ان 90% من المصورين العاملين في محيط العتبه يتمركزون هنا لان العمل هنا جيد جدا فالزائر اول طلب له صورني امام الساعة فاصبحت الساعة الان اضافة الى قيمتها التاريخية مصدر رزق لعدد من العوائل من مصورين ومن اصحاب محال طباعة الصور .
...................
26/5/140105
https://telegram.me/buratha