بقلم/عدنان السريح
كتب الكثير من العلماء والمفكرين من المسلمين وغير المسلمين عن ثورة الامام الحسين علية السلام التي انارت طريق الانسانية بتلك الدماء الزاكية التي سالت على ارض كربلاء،تلك الدماء عبدت طريق الشهاده لكل احرار العالم،وكانت صرحه مدويه بوجه كل الظالمين والفاسدين،صنع الحسين علية السلام بثورته رمزاً وصرحاً في قلوب الاحرار ينطلقون منه ويبعث فيهم روح الاباء والتضحيه والثوره في كل جيل، ستبقى هذه ثورة ما دامة الدنيا ،
ان ثورة الامام الحسين علمت الانسانية دروساً ودروساً فكل حركه وكلمه وفعل للامام كان درساً للمسلمين وغير المسلمين يستلهمون منه في كل زمان ومكان الاف العبر، هل كان الامام الحسين في خروجه الى كربلاء طلباً للسلطه أو جاه أو مال فهو أبن رسول الله وأبن فاطمه وابن علي بن ابي طالب. هل من أجل إسقاط حكومة يزيد الفاسده وأقامة حكومة آخرى ثار الامام الحسين فقط، لو كان خروج الامام من أجل اسقاط حكومة يزيد فأن الامام يعرف ان الامويين سيقومون بقتله لا محاله وهنا سيكون الخروج والثوره فقدت النتيجه العسكريه،وكان خروج الامام عليه السلام ليس من اجل الاهداف فقط بل من اجل النتائج ايظاً،
النتيجه الاولى هي اسقاط حكومة يزيد وان لم تتحقق هذه النتيجه فيكون على الامام ان يتراجع ويحقن دمه، ان كان طالباً للسلطه او الحكم،النتيجه الثانيه هي الشهاده التي ستكشف ظلم الحكومه الامويه، وعندما لقي مروان ابا عبد الله الحسين عليه السلام طلب منه مبايعة يزيد وعدم تعريض نفسه للقتل، فأجابه الإمام (إنا لله وإنا إليه راجعون وعلى الإسلام السلام إذ قد بلت الأمة براع مثل يزيد) بحار الأنوار ج44. وفي وصيتة إلى أخيه محمد بن الحنفية عند خروجه من مكّة (وإني ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت أريد الإصلاح في أمة جدّي) بحار الأنوار ج44.وفي كتابه عليه السلام الى رؤساء الكوفة (فلعمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب والاّخذ بالقسط والدائر بالحق، والسلام) الانوار ج44،وفي خطبة له عليه السلام عند نزوله بكربلاء يقول (وقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون) بحار الانوار ج44 إلى ان يقول (ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يٌنتهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً)،
ان الامام الحسين هو نعمة الله العظمى للاسلام والانسانية (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18) النحل،نعمة الله التي تسع كل مكاناً وزمان، لقد علّم الإمام الحسين عليه السلام التاريخ والإمة الإسلامية والإنسانية جمعاء دروساً عظيمة، فإينما وجد الفساد والباطل والظلم والقتل والارهاب، كان الإمام الحسين عليه السلام حياً حاضراً يعلّمنا ما يجب علينا فعله. ستبقى ذكرى كربلاء باقية نصب أعيننا نستلهم منها الدروس والعبر، فسلام الله عليك يا أبا الاحرار، إذ قلت (لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ اقرار العبيد)بحار الأنوارج45.
https://telegram.me/buratha