سامي جواد كاظم
اعلام الشيعة هم شموع تنير دروب التاريخ ومامن صفحة تاريخية متلألئة الا وفيها علم من اعلام الشيعة ،هذا على ارض الواقع ولكن الذي يجب ان نقف عنده هل اخذ هؤلاء الاعلام حقهم من العناية الفكرية والبحثية والامتنانية من قبل من تفضل عليهم هؤلاء الاعلام بالتساوي وكل حسب تراثه العلمي الذي قدمه للساحة الفكرية الامامية ؟ الاجابة كلا صريحة مع وفاء شحيحة .من بين ممن لم ينل حظه من العناية البشرية وهو غني عنها لانه ما قام به هو قربة لله عز وجل وخدمة للفكر الامامي انه اغا بزرك الطهراني(1293-1389) صاحب افضل موسوعتين تعتبر من اعمدة البرهان على الثراء العلمي والرجالي الشيعي والوقوف عن كل موسوعة على حدة يتطلب منا دراسة وبحث دقيقين لاعطاء هذا المجهود حقه واستحقاقه وفضله على كل متصد لقراءة الفكر الامامي وتراثه قراءة منطقية عقلية .موسوعة الذريعة الى تصانيف الشيعة ، موسوعة لايمكن ان يقدم عليها شخص بل مؤسسة كاملة وبكادر متخصص واصحاب نفس طويل في سبيل جمع عناوين تصانيف الشيعة بل زاد على ذلك ترجمة تعريفية بالمؤلفين ولم يترك قصاصة ورق كتبها علم من اعلام الشيعة الا وعرج عليها وعقد لها رقم تسلسلي بالتصانيف .وحكاية تاليف الذريعة وما رافقها من مفارقات كثيرة جدا، ومنها ما كتبه الشيخ الطهراني قدس بقلمه يقول: ( وبعد؛ فلمّا مَنّ الله تعالى علَيّ بالتوفيق لِتتبّع كثيرٍ من الكتب الإسلاميّة، ولا سيّما مصنّفات أصحابنا الإماميّة رضوان الله عليهم، رأيتُ المشهور منها والمتداول بأيدينا نَزْراً يسيراً، وما سواه كأن لم يكن شيئاً مذكوراً...فحدّثَنْي نفسي... ودفعني سائق التوفيق إلى أن أُشمِّر عن ساعد الجِدّ في هذا المضمار، بالرغم من قصور الباع، وقلّة الاطّلاع، والعجز عن الإحاطة بتلك النفائس التي مُحِيَت رسومُها، فطفِقتُ أسير وراء هذا القصد ناظراً إلى أنّ ( ما لا يُدرَك كلُّه لا يُترَك كلُّه )، وزادَتْني وَلَعاً في ذلك طَلَباتٌ متواصلة مِن جمعٍ مِن الأعلام.. فبادرتُ إلى جمع ما اطّلعتُ عليه من مصنّفات الأصحاب ومسائلهم وكتبهم ورسائلهم، إمّا بمشاهدتي إيّاها في المكتبات والمدارس، أو بمراجعتي في معرفتها إلى المعاجم والفهارس، مُراعياً في ترتيب أسمائها ترتيب الحروف الهجائيّة، ومحافظاً على صدق القول فيما رأيت، وتصحيح النقل عمّن نقلت.وشرعتُ فيه أواخر سنة 1329 هـ في البلدة المقدّسة سامراء ـ دار ولادة الإمام الثاني عشر، ومدفن أبيه وجدّه الإمامين الهمامَين أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي، وأبي محمّد الحسن العسكري عليهم السلام ـ، وأهديتُه إلى تلك السدّة السَّنيّة، والناحية المقدّسة العسكريّة ).وفي بيانٍ آخر ذُكر فيه سببُ تأليف ( الذريعة )، أنّه قُدّس سرّه سمع قائلاً يقول بأنّ الشيعة ليس لهم مؤلّفات يستفيد منها خَلَفُهم في شتّى العلوم، وهم متطفّلون على موائد غيرهم، متسوّلون من البُعَداء، متكفّفون في علومهم! قال الشيخ أغا بزرك الطهراني: ( فعند ذلك دارَ في خَلَدي احتمالُ حُرمة الكتمان، ووجوبِ البيان؛ لينقطع عذرُ الجاهل، ويُسفِرَ واضحُ الحقّ لمُرتاده، وتَتِمَّ لله الحجّةُ البالغةُ على عباده.. ).نعم هنالك بعض الدراسات التي لا تتعدى اصابع اليد الواحدة بخصوص الذريعة منها مثلا البديعة لتلميذ الشيخ الطهراني السيد الجليل محمد حسين الجلالي والذي يحتفظ ببعض مخطوطاته وهو يعمل جاهدا على رد الجميل لهذا العالم الفطحل وكذلك هنالك موسوعة صدرت مؤخرا للسيد عبد الله شرف الدين عن الذريعة واعلام الشيعة وهنالك مستدركات للذريعة منها مستدرك الذريعة للسيد احمد الاشكوري وكذلك اخرى للسيد النوريانقل لكم مقتطفات مما قيل عن الذريعة لبعض رجالات الشيعة كتب الشيخ محمّد علي الغروي الأُوردُبادي : وفي الآونة الأخيرة قيّض المولى سبحانه فذّاً مِن أفذاذ الأُمّة للبرهنة على ( فضل الشيعة )، ألا وهو حجّة الإسلام الشيخ محمّد محسن الرازي، ومعه حافزٌ من الضمير الحرّ، والحفاظ المُرّ، يُملي على العالَم كلِّه ما لأُمّته من المجد الغابر، والسُّؤدد الحاضر، والشرف الوضّاح، بنشر العلم واقتفاء الفضائل، ألا وهو هذا الكتاب: ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة )...اما سماحةُ الشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء قدس كتب يقول:ولكن من المؤسف أنّ مآثر علمائنا لا تزال مجهولةً حتّى لأهل العلم من أبنائنا، فضلاً عن عوامّها وعامّة أغيارها من سائر المذاهب والملل... إلى أن بعث اللهُ روحَ الهمة والنشاط وصِدقَ العزيمة في نفس العالم العلاّمة الحَبر، جامع العلم والورع، ومُحْيي السُّنة ومميت البدعة، أخينا وخليلنا في الله الشيخ آقا بزرك الطهراني أيّده الله وسدّده، وأمدّه بخصوص عناياته وخاصّة ألطافه، فشمّر عن ساعد الهمّة، ونهض بتلك الخدمة، وجدّ في المسعى، وجاء بكتابٍ جمع فأوعى، بعد أن تكلّف مشقّة الأسفار، وجاب الأقطار، وصرف كثيراً من عمره الشريف في الفحص والتنقيب في المكتبات المشهورة، والكتب الدارسة المطمورة.
https://telegram.me/buratha