ألمهندس علي ألجبوري
منذ شهور عديدة شاهدنا ومازلنا نشاهد مافعلت الانترنت وخدماتها مثل ألفيسبوك وتويتر وغيره بالحكام والسلاطين ألعرب, حيث أسقطتهم الكلمة ألحرة وأزاح عروشهم ألمتهالكة الأيمان بالمبدأ رغم أنهم مكثوا على عروشهم عقودا طويلة ينتهكون ألاعراض ويستبيحون كل شيء ويسرقون خيرات ألبلاد والعباد دون رادع حيث لم يستطع ثائر او انقلاب أو مؤامرة من ألاطاحة بأحد منهم من عرشه وخير شاهد هو ألانتفاضة ألشعبانية في ألعراق ضد طاغية ألعصر صدام, حيث رغم ضخامة هذه ألانتفاضة ومازعزعزته من عرش ألطاغية ألا انها لم تستطع الاطاحة به وذلك لأستطاعته وئدها في مهدها وعدم أطلاع ألأعلام العادل على تفاصيل هذه ألانتفاضة ألعظيمة, ولكن عندما بدأت الأنترنت ووسائل ألأعلام ألألكترونية بالأنطلاق بدأت هذه ألعروش بالتأرجح وألتهاوي ألواحد تلو ألأخر.
حاول ماحاول هولاء ألطغاة لتكميم ألأفواه وحبس ألصيحات ألحرة, كانوا منّعمين بدون أنترنت أو ستلايت, كانوا يفرضون علينا برامجهم ومايريدون أن نرى أو نسمع من قناة سبعة أو تسعة ولحد ألآن نتذكر ياكاع ترابج كافوري من كثرة ألتكرار والفرض علينا, ورغم ضخامة هذه ألتغطية ألأعلامية من الاف ألكاميرات وعشرات ألفضائيات ومئات المراسلين لم تستطع هذه ألثورات وألحركات من ايصال أفكارها ومبادئها بوضوح للكثيرين وبقيت علامات ألاستفهام رغم أنها كانت تحت ألشمس الا ان بعضها قد سرق من ايدي الثوار ألحقيقين وتقمصها ألانتهازيين, بعد كل هذه ألتغطية ألاعلامية أضطر ألحكام للاستسلام لأنهم كانوا بين نارين, نار حجب خدمات ألأنترنت فيتهموا بالدكتاتورية والتخلف أو ألسماح بها فيكونوا تحت مطرقة هذه التكنولوجيا.
وعندما نحاول ان نسلط بعض ألضوء على ألحسين (ع) وثورته نرى ان ألحسين (ع) لم يحتج لمثل هذه ألميزات وألخدمات, ورغم ذلك فان ثورة الحسين قد جابت أخبارها وتفاصيلها الأرض وألسماء وعلى مدى قرون حتى أننا الآن نعلم تفاصيل دقيقة عما حدث للحسين وعائلته وأصحابه وحتى مادار مع أعدائه رغم ألحصار وألتعتيم على هذه ألثورة ألعظيمة والتي امست بعد ذلك الجذوة لأغلب ثورات ألشعوب ألحرة ضد الطغاة, رغم كل محاولات أعداء ألحسين بدفعه مع أصحابه الى منطقة نائية في ألصحراء للقضاء عليهم بضربة واحدة وبدون ضوضاء, جعجعوا بالحسين وأصحابه حتى وصلوا بهم الى كربلاء ظنا منهم ان ألصحراء ألقاحلة كافية لأن تقضي على ألحسين وأصحابه دون ضجة او أن يسمع أحد بذلك.
كانت انترنت ألحسين هي كلمة ألحق وألاصرار على ألمبدأ, خطط ألمجرمون وانقلبت خططهم عكس ما أرادوا حيث وبعد ايام معدودات ملأت ثورة الحسين وأصحابه عنان ألسماء قبل انحاء ألأرض, علمت ألكوفة وألمدينة ومكة والشام ومصر وكانت ثورات وحركات هنا وهناك لم تهدأ الى يومنا هذا مستلهمة ألشجاعة والجرأة والتفاني من أجل ألعقيدة من ألحسين عليه ألسلام وعائلته وأصحابه.
لكم أن تتصوروا معي كيف ان سبعون فردا ونيف ضد جيش بالالوف في صحراء قاحلة مقطوعة عن بقية ألعالم, تصور ألأعداء أنهم في غضون سويعات سوف يتخلصون من ألحسين وأصحابه وينتهي ألأمر ويذهب ألجيش ضاحكا مستبشرا بالنصر, لكن هولاء ألمجرمون قد حملوا دليل ادانتهم بأيديهم عندما حملوا ألروؤس وعائلة ألحسين الى ألشام والتجوال بهم في ألمدن وألقرى على طول ألمسافة من كربلاء الى ألشام مما دفع ألكثيرين ممن لم يعلموا بما حدث الى ألتساؤل وألتقصي, لقد كان ألحسين (ع) واعيا لما سوف يحصل بعد أستشهاده لذلك اصطحب معه من سوف يكون الناطق الاعلامي له بعد أستشهاده وهم عائلته وذلك لعدة أسباب منها ان يكونوا ألشاهد والاذاعة التي توصل تفاصيل هذه الواقعة للناس كافة من بعده وأولها ماكان في مجلس يزيد, كان ألحسين على علم تام بما سوف يحدث له قبل ان يسير ورغم هذا كله فقد اصطحب معه اهله وعياله ليستغل كل جزئية وتفصيل لأستثمارها في نشر الثورة وجعلها ألجذوة ألتي تشعل ألثورات في ألعالم وفي كل ألعصور.
https://telegram.me/buratha