علي سالم الساعدي
سأكتــبها فــوق جبــين المجــد عنواناً, من لم يعشق (حـســيـنـــاً) ليس أنسانا.سنوات وتُخَطُ السطور بِمختلفِ المواضيع, وشتى التوجهات, تأتي متناسقة, ومسترسلة النهج, وخاضعة لجميع سياقات المعتاد, أو العرف المتبع لكتابة المقال, أو العمود الصحفي. لكن عند الكتابة للأمام الحسين عليه السلام, تقف كل أبجديات الكتابة؛ عاجزة عن وصف رسالة الأمام, ونهجه الديني, والسياسي, وما آل إليه من ظلم, بحق الإنسانية والآدمية.جرائم لم يعرف لها التاريخ مبرر, ولا نضير, تعرض لها آل بيت الرسول الأكرم صلى الله عليه واله.ومع حلول شهر محرم الحرام, تدخل إلى خلجاتنا, واقعة ألطف الأليمة, وما نتج عنها من طغيان ـ الفئة الباغية ـ أحفاد إبليس, عليه لعائن الله. حين سفكوا الدماء, وأزهقوا الأرواح, وسبوا النساء, وعملوا ما عملوه من وحشية متعمدة, لكي يكمموا أفواه الصدق والنجاة, ويخرسوا لسان نطق الرسول, كيف لا؛ وهو سبطهِ, وسيد شباب أهل الجنة.فقول الرسول محمد صلى الله عليه وأله وسلم "حسين مني وأنا من حسن, وأحب الله من أحب حسينا" لم تأتي من واقع القرابة الشخصية, ولا من اجتهاد فردي, لا سامح الله؛ بل هو قول اللاهي, وكلام منزل, من الباري, فالرسول.. "لا ينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى" و "ما قاله الرسول فخذوه وما نهى عنه فانتهوا". أبياتٌ شعبية هزت كيان وجداني, لما فيها من سجال اليم, بين الموت وكيفية الأختيار, لماذا الحسين يا حق؟! وجدت ضرورة وضعها في تلك السطور كي تصل لمن يريد رؤيتها وهي تقول:
شـفــت الــمـــوت واكَــف يــاخـــذ الــنـــاس ,كَــتــلـــة شــبـيـــك خــايــب تــاخــذ الــزيــن .جــاوبـنـــي بــصـــلافــــة ورافـــع الــــــراس ,لـــو آنـــي اســتــحـــي مــا آخــذ حــسـيــن .
يا حسين, كل ما حاولت أن أعبر بكلمات, وجدت أن الكلمة عاجزة عن تعبير نفسها لهذا الشخص العظيم, قلت عنه أنه الحق, ولكوثر, والصراط, والأمام, والسبط؛ فوجدت الكثير من ذلك, ورجوت الله تعالى أن يلهمني, بتعبير, مشفي, للحسين عليه السلام, ووجدت أن الحسين هو الحسين وكفى! هنيئاً لنا بتشيعنا, وولائنا, لمذهب الأنثى عشر أمام, هنيئاً لنا بإسلامنا, وقرأننا, ونبينا, ووصينا, وقبلتنا, وكل متعلقات الدين, هنيئاً لنا أن الحسين حسيننا ونحن لهُ متبعون, ويا ليتنا كنا معهُ لنكون من الفائزين.نحن لا نبكي الحسين .. وحسيننا فخراً.نحن لا نبكي الحسين .. وحسيننا شموخ.نحن لا نبكي الحسين .. وحسيننا التضحية.نحن لا نبكي الحسين .. وحسيننا الإيثار.نحن حسينيون ما بقينا, وأقولها ولا أمل من تكرارها لو, قتلت, وحييت, وذبحت, ومت, وحييت, وعدمت, ومت, وحييت, وقتلت, وتحاسبت, وعدلت, ومت, وحييت, ومرضت, وعييت, وشفيت, وجرحت, وحرقت, ومت, وحييت, وظل الأسى يلاحقني, والجميع يريد النيل مني, لمجرد أني أحب الحسين, وولائي خالصاً له بفضل ربي, وقتلت من أجل ذلك, سأبقى على حبي, وشغفي, وعشقي, ـ لسيد الشهداء ـ سيد شباب أهل الجنة,فأنا: أحـب الـحــسـيــن بـطـريـقـتــي ..! وسلامٌ عليك يوم ولدت, ويوم استشهدت, ويوم تبعث حياً. وسنظل نصرخ "لبيك يا حسين لبيك يا حسين لبيك يا حسين" ما بقينا وبقي الليل والنهار, فداك روحي, ونفسي, ومالي, سيدي أبا عبد ألله, لعن الله أمة قتلتك, ولعن ألله أمة ظلمتك, ولعن ألله أمة سمعت بذلك فرضيت بهِ.
https://telegram.me/buratha