أنطلق مساء الأربعاء الفائت فعاليات مهرجان "الغدير العالمي الثاني" الذي يقام على أروقة حرم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمشاركة 30 دولة عربية وأجنبية وأكثر من 150 شخصية علمية ودينية وثقافية من داخل وخارج العراق.
أنطلق مساء أمس الأربعاء فعاليات مهرجان "الغدير العالمي الثاني" الذي يقام على أروقة حرم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمشاركة 30 دولة عربية وأجنبية وأكثر من 150 شخصية علمية ودينية وثقافية ومن أغلب الديانات والمذاهب والطوائف العالمية وبحضور جمع غفير من المؤمنين من داخل وخارج العراق.
وبدأت الاحتفالية بتلاوة عطرة لآي من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين «الشيخ جاسم النجفي».
بعدها ارتقى المنصة رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان الدكتور «علي خضير حجي» ألقى فيها كلمة رحب من خلالها بضيوف المهرجان، قائلا "مرحبا بكم في مدينة العلم والفقهاء مرحبا بكم في رحاب مدينة الشعر والشعراء مرحبا بكم حيث تعتنق الكلمات وتتلاقى اللغات وتجتمع الثقافات مرحبا بكم في رحاب العتبة العلوية المقدسة".
ثم افتتح فعاليات الامين العام للعتبة العلوية المقدسة «الشيخ ضياء الدين زين الدين» بكلمة أكد فيها "انكم اليوم بحضوركم وبمشاهدتكم للمهرجان سوف تثبتوا للتاريخ كله أنكم بالعروة الوثقى مستمسكون، فالسلام على كل الأبصار والبصائر التي تتابع هذا المهرجان في شتى بقاع العالم، يحدوها الحب والولاء، ويملأ قلوبها الشوق لزيارة هذه البقاع المقدسة، والتعطش للاشتراك مع هذا الجمع المبارك، ولترتوي من مناهل علي (عليه اسلام ) بما يصبو إليه كل مخلص لإنسانيته".
ثم ارتقى المنصة «سماحة العلامة محمد بحر العلوم» حيث جاء في كلمته بان "هذا المؤتمر هو ملتقى لكل العلماء والمثقفين حيث ان واقعة الغدير لم يكن حدثا تاريخيا او رمزا لشريحة من المسلمين بل نحتفل به لأنه امر ا عقائدي حيث قال الله تعالى يأيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك فالأمر اصبح عقائدي".
ثم تلا السيد بحر العلوم في القاء الكلمات الاب «جوزيف عبد الساتر» ممثل البطريرك الماروني «كارمينا مارشا» البطرس الراعي وبطرييرك أنطاكيا وسائر الشرق بكلمة قال فيها "تعرفون الحق والحق يحرركم هذه وصيتي ان تتحابوا بعضكم بعض اذا اردتم السلام حافظوا على الحياة".
ثم ألقى كلمة الوفد الايراني وزير الارشاد والثقافة الاسبق الدكتور «أحمد مسجد جامعي» الذي إبتدأ كلمته ببيت شعري قال فيه "لولا حيدر ما قامت الدنيا ولا جمع البرية مجمع" ثم قدم بعدها جزيل الشكر للامانة العامة للعتبة المقدسة لحفاوة الاستقبال، مؤكدا بقوله ان "اغلب ما كتب عن واقعة الغدير هو نتاج جهد فردي مابين خطباء معروفين وصولا الى الاقلام الشابة، يبلغ مجموعهم 1189، الشيعة منهم 1163، والسنة اثنى عشر، اسماعيليون اربعة عشر، وشخص واحد مسيحي، فيما بلغ من كتب من غير المشخص مذهبهم 96 كاتبا، فيما بلغ عدد اللغات التي تم الكتابة فيها عن الغدير بلغت عشرون لغة منها العربية والفارسية والاردو".
ثم تلا المنصة ممثل مشيخة عقل طائفة الدروز ألقاها «الشيخ غسان الحلبي» نقل خلالها تحيات شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز «الشيخ نعيم حسن» معربا عن الشرف الكبير للمشاركة في افتتاح هذا المهرجان العظيم، مؤكدا بأن "الاسلام يجمعنا في ظلال دوحته العظمى"، مؤكدا بأن "الرسول الاكرم أكد في وصيته (إني خلفت فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا)" مؤكدا بقوله "ان من الامور الجليلة ان يعقد مؤتمر في هذا الزمان وخصوصا في هذا المكان المهيب ذي المكانة السامية العميقة في الذاكرة والوجدان والضمير الانساني على الاطلاق".
وقال ممثل سلطان البهرة «الشيخ محمد حسين الانصاري» قال "اصالة عن نفسي ونيابة عن من امثلهم اوجه السلام الى سيد الوصيين ويعسوب الدين اوجه سلامي الى جمعكم المبارك" مضيفا "ماذا يريد ان يقول القائل وماذا يريد ان ينشد المنشد وماذا يستطيع ان يقول العالم هذا علي كفى بالقران مادحا له وكفى برسوله مبينا لمقامه والغدير واحد من المحطات الكثيرة منذ بدئ الرسالة السماوية".
وعبر ممثل الوفد الروسي البروفيسور «نيكول مارس» عن عميق اعتزازه بالحضور والمشاركة في هذا المحفل، مشيرا بقوله ان "كبار الأدباء والشعراء والفلاسفة من المسيحيين قد كتبوا عن الغدير وحق الامام علي منهم بولص سلامة وجورج جرداق صاحب صوت العدالة الإنسانية" مؤكدا بأن "هؤلاء المسيحيين قد تفهموا حقيقة الامام علي اكثر بكثير من بعض علماء المسلمين".
فيما أشارت رئيس الوفد الاسباني السيدة «ماريا مارتينيز» انها قدمت من أقصى الغرب للتشرف بالحضور في صحن الإمام (ع) في وسط هذا الجمهور الذي لا يخطر على بالي وأكون في رحاب المرقد العلوي وبين أهالي هذه المدينة العلمية المقدسة وأضافت مارتينيز، بقولها "هناك حديث نقل عن ابن عباس (رض) عن الرسول الأكرم (ص) يقول (أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتيها من بابها (وهو حديث من عدة أحاديث صحيحة مسندة من المفترض إن يلتزم به جميع المسلمين بما أرده النبي لهذه الأمة بأكملها وليس لجزء محدد منها".
وتابعت أن "للأسف الشديد الإحداث التي جرت بعد وفاة الرسول (ص) اختفت الكثير من هذه الحقائق ولم يبقى الا القليل من الفئة الموالية وهذا القليل يكفي لإظهار شخصية ومكانة الإمام علي (ع) وعلى الرغم من مرور عقود من الزمن لكن بقية شخصية الإمام علي (ع) لا تأخذ مكانها الحقيقي في الأمة الإسلامية".
................
1/5/13111
https://telegram.me/buratha