بقلم : عبود مزهر الكرخي
ومن هنا فإن الكتابة عن شخصية الأمام علي(ع) لا تنتهي ، مهما اختلفت المناهج من بحوث ومقالات وتنوعت أساليبها ، ولهذا وجدت حالة من التواصل الفكري والثقافي لكل من كتب عن أمير المؤمنين وبغض النظر عن المذهب وحتى الدين والتي كانت تمثل الحياة بكل مفرداتها ومضامينها مما أدى إلى أيجاد حالة التكامل الإنساني لشخصية الأمام علي(ع) الخالدة وبكل مضامينها السامية سواء على مستوى الفرد والأمة، ولهذا نلاحظ في ظاهرة فريدة من نوعها انه وجود العديد من الكتاب من الدين المسيحي وحتى الكتاب الغربيين للبحث والكتابة ودراسة هذه الشخصية لتبين مدى عظمتها وتأثيرها على مستوى الإنسانية وبالتالي أدت إلى إن تكون عبقرية الأمام علي(ع) وبكل مفردات أحكامه ونهجه وأفكاره المتألقة والمتجددة على مدى التاريخ دليل عمل لكل من يحمل قيم الشرف والعدالة والإنسانية وبالتالي أصبح كل من يحمل أفكار ومبادئ أمير المؤمنين ويتسلح بها والتي يعتبرها أكبر وسام يتشرف بحمله. ومن خلال هذه السيرة فإننا نسير في رحلة جميلة مع سيرة وصي النبي وابن عمه وباب مدينة علمه ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، منذ مولده الشريف في الكعبة المعظمة ، حتى لقي الله مخضباً بدمه في محراب العبادة بمسجد الكوفة ، شهيداً وشاهداً على الأمة بعد سنواتٍ من المحنة والجهاد.إن سيرته عليهالسلام صفحة خالدة من صفحات المجد والسمو، نقرأ فيها عالم المثل العادلة ومبادئ العظمة والاستقامة والخصائص الفريدة، نقرأ سيرة رجل عاش لله، وليس فيه شيء لغيره، يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه، ويحب فيه، ويبغض فيه، أعظم الناس جهاداً في سبيله وأكثرهم معرفة بشريعته وعملاً بإحكامها وإحياءً لمعالمها .. فجاءت سيرته تجسيداً لرسالة الإسلام ، بل كانت إسلاماً يتحرك على الأرض.. انه الكتاب الناطق والسنة الحية.لقد كان علي عليهالسلام قمةً في كلّ شيء ، ينحدر عنه السيل ، ولا يرقى إليه الطير ، استغنى عن الكل ، واحتاج الكل إليه ، لكنه عاش في مجتمعٍ عزّ وجود من يفهمه فيه ، فكان يقودهم إلى مبادئ الحق ومعارج الكمال ، وكانوا يريدونه لدنياهم وشهواتهم ولذاتهم ، قال عليهالسلام : « ليس أمري وأمركم واحداً ، إنني أريدكم لله ، وتريدونني لأنفسكم » وكان يتفجّر علماً لم يجد له حملة ، قال عليهالسلام : « إن ها هنا لعلماً جماً لو أصبت له حملة ».ولندخل في تناول بعض من القبسات النورانية من حياة سيدي ومولاي أمير المؤمنين روحي له الفداء والتي سوف نشير لها في كل مرحلة من مراحل حياته والتي نأمل من الله أن يغمس قلمنا المتواضع والذي هو عبارة عن غمس إبرة في المحيط العظيم لحياة هذه الشخصية الخالدة والتي لا توفي كل الكتب حق هذه الشخصية العظيمة من الأولين والآخرين.نسبه : --------هو سيِّد العرب ، يعسوب المؤمنين ، مولى الموحّدين ، أسد الله الغالب عليُّ بن أبي طالب بن عبد المطَّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .القرشي ، الهاشمي ، المكِّي ، المدني.(1)« وأمُّه أول هاشمية ولدت هاشمياً » (2)..وهو والد ابنين هاشميين ، لأبوين وجدَّين كلِّهم من بني هاشم.جدُّه وأبوه : ----------جدّه عبدالمطَّلب ، الملقَّب بشيبة الحمد؛ لشيبة كانت في رأسه (3) ، وقيل : « اسمه شيبة » (4) ، وكنيته : أبو البطحاء ، لأنَّهم استسقوا به سقياً فكنَّوه به (5) .. وقد بلغ من الشرف في قومه ما لم يبلغه أحد من قبل. وكان عبد المطَّلب جدُّ رسول الله يكفله، وعبد المطَّلب يومئذٍ سيِّد قريش غير مدافَع ، قد أعطاه الله من الشرف ما لم يعطِ أحداً ، وسقاه زمزم وذا الهُدُم ، وحكَّمته قريش في أموالها ، وأطعم في الُمحل حتى أطعم الطير والوحوش في الجبال.قال أبو طالب :ونُطعمُ حتى تأكُلَ الطيرُ فضلَنا***إذا جَعَلَتْ أيدي المُفيضينَ تَرْعَدُوكان على ملَّة إبراهيم الخليل ؛ فرفض عبادة الأصنام ووحَّد الله عزَّ وجلَّ ، وسنَّ سنناً نزل القرآن بأكثرها ، وجاءت السُنَّة من رسول الله بها وهي : الوفاء بالنذور ، ومائة من الإبل في الديّة ، وإلا تنكح ذات محرم ، ولا تؤتى البيوت من ظهورها ، وقطع يد السارق ، والنهي عن قتل المؤودة ، والمباهلة ، وتحريم الخمر ، وتحريم الزنا ، والحدُّ عليه ، والقرعة ، وإلا يطوف أحدٌ بالبيت عرياناً ، وإضافة الضيف ، وإلا ينفقوا إذا حجَّوا إلا من طيِّب أموالهم ، وتعظيم الأشهر الحُرم ، ونفي ذوات الرايات.(6)هكذا كان مجاهراً بدينه ، داعياً إلى الخلق الكريم والمبادئ السامية التي جاءت بها الأديان ، وكان له في هذه الخصال دور لا يشاركه فيه أحد ، حتى أنَّ قريشاً كانت تسميه إبراهيم الثاني.أ ُمُّـــه : -------فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم ـ جدُّ النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بن عبد مناف بن قصي الهاشمية القرشية ، وأُمُّها فاطمة بنت قيس بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن بغيض بن عامر بن لؤي (7) بنت عم أبي طالب.وقال أهل السير : « هي أول هاشمية تزوّجت هاشمياً وولدت خليفة هاشمياً » (8) وهي من سابقات المؤمنات إلى الإيمان ، وكانت قبل ذلك على ملَّة إبراهيم الخليل عليهالسلام ، هاجرت مع رسول الله في جملة المهاجرين إلى المدينة المنوَّرة ـ على ساكنها السلام ـ ماشية ، حافية ، وهي أوَّل امرأةٍ بايعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمكَّة بعد خديجة زوج الرسول ..وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يعاملها كما يعامل ابنٌ برَ أمَّه حتى يوم وفاتها. حيث توفِّيت في المدينة المنوَّرة سنة أربع من الهجرة ، وأنَّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « اليوم ماتت أمِّي » (9) ، وشهد جنازتها فصلَّى عليها وكفَّنها قميصه ليدرأ عنها هوامَّ القبر ، ونزل في قبرها لتأمن ضغطته. (10)وروي أنها سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « يُحشر الناس يوم القيامة عراة » فقالت : واسوأتاه ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فإنِّي أسأل الله أن يبعثك كاسية ».(11)وسمعته يذكر عذاب القبر فقالت : واضعفاه ، فقال : « إنِّي أسأل الله أن يكفيك ذلك »(12)..وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل ذلك يزورها ويقيل عندها في بيتها، وقال ابن عبَّاس : « وفيها نزلت ( يا أيُّها النبيُّ إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ... ) (13) »(14) وإنَّها كانت من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة الام ، تفضله على أبنائها وتغدقه من حنانها وكان شاكراً لبرِّها .. وقال صلى اللهعليه وآله وسلم : « إنَّها كانت أمِّي ، إنها كانت لتجيع صبيانها وتُشبعني ، وتشعثهم وتدهنني ، وكانت أمِّي ».(15)أخوتـــــــه :-----------وله من الأخوة الذكور ثلاثة ومن الأخوات اثنان وهم :1) طالب: وبه يكنى أبيه وهو أكبرهم أخرجه المشركون يوم بدر لقتال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كرهاً ؛ فقال : اللَّهمّ إمّا يغزون طالب***في منقبٍ من هذه المناقبوليكن المغلوب غير غالـب***وليكن المسلوب غيـر السالبفلمَّا انهزم المشركون يوم بدر لم يوجد في القتلى ، ولا في الأسرى ، ولارجع إلى مكَّة ، ولا يُدرى ما حاله ، وليس له عقب.(16)2 ) عقيل : وهو اكبر من جعفر بعشر سنين وكان من النسابة العرب المشهورين وكان سريع الجواب المسكت للخصم ، وله فيه أشياء حسنة يطول ذكرها ، وكان أعلم قريش بالنسب ، وأعلمهم بأيَّامها ، ولكنَّه كان مبغَّضاً إليهم ، لأنَّه كان يَعدُّ مساوئهم.وكان على رأس ثلاثة أعتمدهم عمر بن الخطَّاب في تثبيت أسماء العرب وأنسابهم في الديوان الذي أقامه ، ويعدُّ هذا الديوان أوَّل كتاب في الأنساب يكتبه المسلمون ، وقد كان عقيل رأساً فيه. وكانت له طنفسة ـ بساط ـ تطرح له في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويجتمع الناس إليه في علم النسب وأيَّام العرب ، وكان يكثر ذكر مثالب قريش ، فعادوه لذلك ، وقالوا فيه بالباطل ، ونسبوه إلى الحمق ، واختلقوا عليه أحاديث مزوَّرة.وكان ممَّا أعانهم عليه مفارقته أخاه عليَّاً عليهالسلام ، ومسيره إلى معاوية بالشام ، فقيل : « إنَّ معاوية قال له يوماً : هذا أبو يزيد ، لولا علمه بأنِّي خير له من أخيه ، لما أقام عندنا ، فقال عقيل : أخي خير لي في ديني ، وأنت خير لي في دنياي ، وقد آثرت دُنياي ، وأسأل الله خاتمة خيرٍ بمنِّه ».(17) وهذه هي تبين مدى سرعة بديهيته وذكاؤه ومعرفته من هو معاوية(لعنه الله)قال له النبيُّ صلىاللهعليه وآله وسلم : « إنِّي أحبُّك حبَّين ، حبَّاً لقرابتك ، وحبَّاً لما كنتُ أعلم من حبِّ عمِّي إيَّاك ».(18)وله العديد من الأولاد أهمهم هو مسلم الذي كان سفير الحسين والذي بعثه إلى الكوفة قبل سيره على كربلاء واستشهد في الكوفة وله قبر يزار ويكنى بسفير الحسين(ع)3 ) جعفر(19): وهو المعروف بـ ( جعفر الطيَّار ) فقد كان أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خلقاً وخُلُقاً (20)، أسلم بعد إسلام أخيه عليٍّ بقليل.وكان لجعفر من الولد عبدالله ، وبه كان يُكنَّى ، وله العقب من ولد جعفر ، ومحمَّد وعون لا عقب لهما ، وُلدوا جميعاً لجعفر بأرض الحبشة في المهاجرة إليها ، وأمُّهم أسماء بنت عُميس بن معبد بن تيم.وقد كان من السابقين الأوَّلين إلى الإسلام .. فقد روي أنَّ أبا طالب رأى النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليَّاً عليهالسلام يصلِّيان، وعليٌّ عن يمينه ، فقال لجعفر رضي الله عنه : « صِلْ جناح ابن عمِّك ، وصَلِّ عن يساره ».(21)"وهنا لدينا تعليق وهو يثبت بأن ابو طالب كان مؤمنا وليس كافراً كما يدعي بعض الكتاب والباحثين القصيري النظرة وهو ناتج من خلفيات حاقدة ومغرضة لأنه والد أمير المؤمنين وهذه لديها خلفيات حيث إني بصدد أعداد بحث عن تزييف وظلم التاريخ لأمير المؤمنين التاريخ والتي سوف نثبت بطلان هذه الدعوى جملة وتفصيلاً ومن كتبهم وصحاحهم".وقيل : أسلم بعد واحد وثلاثين إنساناً ، وكان هو الثاني والثلاثين ، قاله ابن إسحاق ، وله هجرتان : هجرة إلى الحبشة ، وهجرة إلى المدينة ..وكان رسول الله يسمِّيه: أبا المساكين ... ولمَّا هاجر إلى الحبشة أقام بها عند النجاشي ، إلى أن قدم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين فتح خيبر ، فتلقَّاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واعتنقه ، وقبَّل بين عينيه ، وقال :« ما أدري بأيِّها أنا أشدُّ فرحاً؛ بقدوم جعفر، أم بفتح خيبر »؟ وأنزله رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم إلى جنب المسجد.(22)٤ ) أمُّ هاني : قال ابن سعد : « اسمها جعدة ، وقيل : فاخته ، وقيل : هند ، وهي التي أجارت زوجها وقوماً من المشركين يوم فتح مكة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « قد أجرنا من أجرت » .. وهاجرت إلى المدينة ».(24)٥ ) جُمانة : تزوَّجها أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطَّلب ، وهاجرت إلى المدينة ، وتوفِّيت في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ..وفي أجزائنا القادمة سوف نستمر أن شاء الله قي سرد هذه الرحلة الجميلة لسيدي ومولاي أمير المؤمنين(عليه السلام) والتي هي مدرسة لكل العالم تعلم الأجيال جيلاً بعد آخر بفض النظر عن الدين والعرق واللون والذهب فهي مدرسة للإنسانية جمعاء أن كان لنا في العمر بقية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالمصادر:-------1 ـ أسد الغابة / ابن الأثير ٤ : ١٠٠ ، البداية والنهاية / ابن كثير ٧ : ٢٢٣.2 ـ البداية والنهاية / ابن كثير ٧ : ٢٢٣.3 ـ تذكرة الخواص : ١٤.4 ـ البداية والنهاية ٧ : ٢٢٣5 ـ انظر تفاصيل ذكره في تذكرة الخواص : ١٤.6 ـ تاريخ اليعقوبي / أحمد بن أبي يعقوب ٢ : ١٠ ـ ١١ دار صادر.7 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ٨ : ١٧٨.8 ـ تذكرة الخواص : ١٠.9 و 10ـ تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٤.11 و 12ـ تذكرة الخواص : ١٠.13ـ [سورة الممتحنة: ٦٠].14ـ تذكرة الخواص : ١٠.15ـ تاريخ اليعقوبي : ١٤.16 ـ أنظر تذكرة الخواص : ١١19 ـ أنظر في ترجمته : الطبقات الكبرى ٤ : ٢٥ ، أسد الغابة ١ : ٤٢١.20 ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لجعفر : « أشبه خَلقُك خلقي وأشبه خُلُقك خُلقي فأنت منِّي ومن شجرتي » ذكرها ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ : ٢٦.21 و 22ـ أُسد الغابة ١ : ٤٢١.23 ـ أنظر : تذكرة الخواص ١٢ ، بتصرف.24 ـ أنظر تذكرة الخواص : ١٣ ، بتصرف.
بعض الجوانب المشرقة من حياة أمير المؤمنين / الجزء الثالث----------------------------------------------------------بقلم : عبود مزهر الكرخيوليد الكعبة:---------------من العجائب التي أضافت صوتاً ضارباً في التاريخ وأحداثه الفريدة التي تفتح الأعين على ما تخفيه من أسرار ، أن يصطفي الله لعبد اصطفاه ، حتى موضع مولده ، ليجمع له ـ مع طهارة مولده ـ شرف المحل ، محل الولادة ، ويخصّه بمكرمةٍ ميَّزه بها منذ ساعة مولده عن سائر البشر.هكذا كان مولد عليِّ بن أبي طالب سلام الله عليه، في البيت العتيق في الكعبة الشريفة.فهذا هو وليد الكعبة الذي عندما كانت أمه فاطمة بنت أسد(ع) في شهرها التاسع وعندما أحست بوجع الولادة أقبلت إلى المسجد الحرام وطافت حول الكعبة ثم وقفت للدعاء والتضرع إلى الله ليسهل لها عملية الولادة وقالت ((يا رب أني مؤمنة بك وبكل كتاب أنزلته،وبكل رسول أرسلته ومصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل(ع)،وقد بنى بيتك العتيق،وأسألك بحق أنبيائك المرسلين،وملائكتك المقربين وبحق هذا الجنين الذي في أحشائي...إلا يسرت عليَّ ولادتي)).وانتهى الدعاء وأنشق جدار الكعبة من الجانب المسمى((بالمستجار))ودخلت السيدة فاطمة بنت أسد إلى جوف الكعبة،وأرتاب الصدع،وعادت الفتحة والتزقت وولدت السيدة علياً هناك والأثر لا يزال موجوداً على جدار الكعبة حتى يومنا هذا بالرغم من تجديد بناء الكعبة عدة مرات في خلال هذه القرون وقد مليء الأنشقاق بالفضة والأثر يُرى بكل وضوح والعديد من الحجاج يلتصقون بهذا الجدار (المستجار) ويتضرعون إلى الله تعالى في قضاء حوائجهم.وكان وليدها.(1)روى الشيخ الطوسي عليه الرحمة ـ في أماليه ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام): كان العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق بني عبد العزى إزاء بيت الله الحرام، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم، وكانت حاملة بأمير المؤمنين (عليه السلام) لتسعة أشهر، وكان يوم التمام، فوقفت إزاء البيت الحرام، وقد أخذها الطلق، ورمت بطرفها نحو السماء وقالت...إلى آخر كلامها الذي تقدم.ووصل الخبر إلى أبي طالب، فأقبل هو وجماعة وحاولوا ليفتحوا باب الكعبة حتى تصل النساء إلى فاطمة ليساعدنها على أمر الولادة، ولكنهم لم يستطيعوا فتح الباب، فعلموا أن هذا الأمر من الله سبحانه وتعالى.وحدثت السيدة فاطمة بما جرى عليها في الكعبة، قالت: فجلست على الرخامة الحمراء ساعة، وإذا أنا قد وضعت ولدي علي بن أبي طالب ولم أجد وجعاً ولا ألماً.وبقيت السيدة في الكعبة ثلاثة أيام، وانتشر الخبر في مكة، وجعل الناس يتحدثون به حتى النساء، وازدحم الناس في المسجد الحرام، ليشاهدوا مكان الحادثة، حتى كان اليوم الثالث، وإذا بفاطمة قد خرجت ـ من الموضع الذي كان قد انشق لدخولها ـ وعلى يدها صبي كأنه فلقة قمر وأسرعت الجماهير المتجمهرة إليها فقالت: معاشر الناس، إن الله عز وجل اختارني من خلقه وفضلني على المختارات ممن مضى قبلي، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم فإنها عبدت الله سراً في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطراراً، ومريم بنت عمران، حيث هانت ويسرت ولادة عيسى فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتى تساقط عليها رطباً جنياً وإن الله تعالى اختارني (فضلني) عليها وعلى كل من مضى قبلي من نساء العالمين لأني ولدت في بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيام آكل من ثمار الجنة وأرزاقها...الخ.(2)هذا هو مختصر ولادة سيد الوصيين وأمام المتقين سيدي ومولاي أمير المؤمنين(ع).وكان ذلك يوم الجمعة ، الثالث عشر من شهر الله الأصمّ رجب ، بعد عام الفيل بثلاثين سنة (3). قبل البعثة بعشر سنين (4). حوالي عام ٦٠٠ م ( ٢٣ قبل الهجرة ) ، وقيل : « ولد سنة ثمان وعشرين من عام الفيل ». (5)تلك الولادة التي أكرم لها الله بها الأمام علي وخصه بها لتكون مفخرة له ولأمه (رض) وعلى مدى التاريخ والتي لا يزال أثرها شاخص عند الكعبة في ركن الكعبة اليماني والذي يبقى نتفطراً رغم كل المعالجات لسد الفطر ولكن كل سنة يتجدد هذا الفطر لتخرج منه رائحة زكية يشمها كل حاج يطوف بالكعبة وهذه هي معجزة من معجزات أمير المؤمنين(ع)وليسجل التاريخ وبأحرف من نور وهي إن ويسجل التاريخ ذاك الفخر الذي ظهر فيه عليٌّ عليهالسلام مديراً ظهره للأصنام التي كانت الكعبة الشريفة تضجُّ بها ، وعن قريب سينهض هذا الوليد على كتف رسول الله ليلقي بها أرضاً ، تحت بطون الأقدام!! والتي لم يحظى بهذه الولادة لا من الأولين ولا الآخرين.صفته :---------نشأ عليهالسلام مكين البنيان ، شاباً وكهلاً ، حافظاً لتكوينه المكين حتى ناهز الستين من عمره الشريف ، كان قوي البنية ، ممتلىء الجسم ، كثير الشعر ، ربعة في الرجال لا هو بالطويل ولا بالقصير ، عريض المنكبين ، له مشاش كمشاش السبع الضاري ، يغلظ من أعضائه ما استغلظ من أعضاء الأسد ويدقُّ منها ما استدقّ ..هذا وتدلُّ أخباره ـ كما تدلُّ صفاته ـ على قوَّة جسدية ، فربَّما رفع فارساً بيده فجلد به الأرض غير جاهد ، وما صارع أحداً الا وصرعه ..يتكفَّأ في مشيته على نحو ما يقارب مشية رسول الله (ص) ، الذي جعله أُسوته وقدوته منذ أن نشأ وحتَّى مات.وذكر بعضهم أنَّه كان آدمَ ـ أي أسمر ـ شديد الأدمة، عظيم العينين غليظ الساعدين أقرب إلى القصر من الطول ، عريض اللحية ..ولم يصفه أحد بالخضاب ، سوى سواد بن حنظلة ، قال ابن سعد : والصحيح أنَّه لم يخضب ، وروي أنَّه كان يصفِّر لحيته بالحنَّاء ثُمَّ ترك. (6)أسماؤه وألقابه:-------------------كثيرة أسماؤه وألقابه عليهالسلام ومختلف في بعضها بين العلماء، فقال مجاهد : « إنَّ أُمُّه سمَّته عليَّاً عند ولادته.أمّا أبوه شيخ البطحاء ومؤمن قريش فإنّه دخل الكعبة المقدّسة وناجى الله تعالى بإخلاص أن يلهمه تسمية وليده المبارك قائلا:يا ربّ هذا الغسق الدّجى***والقمر المنبلج المضيّبيّن لنا من أمرك الخفيّ***ما ذا ترى في اسم ذا الصّبيّفألهمه الله تعالى أن يسمّيه عليّا ، فخرج من البيت الحرام وهو ينشد أمام قريش :سمّيته بعليّ كي يدوم له***عزّ العلوّ وفخر العزّ أدومهلقد كان هذا الاسم المبارك الذي سمّته به السماء من أحسن الأسماء وأجملها، فقد كان الإمام عاليا في مواهبه وعبقرياته، وعاليا في إيمانه وسموّ أخلاقه، وعاليا فيما وهبه الله من طاقات الفضل والأدب والكمال. يقول عبد الباقي العمري :أنت العليّ الّذي فوق العلى رفعا***ببطن مكّة عند البيت إذ وضعاسمّتك امّك بنت اللّيث حيدرة***أكرم بلبوة ليث أنجبت سبعا.(7)وقال عطاء : إنَّما سمَّته أُمُّه حيدرة ، بدليل قوله يوم خيبر : « أنا الذي سمَّتني أمِّي حيدرة » ، فلمَّا علا على كتفي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وكسَّر الأصنام سُمِّي عليَّاً من العلو والرفعة والشرف » (8).وليس هذا بالمعتمد ، فقد عُرف باسم « عليٍّ » منذ الصغر.وعن ابن عبَّاس : « كانت أُمُّه إذا دخلت على هُبل لتسجد له وهي حامل به على بطنها فيتقوَّس فيمنعها من السجود فسُمِّي عليَّاً » (9). ولايصحُّ ؛ لأنَّ أُمَّه فاطمة بنت أسد كانت تتعبَّد على ملَّة إبراهيم الخليل ، كما ذكرنا ذلك سابقاً.وقال سبط ابن الجوزي : « وقول مجاهد أظهر؛ لأنَّه ثبت المستفيض بهِ ، ولايمنعها من تسميته عليَّاً أن تسمِّيه حيدرة ، لأنَّ حيدرة اسم من أسامي الأسد لغلظ عنقه وذراعه ، وكذلك كان أمير المؤمنين عليهالسلام ، فيكون عليٌّ اسمه الأصلي ، وحيدرة وصفاً له ».(10)وعنه أيضاً : « وقد سمَّاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم « ذا القرنين » ذكر ذلك بإسناده المتَّصل إلى سلمة بن الطفيل ، عن عليٍّ عليهالسلام ، قال : « قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنَّ لك في الجنَّة قصراً ، وإنَّك ذو قرنيها » »(11)قال : « وهذا حديث أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ، وأخرجه أحمد أيضاً في كتاب جمع فيه فضائل أمير المؤمنين ، ورواه النسائي مسنداً ».وقد عُرف عليهالسلام بألقاب كثيرة، جاء كثير منها في حديث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منها : « يعسوب المؤمنين » وأصل اليعسوب هو ملك النحل ، ومنه قيل للسيِّد : يعسوب ، والمؤمنون يتشبَّهون بالنحل ؛ لأنَّ النحل تأكل طيباً.ويلقَّب أيضاً : الولي ، والوصي ، والتقي ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، وشبيه هارون ، وصاحب اللوى ، وخاصف النعل ، وكاشف الكرب ، وأبو الريحانتين ، وبيضة البلد ، وغيرها كثير. (12)وكنَّاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأبي تراب لمَّا رآه ساجداً معفِّراً وجهه في التراب، فكان ذلك من أحبِّ ألقابه إليه.رواه أيضاً ابن جرير الطبري (13) في تاريخه ، ثُمَّ ذكر سبباً آخر في هذه التسمية ، خلاصته أنَّه قيل لسهل بن سعد الساعدي : إنَّ بعض أمراء المدينة يريد أن يبعث إليك لتسبَّ عليَّ بن أبي طالب على المنبر ، وتقول له : يا أبا تراب ، قال : والله ما سمَّاه بذلك الا رسول الله. قلت : وكيف ذاك؟ قال : دخل عليٌّ عليهالسلام على فاطمة الزهراء ، ثُمَّ خرج من الدار ، وذهب إلى المسجد واضطجع في فيئه ، ثُمَّ دخل رسول الله على فاطمة وسألها عن عليٍّ عليهالسلام ، فقالت له : « هو ذاك مضطجع في المسجد » ، فجاءه رسول الله فوجده وقد سقط رداؤه عن ظهره؛ فقال له : « اجلس أبا تراب » فوالله ما سمَّاه بذلك إلا رسول الله ، وكان أحبَّ أسمائه إليه.وهناك روايات حول سبب هذه التسمية ولكن أتينا بهذين الروايتين علي سبيل المثال ليس إلا ولكي تدحض كل من يقول غير ذلك والتي تريد الانتقاص من الأمام علي وخصوصاً رواية الطبري وهو من اعلامهم وفقهاؤهم وهو رد لكل من يقول غير ذلك.ولقَّبه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً بأمير المؤمنين ، حتَّى قال فيه : « سلِّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين ».(14)ومن ألقابه (15) أيضاً : المرتضى ، ونفس الرسول ، وأخوه ، وزوج البتول ، وسيف الله المسلول ، وأمير البررة ، وقاتل الفجرة ، وقسيم النار ، وصاحب اللواء ، وسيِّد العرب ، وكشَّاف الكرب ، والصدِّيق الأكبر ، والهادي ، والفاروق ، والداعي ، والشاهد ، وباب المدينة ـ أي مدينة العلم ـ وغرَّة المهاجرين ، والكرَّار غير الفرَّار ، والفقَّار ، وبيضة البلد.واجتمعت في عليِّ بن أبي طالب خلاصة الصفات التي اشتهرت بها أُسرته الهاشمية من النبل والشجاعة .. وممَّا قاله القائلون عن شجاعته : إنَّه ما عُرف عن بطل في العالم الا كان مغلوباً حيناً ، وغالباً حيناً ، الا عليٌّ عليهالسلام فهو الغالب أبداً ودائماً ، ومن هنا كان العرب يفخرون بأنَّ قريبهم قُتل بسيف عليٍّ ، ويجعلون من هذا دليلاً على أنَّ صاحبهم بارز عليَّاً ، وهو الموت الذي لابدَّ منه.وفي مبارزة الأمام علي (ع) مع عمرو بن ود العامري وعندما خره بلين امور ثالث فانتهى إلى المبارزة قال له عمرو : إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أحداً من العرب يطلبها منّي, وأنا أكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك, وقد كان أبوك نديماً لي, فقال (عليه السلام) : وأنا كذلك, ولكنّي أحبّ أن أقتلك ما دمت أبيّاً للحق .لما قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) عمرو بن عبد ود أنشأت أخته عمرة بنت عبد ود ترثيه فقالت :لو كان قاتل عمـرو غيـر قاتلـه ***** بكيته ما أقام الـروح في جسـديلكـن قـاتلـه من لا يعـاب بـه ***** وكان يدعى قديمـاً بيضـة البلـد.(16)وهذا للدلالة على رفعة وسمو أمير المؤمنين(ع).وعُرف أيضاً بالمروءة والعلم والذكاء ، وقد كان يقول : « لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً في تفسير فاتحة الكتاب »(17). وهو أعلم أصحاب رسول الله قاطبة بلا منازع، وفي هذا أحاديث كثيرة تشهد له ، ووقائع كثيرة تصدّقه.نشأته :-----------كلُّ مولود يولد تتعاقبه وراثة الأجيال ، فيأخذ من الأب والأمِّ مايكوِّن به شخصيَّته النفسية والروحية والأخلاقية ، والإمام عليٌّ عليهالسلام معروف النسب ، فهو ابن سادة العرب ، أهل المروءة والشجاعة والكرم ، توارثوا السيادة وخصالها أباً عن جدٍّ ، عن أبيهم إبراهيم خليل الرحمن.كما هيَّأ الله سبحانه الأسباب لعليٍّ ليكون أكثر الناس قرباً من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخصِّهم به .. بل ليكون النبيُّ أقرب إليه من أبيه وأخوته ، ففي الثامنة من عمر علي عليهالسلام ـ وربما كان حوالي عام ٦٠٦ م ـ دخلت قريش أزمة شديدة طاحنة ، وسنة مجدبة منهكة ، شحَّت فيها موارد العيش ، وكان وقعها على أبي طالب شديداً ، إذ كان ذا عيال كثير وقلَّة من المال لا يفيبنفقة رجل مثله ، فعند ذاك قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعمَّيه الحمزة والعبَّاس : « ألا نحمل ثقل أبي طالب ، ونخفِّف عنه عياله؟ »فجاءوا إليه وسألوه أن يسلِّمهم وِلده ليكفوه أمرهم ، فقال لهم : دعوا لي عقيلاً وخُذوا من شئتم ، فأخذ العبَّاس طالباً ، وحمزة جعفراً ، وأخذ محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم عليَّاً عليهالسلام.(18)وانتقل عليٌّ عليهالسلام وهو في مطلع صباه إلى كفيله محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فرُبِّي في حجر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يفارقه ، وكانت فاطمة بنت أسد كالأُمِّ للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذلك كانت خديجة بنت خويلد كالأُمِّ لعليٍّ عليهالسلام.فنشأ عليٌّ عليهالسلام في بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يرعاه وينفق عليه ، فحاز بذلك من الشرف ما لم يحزه غيره .. فقد نشأ يستلهم من معلِّمه معالم الأخلاق والتربية الروحية والفكرية ، وكذا دقائق الحكمة والمعرفة ، حتَّى أدرك من الحقائق ما لم يدركه بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أحد غيره ، حتى تطبّع بصفات كافله ، ولم تكن فيه صفة إلا وهي مشدودة بصفات معلِّمه الأول والأخير ، وما من شيء أنكره قلب محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا وأنكره قلب عليٍّ عليهالسلام ، وكان هذا قبل مبعث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.وأدرك التلميذ من معلِّمه العظيم حقائق الكون ونواميس الطبيعة، بل وأسرار الوجود، وأصبح المثل الأعلى في جميع شمائله وأفعاله، وتحلَّى بأعلى ذروة من ذرى الكمال الروحي والأخلاقي.(19)ووصف عليهالسلام تلك الأيام القيِّمة مبيّنا فضلها واختصاصه بها على من سواه ، فقال:« وقد علمتم موضعي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمُّني إلى صدره .. وكان يمضغُ الشيء ثُمَّ يُلقمنيه ، وما وجد لي كذبةً في قول ، ولا خطلة في فعل .. ولقد كنت أتَّبعه إتباع الفصيل أثر أمِّه ، يرفع لي في كلِّ يومٍ من أخلاقه علماً ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كلِّ سنة بحراء فأراه ، ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشمُّ ريح النبوَّة. ولقد سمعت رنَّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقلت : يا رسول الله ما هذه الرَّنَّة؟ فقال : هذا الشيطان قد أيِسَ من عبادَتِهِ. إنَّك تسمعُ ما أسمعُ ، وترى ما أرى ، إلاّ أنَّكَ لَسْت بِنَبِيٍّ ، ولكنَّكَ لَوزيرٌ وإنَّك لَعَلَى خير ... ».(20)ومعنى رنة إبليس: صوت حزنه ورعبه ، وقد روي أنه:(( رنَّ أربع رنات: يوم لعن ويوم أهبط إلى الأرض ، ويوم بعث النبي (صلى الله عليه وآله) ، ويوم الغدير)).(21)ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالمصادر :--------1 ـ الأمام علي من المهد إلى اللحد.تأليف العلامة الخطيب السيد محمد كاظم القزويني. {باب وليد الكعبة}. الليلة الأولى.2 ـ البحار ـ ج9.3 ـ أنظر إعلام الورى ١ : ٣٠٦ ، إرشاد المفيد ١ : ٥ ، عليٌّ وليد الكعبة / الأوردبادي : ٣ منشورات مكتبة الرضوي ، كشف الغمَّة / العلأَمة المحقِّق الأربلي ١ : ٥.4 ـ الإصابة / ابن حجر ٢ : ٥٠٧.5 ـ كشف الغمَّة ١ : ٥٩.6 ـ الإمام علي ( عليه السلام ) سيرة وتأريخ. إسلام الموسوي. مركز الرسالة. سلسلة المعارف الإسلامية(23) ص 23 ، 247 ـ موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - ج ١ و ٢ باقر شريف القرشي ص468 و9 ـ تذكرة الخواص : ٣ ـ ٤.10 و 11 ـ تذكرة الخواص : ٤.
12 ـ نفس المصدر13 ـ تاريخ الطبري ٢ : ١٢٣ بتصرف. وأيضاً أنظر : ارشاد المفيد ١ : ٤٨.14 ـ انظر شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 1/12 وابن عساكر (ترجمة امير المؤمنين (عليه السلام) عن بريدة الاسلمي امرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان نسلم على علي بإمره المؤمنين.15 ـ للمزيد أنظر : المناقب / الخوارزمي ٤٠ ـ ٤٣ ط مؤسسة النشر الإسلامي16 ـ صاحب (مستدرك الصحيحين 3 / 33)17 ـ مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٤٣ ، ينابيع المودة / القندوزي : ٦٥.18 ـ الكامل في التاريخ ١ : ٥٨٢.19 ـ الإمام علي ( عليه السلام ) سيرة وتأريخ. إسلام الموسوي. مركز الرسالة. سلسلة المعارف الإسلامية(23). ص 2920 ـ (نهج البلاغة: 2/157 ، ومصادره البلاغة: 3/23). الخطبة القاصعة الرقم 187.21 ـ ( قرب الإسناد/9). وأضاف لها في الخصال/263
https://telegram.me/buratha