فدك، قرية من قرى الحجاز بينها وبين المدينة(حوالي 140كم)، وتقع الى جوار خيبر التي كانت اكبر القرى اليهودية وامنعها حصونا، وبعد ان فتح علي بن ابي طالب علي السلام خيبر .ترك النبي (ص) يهود خيبر يعملون في الأرض بنصف ناتجها والنصف الآخر للفاتحين.
ولما انتهى النبي (ص) من خيبر، ضاق الأمر بسكان فدك، وأيقنوا أن النبي (ص) سوف يتجه إليهم فاستولى عليهم الخوف، وأرسلوا اليه أنهم على استعداد لان يسلموه الأرض وجميع ما يملكون، على أن يتركهم يعملون بها بنصف الناتج، كما صنع مع اليهود في خيبر، فوافق على ذلك وصالحهم على نصف ناتجها، وبذلك كانت خيبر ملكا للمسلمين لأنهم استولوا عليهم بالحرب وفدك ملك للنبي (ص) لأنه لم يوجف عليها بخيل أو ركاب.
كان فتح فدك أثر خشية اليهود من فاتح خيبر.. ذلك الفتح الكبير، والذي كان لعلي بن ابي طالب عليه السلام زوج الزهراء، الفضل الكبير والأوحد بعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله.
فتح حصون خيبر، وما ادراك ما خيبر؟!.
ثم ألقي بطرفك الى حادثة دحو الباب وما سبقها من تنويه لرسول الله صل الله عليه واله لعلي عليه السلام: ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار))!.فمن ذلك الموقف البطولي أثمر فدك
ومع ذلك كله لم تكن لتُنحل فدك للزهراء (ع) استنادا على تلك الأسس، وإنما أردنا بذكرها أن نكشف عن الاستحقاقات المترتبة على ما بذله علي (ع) في فتح خيبر وفدك.
فلو نُحل علي وفاطمة صلوات الله عليهما كل الأرض لما وفيا اجرهما! ..
لقد كانت نِحلةَ فدك بأمر من الله عز وجل..
فقد صرح كثير من المفسرين أن الرسول (ص) بعدما رجع إلى المدينة نزل جبرئيل من عند الرب الجليل بالآية الكريمة:(( وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً ))
ثم نزل جبرئيل ثانياً عليه وقال: إن الله سبحانه يأمرك أن فدكاً لفاطمة (ع) فطلب النبي (ص) ابنته فاطمة فأعطاها فدك.
كما ان فدكا كانت بمثابة رد جميل، لما أنفقت أمها خديجة الكبرى ع من مالها للإسلام، فقبلتها الزهراء ع وبقيت تحت تصرفها أيام الرسول (ص) أكثر من ستة أشهر، تجني ثمارها وتتصرف بها للفقراء.
قبل ان يذهب الأسد بالراية لفتح خيبر، أعطيت الراية للثعالب، والنبي (ص) يعلم أن لا طاقة للثعالب على اصطياد مثل تلك الفريسة وعلى فتح الحصون.
فالفريسة العظيمة ليس لها إلا الأسود!..
ولكي لا تسرق الثعالب فدك فيما بعد، أشهدهم رسول الله (ص)، جبنهم ولؤمهم وهوانهم عند أنفسهم وعند الناس.
فكلما أعطى الراية أحداً منهم، عاد يجبن العسكر وهم يجبنونه!!.
تلك هي فدك، فريسة الأسد للبوته، ورد دين الأم الى ابنتها، ونحلة الأب لبضعته، وهبة الرب لأوليائه.
خسئت الثعالب، وخاب كيدها، ولؤم جنبها، ولا بارك الله في كدها وسعيها.
https://telegram.me/buratha