روى شهود عيان من ابناء ناحية ابو صيدا في محافظة ديالى ، اليوم الثلاثاء، فصول الملحمة الجهادية التي سطرها عدد من ابناء الناحية دفاعا مرقد الامام احمد بن موسى الكاظم (ع ) والحيلولة دون تفجيره من قبل عناصر تنظيم القاعدة الارهابي الذين يتخذون من القرى المحيطة ملاذ امنا لهم ، منتقدين موقف ادارة المحافظة وبعض القنوات الاعلامية بتشويه الحقيقة .
وقال برير العطار انه " في حوالي الساعة التاسعة من صباح يوم الاحد 16/9/2013 انتبه القائمين على حراسة مرقد الامام احمد بن موسى بن جعفر (ع ) الواقع في قرية ابو صيدا الصغيرة (وهو اول مرقد تم تفجيره في العراق ايام العنف الطائفي الذي ضرب العراق في 2005 واعيد بناءه بدعم الاهالي وشيئا من الامانة العامة للعتبات المقدسة ) الى حركة غريبة في البساتين التي تحيط بجميع جوانب المرقد ، فتوزع ثلاثة من من افراد شرطة حماية المزارات على المحيط لمعرفة المتواجدين في البساتين فتعرضوا لرمي كثيف بالرصاص مما ادى الى استشهاد احد الشرطة على الفور وتلاه سقوط الثاني شهيدا ولم يبقى سوى الثالث فبدأ باطلاق الرصاص بصورة عشوائية حتى التحق به عدد من رفاقه من الشرطة ممن كانوا متواجدين في النقطة القريبة من المرقد وبدأو باطلاق الرصاص باتجاه مصدر اطلاق النار داخل البستان".
واضاف العطار " بعد ان هدئت المعركة دخلت قوة الشرطة الى البستان عثروا على رفيقيهم وسام احمد حمزة التميمي وجعفر عزيز الحميري قد سقطا شهدين ، كما عثروا وعلى مسافة لا تزيد عن 500 متر احد الارهابيين مقتولا ، حيث كانت المفاجأة الكبرى فالجثة هي لصلاح ظاهر مصطاف العزاوي ".
وردا على استفسارنا عن هوية القتيل صلاح العزاوي وموقعه في تنظيم القاعدة ، اوضح العطار، ان " الارهابي صلاح هو احد امراء تنظيم القاعدة الارهابي يسكن قرية المخيسة احد القرى التابعة لناحية ابي صيدا المعروف عنها انها احدى اهم القرى الحاضنة لتنظيمات القاعدة والتنظيمات التكفيرية وقد حكم عليه بالاعدام بسبب ضلوعه بقتل اكثر من 16 من الشباب الشيعة ".
ولفت العطار الى ان " الاجهزة الامنية عثرت على CD اثناء احدى مداهماتها السابقة لقرية المخيسة عام 2008 ويظهر فيه المجرم صلاح يشهر سيفه ليقطع رقبة احد الابرياء من الشيعة الذين تم اختطافهم من منطقة الكاطون في بعقوبة "، مشيرا الى ان " القوات الامنية القت القبض عليه في منطقة التحرير في بعقوبة وحكم عليه بالاعدام ولا احد يعلم كيف تم اطلاق سراحه !!".
ويواصل العطار سرد تفاصيل الملحمة بالقول " بعد انتهاء المعركة واخلاء جثث الشهداء والقتيل وصلتنا اخبار بأن جريحا اصيب في بستان بابي صيدا ! وصل الى مستشفى بعقوبة العام وهو يلفظ انفاسه الاخيرة وتحرينا عنه فتبين انه شقيق القتيل الاول ويدعى فلاح ظاهر مصطاف العزاوي ، ثم تواترت الاخبار بموت ثلاثة اشخاص من سكنة قرية المخيسة اصيبوا في البستان المجاور جراء اطلاق النار الكثيف لمفرزة الشرطة للمرقد وتم اخلاءهم الى القرية و لم يتم نقلهم الى المستشفى لانهم من افراد تنظيم القاعدة الارهابي المطلوبين للاجهزة الامنية ".
وعن كيفية تناول وسائل الاعلام للمواجهة وتداعياتها ، قال العطار "ان الفضائيات المعادية والمنفذة للاجندات الاجنبية ( الشرقية ، البغدادية ، الرافدين ، الشعب ، بغداد ، الغربية ، قناة ديالى الفضائية ، وغيرها من ابواق الفتنة) تناقلت الخبر عن احد قادة الارهاب دون ان تكلف نفسها او مراسليها العاملين هنا في ديالى التحري عن الحقيقة او نقل الراي الاخر على الاقل ، بينما الفضائيات ووسائل الاعلام التي تزعم بانها تمثل الشعب العراقي وتدفع عن مظلوميته التزمت الصمت ! وهذا امر عجيب واعرب العطارعن دهشته وغرابته لموقف القوات الامنية من الحادث ورد فعلها السلبي " ان الفرقة الخاصة توجهت لقرية ابو صيدا الصغيرة لتداهم عددا من دورها السكنية واحياء ناحية ابي صيدا الاخرى لتطيب خاطر المحافظ عمر الحميري ، وليس لتقديم الشكر والتقدير للفتية وذويهم الذين قدموا اغلى ما يملكون في منع تفجير مرقد الامام احمد بن موسى ابن جعفر عليهم السلام" ، مبديا نيابة عن اهالي ابي صيدا " استياءهم وامتعاضهم من موقف اللامبالاة لاعضاء التحالف الوطني في مجلس النواب العراقي ومجلس محافظة ديالى وصمتهم المريب عن الهجمات البربرية لتنظيمات القاعدة ومنذ عام 2006ولحد الان ".
وتسائل العطار " الى متى تستباح دماء الابرياء على مرأى ومسمع من المسؤولين الذين لا هم لهم سوى مجاملات لاجل مصالح شخصية ؟ ابو صيدا باهلها ساندت الاجهزة الامنية وضحت بدماء خيرة شبابها ايمانا بان القانون فوق الجميع ولا سلطة تحكم المجتمع وتساهم في استقراره سوى الاجهزة الامنية وفي نهاية المطاف تصبح ابو صيدا واهلها هدفا للاجهزة الامنية بعدما كانت وما زالت هدفا لتنظيمات القاعدة الارهابية !
https://telegram.me/buratha