واخيرا وبعد جهود مضنية استمرت سنين طوال بعد سقوط الطاغية، اثمرت الجهود الحثيثة والاستثنائية للعتبة العباسية المقدسة مختصرةً الزمن وبأقل التكاليف، عن الانتهاء من تسجيل العقار للمرقد المطهر لابي الفضل العباس عليه السلام وفقا لإجراءات تسجيل المجدد ملكا صرفا وباسم العتبة.
رئيس قسم الشؤون القانونية في العتبة العباسية المقدسة الأستاذ محمد عبد الجليل الفتلاوي بين لشبكة الكفيل "الارض التي شيدت عليها عتبة أبي الفضل العباس عليه السلام لم يتم تسجيلها سابقا من قبل النظام المباد وحتى الانظمة السابقة وبقيت الأرض غير مسجلة باسم في دائرة التسجيل العقاري في محافظة كربلاء المقدسة وهي خاضعة لإجراءات دعاوي تسجيل المجدد ".
وأضاف" بعد أن أصبحت العتبة العباسية المقدسة بموجب قانون إدارة العتبات والمزارات الشيعية الشريفة لسنه 2005 رقم 19 لها كيان مستقل وتتمتع بكافة الحقوق الممنوحة لها وضمن القانون ، اخذ قسم الشؤون القانونية التابع للعتبة العباسية المقدسة على عاتقه متابعة موضوع تسجيل القطعة".
وبين الفتلاوي" المعاملة أنجزت وضمن السياقات القانونية المتبعة بتمليك الأراضي وتسجيلها ووفقاً للقانون العراقي، بعد عدة مراجعات وموافقات أصولية استحصلت من الدوائر ذات العلاقة، منها مديرية التسجيل العقاري في كربلاء ومديرية بلدية كربلاء ومديرية الوقف الشيعي في كربلاء وغيرها، ومن ضمن الأجرات القانونية الأخرى تم نشر معاملة التمليك في صحيفتين محليتين ".
مبيناً" استغرق العمل بهذه المعامله مدة سنة تقريباً كون إجراءات معاملة تسجيل دعاوي المجدد تتطلب وتأخذ وقتا وجهداً طويلا لإنجازها".
وأختتم قوله " أنه وبحسب خبراء ومعنيين في المجال القانوني فان الاجراء هذا يعد خطوة مهمة تتيح لامانة العتبة العباسية المقدسة مواصلة انجاز مشاريع التطوير المتنامية ووفق جداولها المرسومة مسبقا ومن الله التوفيق".
يذكر أنه وبعد سقوط اللانظام البائد في 9/4/2003م وخوف المؤمنين على عتبات العراق المقدسة عموماً بسبب الظروف والتداعيات التي رافقت إنهيار مؤسسات الدولة وغياب الأمن، وتكالب قوى الشر على العراق وخاصة من التكفيريين الذين وضعوا على رأس أولوياتهم تدمير تلك العتبات وقتل زوارها، وبسبب ما تتمتع به عتبات كربلاء المقدسة من خصوصية في نفوس الأحرار في جميع أنحاء العالم وليس فقط لدى المسلمين من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وبسبب التركيز الأكبر من قوى الشر عليها، فقد تصدت ثلة من المؤمنين الأخيار من أهالي كربلاء المقدسة وبشكل طوعي لحمايتها وتأمين إنسيابية الزائرين إليها وتنظيم مواكب العزاء المزدلفة إلى صحنيها المطهرين، بعد وعيهم لتلك الأخطار، وبتسارع الأحداث ولضرورة أن تكون هناك إدارة لتلك العتبات تنظم أمورها وترعى زائريها، فقد تشكلت إدارة لكل عتبة بإشراف مكتب المرجعية الدينية العليا في المدينة المقدسة، ثم تطورت بعد أشهر إلى لجنة عليا حاصلة على التخويل الخطي من المرجعية الدينية في النجف الأشرف تشرف على إدارتي العتبتين المقدستين تضم أمينيها الحاليين والعلامة حجة الإسلام السيد محمد حسين الطباطبائي(قُدس سره)الذين مثلوا لجنة التولية ولتعود بذلك الشرعية المفقودة منذ نحو قرنين إلى تلك البقاع الطاهرة، حيث استحدثت هيكلية إدارية فيهما من عشرات التشكيلات من الأقسام والشُعب والوحدات وفي شتى المجالات الثقافية والتعليمية والدينية والإعلامية والهندسية والخدمية والمالية والطبية وغيرها بعد إذ لم تكن موجودة، وذلك لإرجاع الدورالحضاري المفقود إلى العتبات المقدسة وتطويرها وجعلها – بالإضافة لما تُمثله للزائرين من عطاءٍ روحي وموضعاً مهماً للعبادة – مناراً ثقافياً يُقدم للمؤمنين العطاء الفكري ويُسهِّل لهم مراسيم الزيارة ويُقدم لهم خدمات لم تكن موجودة من قبل، وتطور العمل الى صدور القانون 19 لسنة 2005 من الجمعية الوطنية المنتخبة من قبل الشعب العراقي، ليتم تعميم تجربة عتبات كربلاء المقدسة الناجحة على عتبات العراق الأخرى ومزاراته.
40/5/13826
https://telegram.me/buratha