الصفحة الإسلامية

الامام علي (ع) رمز الوجود الانساني

1577 19:46:00 2013-07-30

محمد حسن الساعدي

لقد جسد الامام علي الاسس السلميه لبناء الدولة الاسلامية ، بل المدنية ، فعمد الى وضع قواعد تنظم العلاقات الاجتماعية وتنظم العمل الحكومي في هذه الدولة ، فكان حق على القوانين الدولية ، ومنظمات حقوق الانسان ان تقدر هذا الجهد الذي سعى اليه الامام (ع) ، فكان قاعدته في هذا البناء هو العدالة التي تعني هو رعاية الحقوق كاملة على عكس الظلم الذي يعني عدم احترام الحقوق أو عدم رعاية حقوق الناس فبالعدل توزع الحقوق على الناس حسب الأولويات الطبيعية بينما الظلم يعني سحق تلك الأولويات وبالتالي اضاعة حقوق الآخرين .فهكذا كانت بداية الدوله الاسلاميه بقيادة سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله أخذ كل انسان حقه ولا احس اي انسان في دولة النبي باي ظلم ولا هضم ولا نقص فكانوا غارقين في عدله ونبله وقسطه فعرف لجميع الناس ولجميع الاديان والبشرية عموما معنى التساوي والمساواة .وهذا النموذج تجلى في خلافة تلميذه وابن عمه الامام علي ابن ابي طالب فقد كانت دولته الفتيه مثالا للعدل ومثالا لرعاية الحقوق واحترامها و المساواة بين الناس فكان لا يحس الفقير بأن الدوله مقصر فيه ولا اليتيم بالنقصان ولا المسكين بالحرمان . فلقد اوجد الامام علي انسجاما بين وجوده والوجود و العدالة التكوينية في عالم الخلقة. ليطبق العدالة الموجودة في السماء و الارض و جميع ظواهر العالم في حياته و حياة اسرته و اصحابه و المجتمع الاسلامي و يوجد توافقا بينها. انه‏ عليه السلام يعتبر العدالة سر بقاء الحكومة و استمرارها و دوامها، و يراها هدفا ساميا في تكوين الحكومة، و مسؤولية الهية اخذ الله الميثاق عليها و اكد على مسؤولية الناس تجاه الحكومة لإجراء العدالة. و الحاكم من نظر الامام علي لابد ان يكون ممن يبسط العدالة و يظهر عدالته من خلال مشاركته لآلام و معاناة الناس ، و احياء احكام الدين و الدفاع عن المحرومين، و اخذ الحق من المعتدين.و افضل عباد الله الامام العادل الذي اهتدى و عمل على هداية الآخرين و لم يطمع بأموال الناس و يابى عن ظلمهم.و لقد كان الامام علي يرى ضرورة بسط العدالة في السياسة و الامور السياسية بحيث انه لم يغض الطرف عن الشورى و التشاور و كما ان القيام بالتشاور بين الناس نوع من العدالة الاجتماعية فهو يعتبر لزوم العدالة في كيفية تطبيقه ايضا و يؤكد على ذلك. وافضل التشاور عنده هو ما عملت فيه العدالة.فالاقتداء الصحيح و المناسب للزمن بالنظام العلوي للحكم يمكن ان يقدم حكومة علي بن ابي ‏طالب الاولوية لطلاب العدالة و الاحرار كاروع نموذج في الادارة و الحكم. لقد تعرض الامام علي باعتباره الانسان العادل الى المسائل الاجتماعية و السياسية و الثقافية و جاء برؤى قيمة فترة السنوات الخمس من حكومته و كتاب نهج البلاغة قد ضم هذه الرؤى و الرشحات الفكرية و العملية له ‏على صعيد السياسة و الحكم و التي تعد دون شك مفتاحا لاهلية النظام الاسلامي و معرفة اسسه الفكرية و القيمية التي قدمت ولا زالت تقدم الى يومنا هذا النموذج الحقيقي لمعنى العدالة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك