تتواصل عمليات الاعمار والتطوير للروضة العسكرية المقدسة والقبة المشرفة في سامراء، لتصل الى مراحل متقدمة وتوشك على الانتهاء في اغلب خططها الموضوعة.
وبحسب ما كشفه عمار الياسري عضو لجنة الاشراف على العتبة العسكرية المقدسة في حديث اوضح فيه ان "التطويرات وأعمال التوسعة للمرقد الطاهر، قائمة على قدم وساق باستملاك العقارات والأراضي المحيطة به تحت اشراف لجنة تدير مشروع اعمار المرقد الشريف وبإشراف الشيخ سامي المسعودي نائب رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق ". ويفيد الياسري بان "اللجنة المشرفة عملت منذ بداية 2013، على استحداث أقسام وشعب جديدة مثل قسم الخدمات، النذورات، الحسابات، والآليات فضلاً عن المخازن وإدارة ومكتب المشرف العام عبر تعاون مشترك مع اللجنة الفنية".
وتشتمل الروضة العسكرية المقدسة، على ضريح الإمامين الامام علي الهادي سنة 868 م (254 هـ) وابنه الحسن العسكري سنة 874 م. ويطلق عليهما اسم "ضريح العسكريين" أو "ضريح القبة الذهبية" التي يبلغ اتساعها نحو 20 مترا ومحيطها 68 مترا، وهي واحدة من أكبر القباب في العالم الإسلامي. وانتهى العمل في قبة الضريح في العام 1905 وتغطيها 72 ألف قطعة ذهبية. ويبلغ ارتفاع كل من مئذنتي الضريح 36 مترا.
وأضاف الياسري "عملية استملاك المنطقة المحيطة وبمسافة (200 م) عن سور المرقد الشريف بدأت في العام 2011، تخللتها خلافات ومشاكل مع سكان المنطقة بسبب تخوف البعض من تغيير خريطة المدينة وديموغرافية سامراء، ونتيجة لهذه الاعتراضات أمر رئيس الوزراء نوري المالكي بتقليص مساحة الاستملاك الى (80 م) حول سور المرقد الشريف".
وزاد في القول" هنالك عصابات ارهابية هددت السكان بالموت في حالة بيعهم عقاراتهم المحيطة بالمرقد، وطالبتهم بعدم البيع، لكنهم على رغم ذلك تعاونوا مع مشروع التوسعة وعملوا على بيع عقاراتهم وبأسعار مالية مرضية".
وأكد الياسري على أن "أهالي سامراء ومثقفيها مع مشروع (التوسعة) لأنّ ذلك سيعيد الحياة الى مدينتهم من خلال اعادة الحياة الى الاسواق والفنادق المهجورة حالياً، إضافة إلى بناء الساحات الخضراء المحيطة بالمرقد الشريف".
وسامراء، مدينة عراقية تاريخية تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة في محافظة صلاح الدين، وتبعد 125 كيلومتر شمال العاصمة بغداد، ضمتها منظمة اليونسكو العام 2007 إلى قائمة التراث العالمي.
وكان رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري قال في تصريحات سابقة، انّ "أهالي سامراء يرحّبون بمشروع استملاك العتبة العسكرية لعقاراتهم وان ما يصدر من اعتراض بهذا الشأن لا يمثل أبناء المدينة بقدر ما يمثل جهات سياسية تبحث عن مصالحها الخاصة".
وقال الحيدري: "لا يوجد أي اعتراض من قبل المواطنين في سامراء من الذين تم استملاك عقارهم لتوسعة العتبة العسكرية"، موضحاً انّ "هذا المشروع يشمل كافّة العتبات المقدسة في العراق وليس حصراً على مدينة سامراء".
وأردف الياسري ان "أعمال الاستملاك وصلت حتى الآن إلى نسبة (10 %) بسبب الأوضاع الأمنية التي تحول دون استكمال المشروع الذي سيقدّم خدمة كبيرة لزائري العتبة المطهرة".
وتعرّض مرقدا الإمامين العسكريين عليهما السلام للتفجير بعبوات ناسفة العام 2006، كما تعرضت مئذنة المسجد المجاور للقبة إلى تفجير آخر العام 2007 على أيدي الجماعات الإرهابية في محاولة لزعزعة الأمن وإشعال نار الفتنة الطائفية.
ويشهد المرقد الطاهر منذ العام 2008 حركة عمرانية واسعة، بعد تشكيل "اللجنة الفنية لإعادة إعمار الروضة العسكرية الشريفة" وهي الجهة الوحيدة المخولة بتنفيذ كامل المشروع بمفاصله الادارية والتقنية والخدمية بتكليف من رئاسة الوزراء.
وتضم اللجنة في عضويتها، ممثلين من خمس جهات حكومية هي الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووزارات السياحة والآثار، والإسكان والإعمار وديواني الوقفين الشيعي والسني.
وكانت اولى مراحل الاعمار، تأهيل أسس القبة و دعمها بكتلة "كونكريتية" ودعامات حديدية صممتها كوادر فنية عراقية، حرصت على بناء القبّة باستخدام نفس "نوع" الطابوق القديم للقبة الشريفة والذي تمّ جلبه من محافظتي النجف وكربلاء.
وُضعت التصاميم الهندسية للأعمار الجديد، باشراف الدكتور الراحل محمد علي الشهرستاني وتضمنت ربط جوف القبة القديمة بـ (24) عموداً حديدياً صُنعت داخل الصحن الشريف ورُبطت بأقواس حديدية بنفس حجم القبّة القديمة، ليكتمل بناء القبة الشريفة التي تزن (400 طن) في العام 2009، فيما وصلت أعمال "التذهيب" إلى نسبة التسعين بالمائة ".
وتضمنت اعمال التشييد ايضا، بناء مظلة (شرفة) للمرقد الشريف، وترميم "الشرفة" القديمة التي تعرضت الى الهدم التفجير الآثم.
وتبعت هذه الأعمال إعادة بناء المنارتين باستعمال "القالب القافز" وقوامه من الكونكريت المسلح وصولاً إلى منطقة "صيوان المؤذن" في أعلى المنارة والذي شُيّد بالطابوق، ويساعد هذا البناء على تقوية المنارتين الشريفتين.
كمّا تمّ استحداث مصلى جديد داخل المرقد الشريف بمساحة 3000 متر مربع، مع حفْر نفق تحت المصلى بمسافة ثمانية امتار ليتواصل جغرافياً مع المصلى الجديد في سرداب غيبة الإمام المنتظر.
و يتميز المصلّى الجديد بجمالية فائقة وتعتليه قبة كبيرة ومنارتان إضافة إلى (14) قبّة صغيرة موزعة على سقف المصلى، وتم فيها مراعاة الهندسة والزخرفة الإسلامية وبروح عصرية.
ولم تتوقف أعمال الإعمار عند هذا الحد، فقد تمّ بناء مضيف كبير لزائري العتبة العسكرية المقدسة، فضلاً عن استكمال أعمال منظومتي الكهرباء والتبريد وتوفير كافة الخدمات اللازمة للزائرين.
وكان المدير الاداري لإعادة اعمار الروضة العسكرية، حيدر اليعقوبي، اعلن في السادس من اذار الماضي عن اكتمال اعمال اعمار الروضة العسكرية في غضون ستة اشهر.
وقال اليعقوبي ان "هناك مراحل متطورة في الاعمار للروضة العسكرية المقدسة والقبة المشرفة حيث صلت الاعمال الى مراحل متقدمة وشارفت على الانتهاء وان ما تبقى هو تركيب شبابيك القبة الشريفة وانجاز تركيب المرايا.
34/5/13706
https://telegram.me/buratha