المركز الحسيني للدراسات - لاهور
وسط حشد من العلماء والمفكرين وأصحاب المذاهب والأديان، أنهى "مؤتمر الإمام الحسين على ضوء دائرة المعارف الحسينية" أعماله في عاصمة البنجاب الباكستانية لاهور يوم الأحد 16/6/2013م بعد أربع جلسات وعلى مدار يومين قدّم فيها المتحدثون بحوثهم وأوراقهم وكلماتهم استظهرت في مجملها دور الموسوعة الحسينية لمؤلفها المحقق الفقيه الدكتور محمد صادق الكرباسي في تسليط الاضواء على النهضة الحسينية.
في بداية الجلسة المسائية والرابعة التي أدارها الدكتور رف رف، تحدث راعي المؤتمر رئيس جامعة منهاج الحسين العلامة الدكتور محمد حسين أكبر عن أهمية المؤتمرات في لمّ شمل المسلمين ولاسيما المؤتمرات الخاصة بالإمام الحسين(ع) نظراً للقيم الإنسانية العليا التي استشهد من أجلها، ورأى أن المؤتمرات الوحدوية هي واحدة من الأسلحة التي يُردُّ بها على سهام التكفيريين والمتطرفين، وتساعد على بث رسالة المحبة والسلام، مؤكداً أنه دعا قبل سنوات خلال مشاركته في مؤتمر ربيع الشهادة الدولي المنعقد في كربلاء المقدسة إلى تأسيس جامعة بإسم الإمام الحسين(ع) وقد تحقق ذلك والحمد لله.
الدكتور سيد عباس إقبال رئيس معهد العلوم الطبية في باكستان (PIAMS) (Pakistani Institute of Advance Midical Sciences) المختص بالاستشفاء من خلال الاستخدامات المتنوعة للتربة الحسينية، قدّم شرحاً مفصلاً عن بعض النتائج المستخلصة من التربة الحسينية في الأدوية التي حصل على براءة تصنيعها وهي أكثر من أربعين دواءً للأمراض العارضة والمستعصية، مستوحياً ذلك من الأثر الشريف: (إنَّ الله عوّض الحسين من قتله أن الامامة من ذريته والشفاء من تربته وإجابة الدعاء تحت قبته). من جانبها قدّمت مساعدته الدكتورة عنبرين زهراء المتخصصة بعلم الأبدان شرحاً عملياً عن علاقة التربة بخلايا جسد الإنسان، والنسبة المستخدمة في كل دواء بما يتناسب والعضو البدني المصاب.
الإعلامي والإذاعي الباكستاني البارز المحرر في جريدة جنگ الأستاذ شهزاد علي ذو القرنين، تحدث عن الإهتمام البالغ الذي أولته وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة بالمؤتمر الدولي الذي ينعقد لأول مرة في باكستان، وبوصفه منسق اللجنة الإعلامية المنبثقة عن المؤتمر طلب من رئاستها الإنطلاق من هذا المؤتمر ومن داخل أروقة مؤسسة إدارة منهاج الحسين لعقد مؤتمرات فكرية وعلمية وثقافية مماثلة.
التدريسية في الجامعة الزينبية بلاهور السيدة فوزية بتول الجعفري أكدت في كلمتها على الدور البطولي للسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب(ع) فلولاها لتغير وجه التاريخ ولما وصلتنا أنباء النهضة الحسينية على حقيقتها.
الباحث في دائرة المعارف الحسينية عضو الوفد الزائر الدكتور نضير الخزرجي قدّم في كلمته شرحا عن السيرة الذاتية لمؤلف الموسوعة الحسينية الفقيه المحقق آية الله الدكتور محمد صادق الكرباسي، وتوظيفه السليم للزمان والمكان في إنجاز أكبر موسوعة معرفية حتى يومنا هذا، ناهيك عن إنجازاته المعرفية الأخرى من قبيل موسوعة الشريعة وموسوعة تاريخ الإسلام، وتفسير القرآن ودواوين الشعر وغيرها. واستشهد الخزرجي بالندوات التي حضرها في السنغال والعراق في العامين 2011م و2012م مندوباً عن دائرة المعارف الحسينية للإستدلال على أهمية المؤتمرات في تقريب وجهات النظر ودور الإمام الحسين(ع) في جمع كلمة الناس، بغض النظر عن المعتقد والجنس واللغة، في دائرة الإصلاح من أجل خير الناس، والدور الكبير الذي يضطلع به الفقيه الكرباسي عبر موسوعته في خلق أجواء التحاور بين المذاهب والأديان من خلال استلهام قيم الرسالة الحسينية في إصلاح الإنسان وإعمار الأرض. وقدم في نهاية الكلمة تحيات المؤلف وشكره الى الحشد العلمائي والشعب الباكستاني المضياف والى راعي المؤتمر العلامة الدكتور محمد حسين أكبر صاحب الأنشطة الوحدوية الكبيرة في باكستان وخارجها.
ضيف مؤتمر لاهور الدولي الشيخ مظهر العلوي القادم من مدينة فيصل آباد الباكستانية، تناول شخصية الإمام الحسين(ع) العظيمة التي انتصرت للحق واستشهد من أجل الأهداف الإنسانية العظيمة. فيما وجد عالم الفلك الباكستاني سيد انتظار حسين زنجاني أن خلاص الأمم من شرور الأعداء داخليا وخارجياً يكون باتّباع المنهج الحسيني.
رئيس اللجنة القرآنية في إقليم البنجاب االعلامة غلام محمد سيالوي، وهو من علماء أهل السنة، أثنى على مؤلف الموسوعة الحسينية كمثابر ومجاهد في جبهات القلم والفكر، داعياً الجميع الى الإقتداء بالإمام الحسين(ع) والتضحية من أجل القيم الإنسانية النبيلة.
من جانبه انتقد رئيس مجلس علماء الشيعة في مقاطعة البنجاب العلامة مظهر عباس، التخريب الثقافي الذي حلَّ بالأمة حيث الإبتعاد عن ثقافة الإسلام ورسالة الحسين، فصار الشاب يعرف الشخصيات الفنية من ممثلين ومغنين ويجهل الشخصيات العلمية التي ذابت كالشمعة من أجل حياة الأمة، كما انتقد ابتعاد بعض الحكومات عن تعاليم الإسلام وفشلها في تتبيب الأمن والسلام في بلدانها وصارت الإثرة والأنانية هي الصفة الحاكمة خلافاً للنص الشريف: (أحبب لأخيك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها)، داعياً الأمة إلى التزام رسالة الإمام الحسين المستمدة من رسالة الإسلام لأنها الطريق السليم الى السلم المجتمعي على مستوى الكرة الأرضية.
وتناول راعي المؤتمر العلامة الدكتور محمد حسين أكبر الحديث عن أهمية العلم والتعليم في حياة البشرية ورسالة الإسلام في الحث على مواكبة العلم والتطورات العلمية بوصف العلم حياة الشعوب والجهل موتها، مستشهداً بدائرة المعارف الحسينية كأكبر موسوعة معرفية، ومفصلا القول في النشاطات المعرفية والمؤسسات العلمية التابعة لإدارة منهاج الحسين كواحدة من المؤسسات العلمية والمعرفية الكبيرة على مستوى لاهور وباكستان والتي تستمد من النهضة الحسينية قوتها وروحيتها.
وفي ختام الجلسة الرابعة والأخيرة من "مؤتمر الإمام الحسين الدولي على ضوء دائرة المعارف الحسينية" ألقى المنسق الإعلامي الأستاذ شهزاد علي ذو القرنين بياناً ختاميا من 12 نقطة تمحورت حول ضرورة نشر الثقافة الحسينية الداعية إلى الإصلاح ووحدة المجتمعات على أساس الإنسانية والرافضة لكل أشكال العنف والتطرف والارهاب، مع الدعوة الحقيقية داخل الصف الإسلامي للوحدة والتوحد لأن الآخر المتربص سوءاً بالمسلمين لا يفرق بين مذهب وآخر، كما أدان البيان دعوات التكفير الخارجة عن دائرة الإسلام، وحملات التخريب وتدمير المراقد والمقامات الشريفة، كما أكد على أهمية مناصرة الشعوب المظلومة كالشعب المسلم في بورما وفلسطين، وطالب البيان بأهمية بذل المزيد من الجهود العلمية في الساحة الباكستانية الخاصة بالتراث الحسيني وتوثيقها في دائرة المعارف الحسينية، متقدماً بالشكر الوافر لمؤسسة إدارة منهاج الحسين وعلى رأسها العلامة الدكتور الشيخ محمد حسين أكبر السبّاق لعقد هذا المؤتمر الدولي الذي تبنى التعريف بالموسوعة الحسينية في الساحة الباكستانية.
وكانت الجلسة الرابعة التي أفتتحت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وتخللتها موشحات وقصائد، منها منقبة المنشد ناصر رضا ناصر، وقصيدة الأديب الباكستاني السيد علي رضا كاظمي قرّض فيها دائرة المعارف الحسينية ومؤلفها، كما أهدت جامعة منهاج الحسين(ع) إلى ضيوفها درع الإبداع الخاص بدائرة المعارف الحسينية مع مجموعة مؤلفات حديثة عن الموسوعة الحسينية باللغة الأردوية، فيما قلّد الدكتور عباس إقبال أعضاء وفد دائرة المعارف الحسينية "وسام العلم" تعبيراً عن تقدير الشعب الباكستاني للعلم والعلماء.
https://telegram.me/buratha