* بقلم - جميل ظاهري
يعيش عالمنا الاسلامي من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه فتنة استعمارية - صهيونية - رجعية خبيثة تديرها عقول حاقدة ساخطة على الاسلام والمسلمين بدافع الانتقام لبدر وخيبر والخندق والنهروان وصفين، فالبست مشروعها النفاقي حلة ديمقراطية مزيفة فتنوية مررته عبر "سقيفة بني ساعدة" في لحظات كان لابد لها أن تلتف حول وصايا خاتم الانبياء والمرسلين رسول رحمة رب العالمين (ص) الذي "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" 3و4 سورة النجم، لتعلو كلمة الاسلام وتصدح عالياً في سماء المعمورة وتعم الدنيا والبشرية بنعمة السماحة والتساوي والعدالة والسمو والرفعة والعزة الألهية .لكنهم أرتأوا أن يعيدوا الأمة الى الظلمة والجاهلية والقبلية وسطوة القوي على الضعيف لتحل الوثنية محل العبودية للخالق المتعال سبحانه وتعالى ويكون النفاق والشقاق والظلم والاستعباد والاستحقار والتزوير نهج وشيمة السلطويين في عالمنا الاسلامي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا يعبثون بمقدرات وقدرات ومقدسات الأمة عبر فتاوى وعاظ سلاطينهم الذين أعمى الله قلوبهم قبل أعينهم ليمزقوا جسد الأمة وينهشوا فيه كما تنهش الذئاب والضباع بجسد فريسة غدرها وتتكالب عليه وهو ما يفعلونه اليوم من قرضاويهم وآل شيخهم ومن قبلهم بن بازهم و.. في استباحة دم المسلم البريء في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من ديار المسلمين .فكانت نهضة عاشوراء ومعركة كربلاء للامام الحسين بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهما السلام بداية الصرخة المدوية على طول العصور والدهور والقرون منذ عام 61 للهجرة وحتى قيام الساعة، ضد الظلم والاضطهاد والعنف والقسوة واستحمار الآخرين لتبقى راية الاسلام الوضاءة ترفرف عالية في أرجاء المعمورة وتبقى صدحاً ومناراً ومنهاجاً لكل الأحرار والأباة ومن يصبو للحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة والعيش الآمن .ومن هذا المنطلق يأتي المغزى من أوامر أئمة أهل البيت عليهم السلام في إحياء الشعائر الحسينية التاريخية الاسلامية مآتمها وأفراحها والتأكيد على لعن أعدائهم وظالميهم والتبري منهم لانها تمثل صرخة الشعوب ضد الحكام الظالمين على مر التاريخ والى الأبد وفي مقدمتهم لعن بنو أمية وما قاموا به من مظالم ضد العترة الطاهرة وشيعتهم واتباعهم منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا مما نفذه ويواصله أحفادهم وأشياعهم في الارهاب التكفيري السلفي الوهابي هنا وهناك بدعم البترودولار الخليجي القطري السعودي البحريني الاماراتي الاخونجي لعنهم الله جميعاً.فاللعن وكذلك التبري من بني أمية وأعداء آل الرسول (ص) وأتباعهم وأشياعهم وأحفادهم صرخة بوجه جميع المستبدين والظالمين في العالم ولابد من إحياء هذا النهج المحطم للظلم والمبيد للاستبداد؛ "ولابد في المرآثي وفي مديح أئمة الحق عليهم السلام من ذكر تلك المظالم وظلم كل الظالمين في كل عصر ومصر ولابد من الاستمرار في تذكر هذه المظالم لكي تعتبر الأمم وتحيا الشعوب المستضعفة ... وعلينا جميعا أن نعلم بأن ما توجب الوحدة بين المسلمين، هي هذه المجالس والمآثر السياسية التي تصون الأمة الاسلامية وتحفظ أتباع أهل البيت عليهم السلام" الامام الخميني/قدس سره/ في صحيفة النور ج 10 ص 31 .ولعبت فاجعة عاشوراء الامام الحسين (ع) وأسبابها دوراً مهماً في تشكيل وجدان الأمة وصناعة الانسان في ظل سطوة الظلم وتسلط الحكم على مصالح البشر؛ فالتضحية التي سحرت النفوس لم تزدها السنون إلا توقداً وإنارةً وعزةً وتمسكاً بها من قبل طلاب الحق والحقيقة مقارعة الظلم والطغيان والفرعنة والنفاق، وثورته (ع) لا تقارن بما سبقها أو يليها من الثورات ولم تكن ثورة استعراض للعضلات وعدة أو عتاد بل أنفردت في تاريخنا الاسلامي الماضي والحاضر والمستقبل، وكانت ثورة روحية لها معان سامية ومن ورائها حكمة إلهية كبيرة دللت كل الدلالة على أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى للانسان أن يعيش بدون عقيدة أو عقيدة مشوهة مزيفة مكسية بحلة دينية منحرفة، فكانت ثورة كربلاء المباركة لتعد إنسان المستقبل العارف للحق والمميز للفساد في الحكم والطغيان.
https://telegram.me/buratha