الصفحة الإسلامية

وهل نهاب الموت في حب آل البيت (ع) ؟!

1292 14:58:00 2013-06-04

* بقلم - جميل ظاهري

عادت أمية وبنو قريضة مرة اخرى ترفع رايات يا لثارات بدر وخيبر والخندق وصفين والنهروان وأطلقت عنان فتاوى وعاظ سلاطينها الذين لا صلة لهم بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد ليفتو باستباحة دماء المسلمين واستهداف بلدانهم وتدمير مدنهم وانتهاك حرماتهم وحرق الأخضر واليابس وذبح الصغار والكبار رجالاً ونساءاً وتقطيع أوصالهم وأكل أكبادهم ليعيدوا لنا ما فعلته أمهم "هند" بجسد "حمزة" سيد الشهداء .وأخذ من حمل لواء "الداعية" و"مسند الفتاوى" ممن أضحوا مطية لأبليس والشيطان الأكبر وربيبته الكيان اللقيط وزعماء الجاهلية والقبلية والصنمية وسنده وعدته ممن يترأس النظام العربي على عاتقهم بان لن يتركوا للأمة الاسلامية ولا لشعوبها فرصة للراحة أو مجالاً للانسجام والتلاقي أو خيطاً من خيوط الأخوة الاسلامية التي جاءت من أجلها رسالة خاتم المرسلين وحبيب رب العالمين (ص) خلاصاً للبشرية من الظلام والشرك والجهالة والعبودية لغير الله سبحانه وتعالى، مشددين على إصرارهم إشغالها بالخلافات والنزاعات المهلكة التي تعمّها وتتخلّل كل صفوفها عن قضية المطالبة بالحقوق والاصلاح والتغيير المطلوب اسلامياً .فألبسوا فتاواهم حلة طائفية لتزحف الى كل شبر من الوطن الاسلامي لتأكل أخضر هذه الأمة ويابسها، حيث أضحى شعار الطائفة والمذهب والقومية التي نأى عنها الاسلام، هو الشعار المختار والمفضل عند هذه الفئة الباغية التي تقود الأمة سياسياً ودينياً حيث أخذت على عاتقها بأن لا ترحم الأمة ولا تراعي حرماتها حرمات الله (جل وعلا)، فئة لا يهمها أمر الدين ولا قدسيته وكل ما يهمها كرسي الحكم وسلطانه، وهو الأكثر امتطائاً من هؤلاء الذين أبتليت بهم الأمة لنشر الفتنة، وتفجير الأوضاع، وهدم وحدة الأمة، وتفتيت كيان الشعب الواحد، وتمزيق أشلائه، في كل مكان من سوريا وحتى مصر ومن لبنان وحتى البحرين مروراً بالعراق الجريح الذبيح الذي لم يبق من جسده إلا واستهدفته يد الغدر والنفاق والخيانة الأموية - الصهيونية - العربية العميلة.فأخذوا يستهدفون بفتنتهم الطائفية ومذهبيتهم المشتعلة كل شبر من أرض عراق علي والحسين عليهما السلام حقداً وبغضاً وكراهية للدين الاسلامي المحمدي الأصيل ولأهل بيت النبوة والرسالة (ع) ولأتباعهم وشيعتهم ومحبيهم ليزيدوا البلاد ويلاتاً ودماراً ظناً منهم أن شيعة محمد (ص) وعلي (ع) وابناءهم المعصومين الميامين (ع) سيتراجعون خوفاً من سياراتهم المفخخة أو أحزمتهم الناسفة التي يربطها جهلتهم ومغفليهم ضد الأبرياء والعزل ويسفكوا الدماء البريئة هنا وهناك خاصة كلما أقتربنا من مراسم دينية عهد الشعب العراقي القيام بها على أفضل الأشكال والصور لتبقى شوكةً في عيون الأعداء والقاسطين والمارقين والمنافقين .ففي فتنة "سقيفة بني ساعدة" انعقدت نطفة الانحراف في قلوب الذين يأسوا وحملوا في نفوسهم عداء محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشيعتهم ومحبيهم وانصارهم ومواليهم وعقدوا العزم على تفريق حشود المسلمين وتمزيق صفوفهم الموحدة بمختلف الاساليب والحيل والخدع ، لنرى اليوم انه وخلال أقل من شهر يسقط أكثر من الف قتيل وآلاف الجرحى بين الأبرياء والعزل من أبناء العراق الجريح غيضاً وحقداً وسخطاً لأنهم أتباع آل الرسول (ص).فاستهدفوا قادة المسلمين من أبناء الرسول (ص) وشيعتهم وأنصارهم هنا وهناك بعناوين مختلفة منها ..عصا السياسة الماكرة والصراع بما يسمونه على قيادة الأمة ، واخرى باستخدام فتاوى وعاظ السلاطين الذين يبيعون أرواحهم وإيمانهم وعلمهم بأبخس ثمن ابتغاء مرضاة الملك والخليفة والأمير الذي لا أمرة له سوى معصية الله سبحانه وتعالى والعمل على عودة صفوف الأمة الى عهد القبلية والجاهلية والشرك والضلالة.والتاريخ يروي كيف صنع خلفاء بني أمية وبني العباس ببني هاشم وشيعتهم وكيف استباحوا دماءهم وهتكوا أعراضهم وصادروا أموالهم وبنوا الكثير منهم بين الجدران وجعلوا الآخرين في مقابر جماعية أمتدت على طول التاريخ وما المقابر الجماعية التي صنعها المقبور "صدام" في العراق ومن خلفه الارهاب الوهابي السلفي عبر التفجيرات الارهابية وعمليات الاغتيال إلا نموذج من تلك الأفعال الشنيعة التي مرت على شيعة أهل البيت (ع) طوال التاريخ خوفاً من اعتلاء كلمة الاسلام المحمدي الأصيل الذي جاء به الرسول محمد (ص) وتبناه أبناؤه من أئمة المسلمين واحداً بعد آخر وقدموا الغالي والنفيس من أجله.والامام موسى بن جعفر الكاظم (ع) الذي نعيش ذكرى استشهاده المؤلم على يد الطاغية العباسي "هارون" ، رمز من رموز أئمة الهداية والنور الألهي الذين عانوا ما عانوا من الفكر الأموي - العباسي - التكفيري - السلفي - النفاقي، حيث عاش مرحلته في حركة العلم بجميع حاجات الناس في عهد "هارون" الذي عرف بسلطته الظالمة تجاوز بها حدود الله (عزوجل)، وعندما ندرس حركته من خلال الذين تعلّموا منه ورووا عنه، فإنَّنا نجد مدرسته تتميّز بالتنوّع في الذين أخذوا منها ما أخذوه من علم، بحيث لم تكن مدرسته مدرسةً مذهبيّةً تقتصر على الذين يلتزمون بامامته وحسب، بل كان مرجعاً لكلِّ الناس الذين يتنوّعون في اهتماماتهم.وكان "هارون الرشيد" يعرف القيمة التي اختزنتها قلوب المسلمين في محبة الامام موسى الكاظم (ع)، ويعرف مدى امتداداته وامتثال المسلمين لأوامره ونواهيه وطاعته، وتنجذب اليه(ع) بقلوبها وعقولها وإيمانها، لما كان يمثّله من الخطِّ المستقيم الذي يريد الله سبحانه وتعالى للناس أن يهتدوا إليه وينطلقوا فيه في كلِّ حياتهم.لم يطق "هارون الرشيد" هذا الأمر فأمر باعتقال الامام موسى بن جعفر (ع) في مطامير السجون المظلمة ليمكث فيها (ع) أكثر من أربعة عشر عاماً على أغلب الروايات وهو مقيد من سجن لآخر حتى حمل (ع) مقيداً بالحديد من البصرة حتى بغداد من سجن الفضل بن الربيع حتى سجن "السندي بن شاهق" الذي كان اشدها وأضيقها واظلمها على الامام (ع).ولم يكتف "هارون" بذلك بل بعث رطباً مسموماً وامر "السندي" ان يقدمه الى الامام (ع)، فقام "السندي" لعنه الله باجبار الامام الكاظم (ع) على الاكل من هذا الرطب، فأكل منه وبعد لحظات أخذ السم يجري في جسم الامام وهو يعاني اشد المعاناة من الم السم فبقي متألماً ثلاثة أيام بعدها انتقل الى رحمة ربه فالسلام والصلاة على سيدنا الامام الكاظم (ع) شهيد السجون.فاليوم ما يجري في العراق وسوريا ولبنان والبحرين من أحداث دموية تستهدف الشعب الأعزل أمر غير معقول بالمرة ولا يمكن للعقل البشري أن يتصوره أو يفهمه أو يحلله، فهو صراع رهيب بين العقل والجنون، والواقع والخيال ، وفوق طاقات فهم العقل البشري حيث يمثل هزيمة للعقل والنور والخير وانتصارا للجنون والظلمات والشر لشرخ الصف الاسلامي الموحد والعودة بنا الى الجاهلية ولكن نقول لهم "أقتلونا .. القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة" كما خاطب بها الامام السجاد (ع) مخاطباً "ابن زياد" في مجلسه بالكوفة بعد فاجعة كربلاء، واستباحتكم لدمائنا لن تثنينا عن التمسك والالتفاف بنهج أهل بيت النبوة والامامة عليهم السلام.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك