الصفحة الإسلامية

أتباع أهل البيت وحروب الرّدّة!

1150 14:02:00 2013-06-03

حيدر التكرلي

كثير من حضارات ومنجزات الأمم، تأتينا عبر التأريخ، وقد يكون قسماً منها خالداً إلى يومنا هذا، حيث أنها: تُجسد لنا ماهية تلك الفترات من الأزمنة، والانعكاسات المترتبة عليها، من خلال النهج الذي كان يُعمل بهي آنذاك. ولنأخُذ ما يسمى بالعصر: (الذهبي للدولة العباسية)، ونرى بيان مدى صحة نقل الأحداث، ليتسنى للقارئ الكريم فهم حقيقة ما كان. وقبلَ شروعي بتسليط الضوء، سأطرح بعض التساؤلات، مثل: هل سن العباسيون، مسلة كمسلةِ حمورابي، حتى يُفتَخر بِها؟! أو انشئوا جنائن كالمعلقة، ليتم التباهي بها بين الأمم؟! أم أقاموا سوراً كسور الصين مثلاً، أو أنهم شيدوا ألأهرامات وشكلوا جيش ألاسكندر المقدوني، لنشر رسالة السماء الموحدة؟! علماً أن اتساع حدود دولتِهم، ذات الأطراف المترامية جاءَ: نتيجة البطش والفتك الذي كانَ يمارسهُ جبابِرَتُهم، وباسم الإسلام، وهو منهم براء، لأنه لا يعدو إلا كونه من أجل الهيمنة على مقدرات العباد، لغرض خدمة عروشهم الزائلة فقط ليس إلا، بدليل مقولة اللارشيد الشهيرة، التي يتحدى بها الخالق الجبار مالك الملك، عندما قال للسحاب:( أمطري في الهند أو في الصين، أو حيث شئت، فوا لله ما تمطري في ارض إلا وهي تحت ملكي )،، فظلاً عن استغلال تلك الثروات في تسخيرالابواق الإعلامية المأجورة، لأجل التغطية على جرائمهم، من خلال تزين صورتهم المزيفة، ليتمكنوا من التشبث بالسلطة، هذا لأنهم يُدرِكونَ جيداً أنها لِغيِرِهم! .. على أثر ذلك، حاولَ أكثر من مُتَفرعِن عباسي انتزاع الشرعية من أصحابها الأصلين وبشتى الطرق، لكنهم لم يتمكنوا مِنهم لأنهم أهلُ البَلاغةِ والحُجْةِ والبيانْ، ولكونِهم يُمثلونَ خطِ العدالةِ الإلهية في الأرض.. وعندما شعروا بالعجز، والاندِحار الكامل أمامَهم، لمْ يَجِدوا لِمَطامِعِهم الشريرة جواباً، غير السجنْ، والسُمْ، والقَتِلْ. لذلكَ بَرِعوا في مُعاداتِهِم للخلفاء الشرعيين والمنصَبينْ مِن قِبل السماء، وهم: "الأئمة المطهرين مِن أبناءِ رسولِ الله صلى الله عليه وعليهم أجمعين"،، فتجلى ذلكَ مِن خِلال عداء هارون العباسي، للإمِام مُوسى بن جَعفْر عليهِ السلام، وشيعته ومحبيه، بتهمة الخيانة العظمى للدولة، وجربَ كُلِ أساليب البَطش والتنكيل، ومن ثم السجن لشخص الإمِام، إلا إن كل ذلك لَمْ يَحِدْ مِن اتساع مساحة نور الهداية، لأن الإمِام خليفة القلوب وسلطانْ النفوس.. وبعدَ الحرج والشلل الذي أصاب عمالقةِ الكُفرِ والفسق والفجور، أمام هذا النور الهادر،، عَمِدَ هارونهم وأذنابه الشياطين، إلى نارِ جهنم وبأسَ المصير، بإقدَامِهم على قتلِ حُجةِ الله في الأرض، وسابع أئمة الهدى، ألمعذب في غياهب السجون الإِمام الكاظم عليهِ السلام، لا لذنب إلا انهُ الامتداد الطبيعي لرسالةِ السماء والمذهب الحق الواجب إتباعه، وبسلاح الغيلة، والغدر، إذ لم يرُق لهم، هذا المجد العظيم، والمقام الرفيع، والتفاف الناس حول سليل الرسالة المحمدية، لذا دبروا جِنايتِهم، عبر دس السم للإمام وهو في السجن، ليلقى ربه، شهيداً، غريباً، مظلوماً، مسموماً، بأمر مباشر من (صاحب العصر التكفيري للدولة العباسية)!، فهارون شَرِ خَلف لشَرِ سَلف مِن (إبطال حروب الرّدّة وكسرى العرب وقيصرها)، وكما وصفهم الإمام الحسين عليه السلام في العاشر من محرم:"ياأُمَّةَ السّوء، بِئسَمَا خَلفْتُم مُحَمَّداً فِي عِترتِه، أما إنكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إياي"، ختاماً: أن الذين أقدَموا بالأمس على قَتلِ مَن ليسَ على وجه الأرض شبيهاً لهُ بِزَمانِهم .. هلْ يتوانى أحفادُهم اليوم من البعثيين، والتكفيريين، والإرهابيين، عن إبادة أتباع أهل بيت النبوة؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك