أقيمت ندوة خاصة حول مشروع (دراسات في فكر وتراث أمير المؤمنين عليه السلام) في دار ضيافة العتبة العلوية المقدسة وذلك صباح يوم السبت المصادف 14 رجب 1434هـ الموافق 25/5/2013 بحضور العديد من الشخصيات العلمائية والأكاديمية وشخصيات ثقافية أخرى.
وتأتي هذه الندوة ضمن مشروع مترابط لحفظ تراث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وجمعه في مختلف الحقول المعرفية والإحاطة بكل ما كتب عنه سلام الله عليه
ابتدأت الندوة بآي من الذكر الحكيم ثم تقدم السيد الدكتور رئيس الجلسة الاستاذ علي الأعرجي بدعوة الأستاذ الدكتور صاحب نصار ببحثه الموسوم (الإمام علي وعلوم القرآن جمع القرآن إنموذجا) وقد بين الشيخ نصار في بحثه أن علوم القرآن تختلف عن العلوم التي من القرآن ذلك ان علوم القرآن تختص بالنزول والتنزيل والناسخ والمنسوخ وترجمة النص القرآني وهذا كله يصنف بحسب التدرج ، مؤكدا إن هذه العلوم توثق قرآنية القرآن فهي محور عقائدي قبل أن يكون محورا قرآنيا أما العلوم التي من القرآن فهي المستفادة منه كعلم الجغرافيا مثلا وغيره من العلوم الأخرى.
ثم عرج الدكتور نصار على مسألة جمع القرآن كونها تحمل جَنْبة سياسية إذ كان الهدف تسييس هذا الجمع سواء القرآني أو الروائي منه والقصد من ذلك كله هو أبعاد دور أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي كان في واقع الحال هو جامع القرآن الكريم في عهد رسول الله صلى الله عليه واله.
ثم تقدم الدكتور سلمان الخفاجي في بحثه الموسوم (الإعجاز القرآني في منظور نهج البلاغة) حيث قال": (ان المعجز دليل على صدق مدعيه حيث أن هناك قسماً من الإعجاز حسياً وقسماً منه معنوياً وهو يتحدى أرقى العلوم التي تصادف ذلك الإعجاز).
وأضاف الدكتور الخفاجي": إن الجزيرة العربية في أيام الرسول الأعظم صلى الله عليه واله كانت متقدمة في فصاحتها وبلاغتها بحيث لم تبلغ أي امة في زمنها بقدر هذه البلاغة التي تحملها لذا كان نزول القرآن الكريم في هذه البيئة الفصيحة هو بحد ذاته تحد واضح لهذه الميزة التي امتازت بها جزيرة العرب فقد وقفوا مذهولين من فصاحة هذا الكتاب السماوي الحكيم الذي جاء به رسول الله صلوات الله عليه وآله".
وتابع الخفاجي أقوال العلماء في الإعجاز كالزركشي والجرجاني وغيرهما من العلماء ثم ختم بحثه مشيرا إلى أن الإعجاز في منظور نهج البلاغة مستعرضا النصوص التي تناولها أمير المؤمنين في الإعجاز القرآني ودعوته إلى التمسك بهذا الكتاب الحكيم.
بعدها تقدم الدكتور حسام الياسري ببحثه الموسوم (الدرس القرآني المقارن عند أمير المؤمنين عليه السلام التوحيد والعقائد إنموذجا) حيث تناول الباحث الدرس القرآني عن أمير المؤمنين في مدونات كتب الإمامية إذ يخضع هذا البحث إلى المحاورات التي أجراها الإمام علي عليه السلام مع علماء وكبار أهل الديانات الأخرى من الناحية العقائدية التي تختص بوحدانية الله تبارك وتعالى والتجسيم ثم تناول الحروف التي وردت في القرآن الكريم والتي تعد معجزة من قبل المسلمين.
ثم تقدم الدكتور الشيخ وفقان الكعبي ببحثه الموسوم (الإمام علي وتأصيل قواعد علوم القرآن) مشيرا في بحثه إلى إن الإمام أمير المؤمنين كان مهتما في تعليم أصحابه علوم القرآن وقد أسس القواعد العامة لهذه العلوم ثم أشار الشيخ الكعبي إلى أن الإمام عليه السلام قد صنف هذه العلوم بما يناهز ستة أنواع منها وقد كتبها وأملاها على أصحابه ثم استعرض الروايات المستفيضة التي دلت على أن أمير المؤمنين عليه السلام هو المؤسس الأول لعلوم القرآن الكريم.
بعدها تقدمت الأستاذة نور الساعدي ببحثها الموسوم (ناسخ ومنسوخ القرآن عند الإمام علي عليه السلام) حيث أشارت إلى دور الإمام علي في تبيان الناسخ والمنسوخ في علوم القرآن وما بذله من جهود في تحقيق ذلك ثم بينت النسخ وأحكامه في الآيات المنسوخة ورأي وتفسير العلماء المسلمين.
ثم تقدم الدكتور عبد الحسن العبودي ببحثه الموسوم (توظيف القرآن في نهج البلاغة) مشيرا فيه الى فضائل أمير المؤمنين وارتباطه بالقرآن الكريم كون كلامه سلام الله عليه هو خلاصة وإذ يخوض المتتبع في مفردات كلام أمير المؤمنين يجد أنها في خضم آيات القرآن الكريم ، فهو القرآن الناطق دلت بذلك الروايات المستفيضة عن الرسول الأعظم.
هذا وقد تخللت الندوة العديد من المداخلات من قبل الحاضرين، ثم وزعت في الختام الجوائز وكتب الشكر على الأساتذة الباحثين
25/5/13530
https://telegram.me/buratha