لاشك أن لملحمة الطف الخالدة صفحات مأساوية تدمي القلب وتعتصر النفوس المؤمنة الماً وأسى لهذه الفاجعة التي ابكت السماء دماً وأقرحت جفون ال محمد عليهم السلام والمؤمنين، رغم أنها انتصرت بفضح من أراد تحريف أحكام الله، ونجحت بالانتصار لدينه الذي أراد بنو أمية طمس معالمه.
من تلكم الصفحات المأساوية هي مراحل هدم قبر سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام عبر التاريخ، والتي تعكس حجم ظلامة أهل البيت عليهم السلام، وسعي أعداء الدين والإنسانية لطمس رموزه التي تعد المراقد المقدسة أجلى مصاديقها، لأنها تذكر الناس عموما والمؤمنين خصوصا بقيم التضحية من أجل الحق والثورة على الظالمين، وخاصة مراقد شهداء الطف.
وهذا ما سعت اليه اللجنة المشرفة على إقامة مهرجان أمير المؤمنين الثقافي السنوي الأول - والذي يقام في مدينة لكناو الهندية - إبرازه لرواد المهرجان، من خلال أقامتها لمعرض صور ثلاثية الأبعاد تبين ما جرى على قبر الإمام الحسين عليه السلام من تخريب متعمد من قبل حكام الجور، ومراحل إعمار قام بها المؤمنين ولحقب زمنية مختلفة منذ استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وحتى يومنا هذا، مع تعليقات تأريخية باللغتين الإنكليزية والأوردو.
وقد جاءت هذه الفقرة نظراً لنجاحها سابقاً في المهرجانات والمعارض الدولية التي تقيمها وترعاها العتبة العباسية المقدسة.
وقد نالت هذه الفقرة من هذا المهرجان أستحسان أغلب مرتادي وزوار المعرض ومن مختلف الطوائف التي تسكن هذه المدينة وطال وقوفهم أمام هذه الصور والتي تغيب وتغفل معلوماتها عن أغلبهم.
هذا وقد هيأت اللجنة التحضيرية لهذا المهرجان مكاناً مناسباً لمعرض الصور التأريخية توسط قاعة لعرض، مما سهل على زائريه رؤيتها.
ومن الجدير بذكره أن المهرجان يهدف للتعريف بفكر أهل البيت عليهم السلام، وتوسيعاً لدائرة الاستفادة من علومهم الحقة، كذلك لنشر معالم العتبات المقدسة في العراق وأخر منجزات مؤسساتها الفكرية والهندسية وأن للعتبة العباسية المقدسة معارض ومهرجانات داخل وخارج العراق لنشر فكر أهل البيت عليهم السلام، وتبيان نتاجات ونشاطات العتبة المقدسة في المجالات الفكرية والدينية والعمرانية والخدمية، وتوزيع هداياها الفنية والتبركية، حيث أقامت معارض في مدن العراق المختلفة فضلاً عن تركيا وايران والهند حاليا.
6/5/13527
https://telegram.me/buratha