اللهم صل على محمد وال محمد
دعت الأمم المتحدة في تقريرها السنوي لعام 2002م الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم الدول العربية إلى اتخاذ الإمام علي بن أبي طالب مثالاً لتشجيع المعرفة وتأسيس الدولة على مبادئ العدالة. وقد احتوى التقرير المذكور الذي اشتمل على اكثر من مائة وستون صفحة على ست نقاط رئيسية أوصى بها الإمام أمير المؤمنين قبل قرابة (1400) عام مثلت العدالة والمعرفة وحقوق الإنسان.
واشتملت تلك التعاليم على ضرورة المشورة بين الحاكم والمحكوم ومحاولة الفساد الإداري والمالي والقضايا السئية الأخرى وأن تمنح العدالة لجميع الناس وتحقيق الإصلاحات الداخلية. وقد جاء في التقرير مقتطفات من وصاية الإمام أمير المؤمنين الخاصة برئيس الدولة: «ان من نصب للناس نفسه إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره. وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه. فمعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم».
وفيما يخص الضرائب واستصلاح الأراضي وضرورة التنمية ومحاربة الفقر نقل تقرير المؤسسة الدولية جانباً من خطب الإمام : «وليكن نظرك في عمارة الأرض ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج لأن ذلك لا يدرك إلاّ بالعمارة ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد وأهلك العباد». وأما عن التعليم فقد أورد التقرير بضميمة الإمام إلى ممثله « واكثر مدارسة العلماء ومناقشة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك وإقامة ما استقام به للناس قلبك».
وجاء في التقرير أيضاً عن ضرورة قول الحق وعدم السكوت عن الباطل: « ولا خير في الصمت عن الحكم كما انه لا خير في القول بالجهل».
وأما عن الصالحين وتواضع الحكام والنهي عن الإسراف في صرف الموارد وضرورة تبيان الحقائق للشعب فقد ذكر التقرير وصية الإمام التي قال فيها: « المتقون فيها من أهل الفضائل. منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع لا يرضون من أعمالهم القليل ولا يستكثرون الكثير».
وأهم ما جاء في التقرير هو كيفية تعيين الحكام والمحافظين والمدراء في الدولة وكيفية ان يكونوا عدولاً مع الشعب بل وتحمل المعارضة فيذكر التقرير إرشادات الإمام لرئيس الدولة نموذجاً في الطريقة المثلى حيث ذكر التقرير: « اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور ولا تحكمه الخصوم ولا يتمادى في الزلة, ولا يحصر من المضيء إلى الحق إذا عرفه. ولا تشرف نفسه على طمع. ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه وأوقفهم في الثبوت وأقلهم تبرماً بمراجعة الخصم وأصبرهم على تكشف الأمور، واحرمهم عند اتضاح الحكم. ممن لا يزدهيه إطراء ولا يستمليه إغراء وأولئك قليل».
ويذكر ان التقرير قد وجه انتقاداً إلى الدول العربية حيث جاء فيه: (ان الدول العربية لا تزال بعيدة عن عالم الديمقراطية ومنح تمثيل السكان، وعدم مشاركة المرأة في شؤون الحياة، وبعيدة عن التطور وأساليب المعرفة..). وحث هذه الدول على الاستفادة من وصايا القائد الإسلامي الإمام علي في إدارة وتطوير الدول العربية.
https://telegram.me/buratha