* بقلم – جميل ظاهري
يضايقوننا، يطردوننا من العمل، يختصبوا حقوقنا، يعاملوننا بتمييز طائفي، يشردوننا من ديارنا، يعتقلوننا، يعذبوننا، يفجروننا، يذبحوننا، يستبيحوا أرواحنا وأعراضنا وأموالنا، يقطعوننا إربا إربا، يحتارون ما يفعلوا بنا من أفعال شنيعة وإجرامية بشعة، يحاصروننا، يمنعوا عنا الأدوية وحتى رغيف الخبز، و.. كل ذلك كوننا نوالي أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب وأهل بيته الميامين المنتجبين عليه وعليهم أفضل التحية والسلام.
ولكن من هو الامام علي (ع) ؟ وما موقعه من الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ومن اختاره لأن يكون الوصي بعد النبي دون فصل؟ وماذا يقول عنه الصحابة ؟ وما كتبوا عنه المفكرون والمؤرخون طيلة العقود الأربعة عشر الماضية ؟.. كي نموت ونحيا من أجله وأهل بيته عليهم السلام أجمعين ونرفع شعار "أقتلونا فالموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة" في حبهم وولائهم والسير على نهجهم والتلمٌذ في مدرستهم.
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه فاطمة بنت أسد بنت هاشم بن عبد مناف ، ولد في 13 رجب 23 قبل الهجرة المصادف 17 مارس 599 ميلادي في جوف الكعبة في مكان لم ولن يولد مخلوق لا من قبله ولا من بعده أبداَ وهي فضيلة خصه الله سبحانه وتعالى بها إجلالاً له واعلاءً لرتبته وإظهاراً لمكرمته ، واستشهد بمخطط الغدر والخيانة والنفاق والجاهلية والقبلية في محراب مسجد الكوفة في 21 رمضان 40 للهجرة والمصادف 28 فبراير 661 للميلاد .
وجاء ذكر ذلك في الكثير من كتب العامة قبل الخاصة في ذكر مناقب أمير المؤمني علي بن أبي طالب عليه السلام ومنها.. الحاكم النيسابوري (المستدرك 3 / 483)، وشاه ولي الله أحمد الدهلوي ( إزالة الخفاء)، وشهاب الدين أبو الثناء السيد محمود الالوسي (شرح عينية عبد الباقي افندي العمري ص15)،ومحمد بن يوسف القرشي الشافعي الگنجي, (كفاية الطالب / الباب السابع : 260)، ومروج الذهب / 2 / 2 ط مصر ، واثبات الوصية / 155 ط ايران ،وعبد الحميد خان الدهلوي ( سير الخلفاء 8 / 2) ،والحلبي (إنسان العيون 1 / 165)، والمؤرخ نشانچة زاده (مرآة الكائنات 1 / 383)، وابن طلحة الشافعي (مطالب السؤول:11) ، والصفوري الشافعي (نزهة المجالس 2 / 204)، وحمد الله المستوفي (تاريخ كزيدة)،وابن الصباغ المكّي المالكي (الفصول المهمّة : 14) ، ومؤمن الشبلنجي الشافعي (نور الابصار / 73 ط مصر)،وابن الجوزي (تذكرة خواص الأمّة : 7)، وأحمد بن منصور الكازروني (مفتاح الفتوح)، وصدر الدين أحمد البردواني (روائح المصطفى : 10 ط 1302 هـ) ، والشيخ محمّد حبيب الله الشنقيطي, المدرّس بالازهر (كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب: 25) .وهو عليه السلام إبن عم الرسول الأعظم المصطفى محمد خاتم النبيين صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأول من لبَّى دعوته واعتنق دينه، وصلّى معه، وأفضل الأمة مناقباً، وأجمعها سوابقاً، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأكثرها إخلاصاً وعبادةً لله تعالى، وجهاداً في سبيل دينه، فلولا سيفه لما قام الدين، ولا انهدت صولة الكافرين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله مراراً وكراراً في ردع المنافقين والطلقاء من الأمة: "ما قام ولا إستقام ديني إلا بشيئين: مال خديجة وسيف عليّ بن أبي طالب عليهما السلام".
فهو(ع) يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين وأمام المتقين والصراط المستقيم وسيف العدالة السماوية وقسيم النار والجنة وقاتل صناديد الكفر والنفاق والشقاق ومؤدب الطلقاء وأب الايتام وكافل الارامل وأعلم الصحابة بأسباب نزول القرآن، ومعرفة تأويله وأخي رسول الله (ص) حيث قال: "أنت أخي في الدنيا والآخرة"، وقال:"من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ومن أبغض الله كفر"- المناقب للخوارزمي الفصل التاسع عشر ص239. كما قال خاتم المرسلين (ص) مخاطباً علي (ع): "أنت مني وأنا منك"- صحيح البخاري، وكان يقول له ايضاً: "لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق" - صحيح مسلم.لم تعرف الإنسانية في تاريخها بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من علي بن ابي طالب (ع) ولم يسجّل لإحد من الخلق بعد الرسول (ص) من الفضائل والمناقب والسوابق، ما سجّل لعلي (ع)، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبدود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين، وقال عنه رسول الله (ص) يوم خيبر: "لأعطين الراية غدًا رجلا يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه"- صحيح البخاري.وكيف تعد فضائل رجل أسرّ أولياؤه مناقبه خوفاً، وكتمها أعداؤه حقداً، ومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين، وهو الذي لو اجتمع الناس على حبه - كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله - لما خلق الله النار.والحديث عن علي بن ابي طالب عليه السلام طويل، لا تسعه المجلدات، ولا تحصيه الأرقام، حتى قال ابن عباس لو أنّ الشجرَ اقلامٌ، والبحرَ مدادٌ، والإنس والجن كتّاب وحسّاب، ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين علي عليه السلام.علي بن أبي طالب (ع) ذلك الذي نزلت في حقه عشرات الآيات في كتاب الله المجيد منها ما جاء في سور: المائدة الآية 3و54-55و67، والمعارج 1-2، والبينة 7، والسجدة 18، ومريم 96، والرعد 7 و28و29، وهود 17، والانبياء 7، والواقعة 10-11، والتوبة 119 و19 و1 و3، والصافات 24 و130، والانسان1و8، والتحريم 4، والأعراف 46 و181، و البقرة 207و274، ومحمد 30، والحديد 19، والزمر 33، والفاتحة 5، والانفال 62، والنساء59،و.. غيرها من آيات الذكر الحكيم حيث لم يتسع المقال لذكرها كلها.وهو من نزلت في حقه وزوجته وأبنائه وكما يروي كبار المفسرين والمؤرخين العامة منهم والخاصة قول الله تعالى:"إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا"-الأحزاب: 32، حيث دعا الرسول (ص) بعد نزول الاية الشريفة هذه كل من "فاطمة وعليًا والحسن والحسين- في بيت السيدة أم سلمة، وقال: "اللهمَّ إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا" - ابن عبد البر.كما قال النبي صلى الله عليه وآله في ذات يوم مخاطباً أم المؤمنين خديجة (س): "هذا جبريل يقول: إنَّ للإسلام شروطاً وهي: الإقرار بوحدانية الله تعالى، الإقرار برسالة الأنبياء عليهم السلام، والإقرار بالمعاد وأُصول هذه الشريعة وأحكامها وإطاعة أولي الأمر والأئمّة الطاهرين من أولاده عليهم السلام واحداً بعد الآخر والبراءة من أعدائهم".وهو من قال في وصفه "ضرار الحمداني" عندما طلب منه "معاوية بن أبي سفيان" أن يوصفه له، فقال:"أما إذا كان لا بد من وصفه، فقد كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، ويستوحش من الدنيا زهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان فينا كأحدنا، يحبنا إذا سألناه، ونحن والله لا نكاد نكلمه إلا هيبة، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله.ومما قالت عائشة عنه:"رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم التزم علياً وقبله، وهو يقول: بأبي الوحيد الشهيد، بأبي الوحيد الشهيد" - ترجمة الأمام علي بن أبي طالب عليه السّلام من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص285 رقم 1376 ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص137.وسئلت عائشة عن أي الناس أحب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قالت: "فاطمة، قيل: من الرجال؟ قالت: زوجها إنه كان ما علمت صوّاماً قوّاماً" - أسنى المطالب للوصابي الباب السابع ص38 رقم 42 مخطوط .وقال عبد الله بن عمر:"كنا نتحدث أن أفضل هذه الأمة علي بن أبي طالب"- أسنى المطالب للوصابي الباب الخامس عشر ص95 رقم 2 مخطوط.وقال ابن عباس: "العلم ستة أسداس، فلعلي بن أبي طالب من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس، ولقد شاركنا في سدسنا حتى هو أعلم به منا" - مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص44.وقال سعد بن أبي وقاص:"ان أبا بكر وعمر قالا: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة" - وسيلة المآل للحضرمي ص230.وقال ابن مسعود: "قسمت الحكمة عشر أجزاء، فاعطي علي تسعة أجزاء والناس جزء واحد، وعلي أعلم بالواحد منهم" - تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص187.وقال أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني:"سمعت علياً عليه السلام وهو يقول: لو ضربت خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني ولو نثرت على المنافق ذهباً وفضة ما أحبني، إن الله أخذ ميثاق المؤمنين بحبّي وميثاق المنافقين ببغضي فلا يبغضني مؤمن ولا يحبني منافق أبداً" - شرح نهج البلاغة ج6 ص83 بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم .فهو سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وأولى الناس بالمؤمنين ويعسوب الدين وقبلة العارفين وعلم الراشدين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين فارس بدر وحنين وأبوالغر الميامين وخليفة رسول رب العالمين والشفيع في يوم الدين المصلي إحدى وخمسين, يمين الامام المجتبى وغاية المرتجى والمثل الأعلا والعروة الوثقى ومن هو نظير هارون وموسى.هو هاشمي مكي مدني طالبي حجازي تقي نقي وفيٌ مضري بهي زكي لوذعي, مردي الكتائب ومظهر العجائب صاحب المعجزات الغرائب ومنكس الرايات ومحل المشكلات وفاصل القضايا وشمس الغزوات والممدوح في (هل أتى والذاريات وعم والمرسلات) ومن حبهِ حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة, داحيٌ الباب ومن عنده الكتب وفضل الخطاب إمامي وشفيعي يوم الحساب، العالم بالتأويل والتنزيل وبما في الزبور والانجيل وحبيب الى الجليل وشفاء الى العليل وخادمه جبرئيل والعالم الزاهد العابد الامام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه وعلى ابن عمه وأهل بيته الميامين المنتجبين آلاف التحية والسلام.وهو من قال بحقه أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ، فقيه وإمام من أئمة أهل السنة والجماعة، في قصيدته المعروفة:يارب بالقدم التي أوطأتها من قاب قوسين المحل الاعظموبحرمة القدم التي جعلت لها كتف المؤيد بالرسالة سلماثبّت على متن الصراط تكرما قدمي وكن لي محسناومكرماواجعلهما ذخري فمن كانا له أمن العذاب ولايخاف جهنم أهل النهى عجزوا عن وصف حيدرة والعارفون بمعنى كنهه تاهواقيل امتدح لامير النحل قلت لهم مدحي ومدح الورى من بعض معناهماذا أقول لمن حطت له قدم في موضع وضع الرحمن يمناه ان قلت ذا بشر العقل يمنعني وأختشي الله من قولي هو اللهفمات الشافعي وليس يدري أعليّ ربه أم ربه اللهوأختم قولي بهذا البيت من الشعر:كثر الشك والخلاف وكل يدعى أنه الصراط السويفتمسكت بلا إله إلا الله وحبي لاحمد وعلي
https://telegram.me/buratha